أهم الأخطاء الشائعة في كتابة التقارير الاقتصادية

نوشته Menan
Oct 30, 2018 در مواضيع متنوّعة

تبدو المصطلحات والأرقام في الصفحة الاقتصادية من الصحف معقدة أحياناً كثيرة، على الرغم من أنها تحمل في طياتها قصصًا صحفية تهم غالبية الجماهير، إلا أن الأخبار الاقتصادية لا تحظَى بالقدر نفسه من اهتمام القراء.

تمر التقارير الاقتصادية عبر عدة مراحل معالجة كغيرها من أشكال التقارير الصحفية إلا أن هناك بعض الأخطاء التي قد يرتكبها الصحفي الاقتصادي والتي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي ومباشر على مضمون القصة فتجعلها أقل أهمية للاطلاع عليها من قبل الجمهور.

نستعرض من خلال الحوار التالي مع مديرة القسم الاقتصادي بموقع أصوات مصرية التابع لرويترز ميريت مجدي أهم الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها أثناء العمل على تقريرك الاقتصادي والخطوات التي ينصح باتباعها لإنتاج قصة اقتصادية تستحق القراءة والمتابعة.

عدم شرح وتبسيط المصطلحات الاقتصادية

تشير ميريت في بداية حديثها إلى سبب عدم قراءة الجماهير لصفحة الاقتصاد، والذي تؤكد أنه يعود إلى عدم اجتهاد الصحفي في شرح وتوضيح المصطلحات التي وردت في البيان، خاصة إذا ما كان ذلك البيان صادر عن جهة اقتصادية متخصصة تهتم بالبورصة، أو ميزان المدفوعات أو ما شابه ذلك. فيقوم الكثير من الصحفيين بنشر البيان كما ورد. "الخبر العاجل هي الحالة الوحيدة التي يسمح فيها بنشر البيان بشكل فوري. إلا أن الصحفي يجب أن يستمر في البحث عن خلفية وسياق له لكي يقوم بتحديثه لاحقاً." كما تقول ميريت.

مثال: التضخم لا يعني ارتفاع الأسعار و لكنه يشير إلى معدل ارتفاع الأسعار. كما أن القيمة الإنسانية للخبر تعد واحدة من أهم المعايير التي لا يلتفت إليها الصحفيون في التقارير الاقتصادية. يجدر بالصحفي التفكير في كيفية تأثير الخبر أو البيان على أفراد أسرته أولاً و محاولة وضعه في سياق مرتبط بالأحداث الجارية. و يُفضّل إذا كانت القصة تمس حياة الفرد مباشرةً أن يبدأ التقرير بلقطة من حياته لجذب انتباه القارىء. كما هو واضح في هذه القصة التي تناولت معاناة أفقر قرية مصرية.

و تستكمل ميريت حديثها قائلة أنها قرأت ذات مرة خبر عن قرار اتخذته الحكومة المصرية بوقف استيراد السلع التي لها بديل محلي، ثم قامت بعملية بحث بسيطة على الإنترنت وفوجئت بأن الحكومة قد اتخذت هذا القرار 4 مرات من قبل ولم تنفذه. لذا تؤكد أنه من الضروري أن يقوم الصحفي بعملية مسح/ سكان للتراث الصحفي عن القصة التي يقوم بتغطيتها، قائلة "يجب أن أقوم بواجبي كصحفي ثم أستفسر من المصدر عن الأشياء غير المفهومة."

الاختيار غير الموفق للمصادر

يظل الصحفي دائماً في حاجة إلى مصدر لكي يصحح معلومة أو يحصل على معلومة جديدة، لكن من الضروري أن تتحلَّى هذه المصادر بالثقة وتمثل إضافة حقيقية لقصته، الأمر الذي يختلط على الكثير من الصحفيين المبتدئين في التغطية الاقتصادية.

تشير ميريت أن هناك مفهوم خاطىء لكلمة "خبير اقتصادي" لأن ليس كل من يسمى بخبير اقتصادي بالفعل قادر على رؤية وتحليل القضايا الاقتصادية المعقدة بالشكل المطلوب. وتنصح ميريت أيضاً الصحفي بتوخي الحذر عند التعامل مع المصادر واختيار من يستشيره بعناية من خلال صناعة قاعدة بيانات إلكترونية تشمل بيانات جميع المصادر. تتضمّن هذه القائمة ملاحظات إلى جانب كل مصدر توضح أهم اختصاصاته والأوقات المناسبة للاتصال به وأي ملاحظات أخرى تجدها مهمة. "بهذه الطريقة يضمن الصحفي عدم تورطه في نشر معلومات مغلوطة، كما أنها ستسهل عليه توثيق المصادر على المدى الطويل."

العرض العشوائي للأرقام

من أحد العوامل المؤثرة في القصة الاتصادية هي الأرقام. تشير ميريت إلى أن كثرة الأرقام في القصة دون تفسير واضح، يتناسب عكسياً مع قدرة القارىء على فهم دلالات هذة الأرقام.

و تنصح الصحافي بتقريب العلامات العشرية مثلا إذا كان هناك رقم 7.1115 فمن الأفضل أن يكتب 7.5. كما هو الحال إذا هناك إحصائية تشير إلى أن 25% من المصريين تحت خط الفقر، فمن الأفضل أن يقول الصحفي "ربع المصريين".

أما عن تحليل البيانات و الأرقام الضخمة فتنصح ميريت بوضعها في رسم بياني، لكي يكشف إذا كان هناك ارتفاع أو انخفاض. بالإضافة إلى ذلك وضع الرقم في مقارنة مع السياق الزمني للأحداث، مثلاً إذا حقق ميزان المدفوعات فائض بنسبة معينة، يجب أن يفحص الصحفي إذا سجل ذلك الرقم ارتفاعاً أو انخفاضاً. كما هو واضح في هذا الخبر الذي أعلن انخفاض مؤشرات البورصة المصرية إلى مستويات قياسية دون الإشارة إلى أهم الدوافع التي أدت إلى ذلك الخسارة وهو القرار الذي صدر في نفس اليوم بفرض ضريبة على أرباح البورصة.

من ناحية أخرى أكدت ميريت على أهمية انعكاس الخلفية الاقتصادية على محتوى القصة. وحثّت الذين تنقصهم الخلفية الاقتصادية بالعمل على تطوير ذاتهم من خلال متابعة الأخبار الاقتصادية بشكل يومي، والرجوع إلى شخص ربما يكون أكثر خبره للاستفسار عن أي شىء تعسر أمامهم. وبتكرار ذلك على المدى الطويل يستطيع الصحفي فهم كل ما يتعلق بالاقتصاد في سياق الأحداث الجارية ويستطيع كتابة قصته بشكل أفضل.

كما اختتمت حوارها بالحديث عن المؤسسات المصرية و العربية و التي أكدت أنها أصبحت تولي اهتماماً خاصا للصحافة الاقتصادية بحكم ما شهدناه من أزمات اقتصادية في الفترة الأخيرة. إلا أنها أكدت أن تلك المحاولات ستأتي بثمارها في إخراج جيل صاعد من الصحفيين الاقتصاديين، فقط في حالة حرص الصحفي المستمر على تطوير مهاراته.

تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي، بواسطة "بيرباتويال توريست".