للصحفي المغترب: إليك مفاتيح الحصول على فرصة عمل إعلامية

نوشته Nareen Shammo
Oct 30, 2018 در أساسيات الصحافة

"بعد معاناة شديدة افترشت الحدائق خلالها للنوم والمساجد للاغتسال، حصلتُ على فرصة عمل في مدينة دبي للإعلام في مجلة اقتصادية" بهاتين الجملتين عبّر مراسل قناة العربية جمعة عكاش عن معاناته بعد الهجرة من سوريا إلى مدينة دبي عام 2003 بحثاً عن فرصة تمثل طموحه.

تخرُّجَه من قسم الصحافة بجامعة دمشق لم يدعمه للحصول على عمل إعلامي بالسهولة المتوقعة، إلا أنّ المحاولات المتكرّرة والوعي بالأهداف ساعدا عكاش على المضي بخطاه الأولى من خلال طرح فكرة قناة العقارية ومنظومتها البرامجية على مجموعة من رجال الأعمال. وقد استطاع العمل كمقدّم برامج لقناة العقارية ومراسل ميداني لغاية عام 2007، ثم انتقل الى قناة العربية كمنتج أخبار اقتصادية ولا يزال مستمراً ويفتخر بما غطّاه من أحداث في سوريا في الفترة الاخيرة كمراسل حربي، ويعبّر عن هذه التغطية واصفاً إيّاها "بأعظم ما قمت به خلال مسيرتي المهنية".

جملة من التحدّيات واجهت عكاش وغيره من الصحفيين المغتربين كالتكيّف مع المكان الجديد واكتشاف مداخله ومخارجه والوصول إلى الشخصية أو المؤسسة التي ستساعده ليضع قدميه على بداية الطريق، ومدى توفر الخبرات الصحفية المطلوبة لجهة العمل الجديدة ومدى إتقانه للغة المكان الجديد وبناء مصادر معلومات وتقصّي الأخبار بين صنّاع الرأي والقرار، بالإضافة إلى قدرة العمل بروح الفريق مع مجموعة يُعتبر أنه الغريب الوحيد فيها.

قدّم عكاش نصائح للصحفيين المغتربين من خلال تجربته، من أجل الحصول على فرصة عمل صحفية:

1. حدّد من أنت. أي نوع من الصحفيين تريد أن تكون اقتصادياً أو سياسياً أو فنياً.، وفي أي وسيلة إعلامية تريد أن تعمل المكتوب منها أو المسموع أو المرئي؟ من ثم حدّد المكان الذي تريد أن تعمل فيه.

2. حدّد أهدافك. إلى أين تريد أن تصل؟ وعندما تصل من ستكون؟ وكيف سيتغيّر وضعك المهني والمالي؟ ووزع أهدافك على جداول زمنية ومكانية فأنت لن تستطيع أن "تلتهم فيلاً كاملاً مرة واحدة، لكن من الأسهل أن تقضي عليه قضمة قضمة."

3. الآن اعتبر نفسك مشروعاً استثمارياً. وأنت هو المالك لهذا المشروع، لذلك لا تتخّذ قرارًا مصيرياً إلا بمشورة مجلس الإدارة ومن يحيطون بك من أصدقائك وعائلتك وزملائك في العمل وآخرين.

4. هنا تبدأ خطوة استثمار في الذات. وهي اكتساب الخبرات والمهارات والتثقيف الذاتي والمتابعة اليومية في مجال الاهتمام.

5. لاتكن موظفاً. تقوم بتحرير أخبارك أو إذاعة نشرتك أو كتابة مادتك، وتنصرف وكأنك موظف، اعتبر نفسك "صحفياً كاملاً" اي صحفي متعدّد القدرات. تعلّم كيف تكتب لكل أشكال الصحافة وأيضاً بكل أشكال الكتابة الصحفية وتعلّم الأمور التقنية حتى تلك التي لا تدخل مباشرة بصميم عملك. تعلّم مثلاً كيف تقوم بمونتاج الأخبار أو كيف تجري بثاً مباشراً او حتى كيفية تركيب ميكروفون الصوت، وفعلاً سيأتي يوم تكون فيه وحيداً وستحتاج هذه المهارات.

6. قم بتقييم عملك. راقب آداءك وانتقد نفسك، وقف طويلاً أمام تقرير تلفزيوني أو مادة صحفية قمت بكتابتها أو إذاعتها وقارنها مع عمل زملائك.

7. ادخل المنافسة. فليكن لديك قدوة في عملك "أفضل منك وتريد أن تصبح مثله وأعلن له أنك ستنافسه وحاول أن تتميّز عليه ضمن أهدافك وخطتك التي وضعتهما سابقاً."

8. ابحث عن التّميز. كيف يمكن أن تتميز عن زملائك يجب أن تغامر هنا بشيء فريد كأن تقرّر أن تذهب لتغطية الأحداث في منطقة ساخنة مثلاً.

9. لا تسكت. أثناء اللقاءات الدورية اقترح أفكاراً وخططاً لتطوير العمل وانتقد بهدوء وحرفية أداء المجموعة وصحّح الخطأ عبر وضع بديل عنه بشكل مباشر وفوري.

10. مظهرك الخارجي وسلوكك هو أنت. لا تعتقد أن إدارتك أو زملاءك سيحكمون على ضميرك الإنساني أو مشاعرك أو أفكارك، هذه أمور غير مرئية فاحرص أن تكون أنيقاً مبدعاً في القول والفعل والشكل.

11. لا تعمل مجاناً. "يجب أن تحصل على مقابل لتنفق منه على مشروعك وهو أنت، ولاتعمل متطوعاً لانك صحفي ولست هاوياً، لا تقلل من شأنك، فشأن أي صحفي ناجح يُعرف في النهاية بمقدار ما يحصل عليه من مال وشهرة، وبدونهما لن يستطيع أي صحفي على امتلاك أدوات التأثير."