تكتيكات مهمة في مجال كتابة القصص الصحفية 

Oct 30, 2018 در أساسيات الصحافة

إنّ كتابة القصص الصحفية المهمة والمؤثرة أمر ليس سهلا، فالقراء والمتابعين ينجذبون الى القصص ذات العناوين الجديدة التي تشدهم لمتابعة قراءة المحتوى حتى النهاية، ولكي يصبح الأمر يسيرا على الصحفيين ممن يعملون في مجال كتابة القصص الصحفية ان يتبعوا مجموعة من النصائح والخطوات التي تجعل  قصصهم ملهمة ومؤثرة ومميزة.

 ويقترن البحث عن الفكرة ونوع الموضوع  الذي تتناوله القصة وطريقة تقديمها الى الجمهور، بإبداع الصحفي والأدوات التي يستخدمها خلال كتابة قصته.

ولأجل أن نكون مبدعين في كتابة قصصنا يجب علينا أولا أن نحدد نوع القصة التي نعمل عليها هل هي قصة انسانية؟ علمية ام استقصائية؟ اقتصادية ام صحية؟ وهكذا ثم نضع الخطوط العريضة للقصة وبعدها نحدد نقاط القوة التي يجب تضمينها للقصة، بعد ذلك علينا ان نسأل انفسنا مجموعة من الاسئلة لنبدأ العمل بشكل صحيح وهي:

1- من أين نبدأ بالكتابة وكيف ننتهي؟

2- ما هي الزاوية المناسبة للبدء بالقصة؟

3- ما هي الأسئلة التي يجب طرحها للحصول على المعلومات المهمة للقصة؟

4- ما هو الأسلوب الذي يتناسب مع مضمون القصة وأحداثها؟

5- من هو الجمهور المستهدف (المهتم بالقصة)؟

6- لماذا تُعتبر القصة مهمة بالنسبة للجمهور وكيف ستؤثر فيهم؟

7- ما هو الوقت المحدد لإنجاز القصة ومتى وأين سيتم نشرها؟

8- ما هي الوسائط المتعددة التي يمكن استخدامها، وكيف يمكن توظيفها لصالح القصة؟

9- هل سنستخدم عنصر التشويق للقصة قبل نشرها؟ مثلا الترويج عنها في وسائل التواصل الاجتماعي؟

10- الموقع الذي ستنشر فيه القصة هل هو حيادي ومتابع من قبل الجمهور المستهدف؟ وهل يثقون به؟

بعد أن نجيب انفسنا على الاسئلة اعلاه ستصبح الخطوات الأولية جاهزة لاختيار موضوع القصة وآليات العمل على كتابته، ثم ننتقل الى محور مهم آخر وهو اختيار موضوع القصة، أين نجده؟ وكيف نحدده؟

يمكننا الاجابة على ذلك من خلال ملاحظة ومراقبة الاحداث اليومية وما يجري حولنا من وقائع، وحتى نتمكن من تحديد موضوع مميز لقصتنا  ولا بأس بأن ننتبه  لهذه الامور:

1- اختيار المواضيع من خلال الحالات والاحداث المجتمعية المحيطة مثلا المشاكل اليومية المحلية المهمة لطبقة واسعة من المجتمع.

2- احكام وقرارات المحاكم.

3- متابعة ما ينشر عبر فايسبوك خاصة الصفحات المهمة الموثوق بها ذات المصداقية.

 4- متابعة التقارير التلفزيونية .

5- اخبار المستشفيات وأحداث المدارس .

6- ربما تجد موضوع قصتك في الشارع او المقهى او السوق الشعبي او في جلسات العشائر التي تفصل في قضايا تحمل بين طياتها قصص مهمة وخطيرة لم تخرج للعلن .

7- حضور  الندوات والمؤتمرات والمناظرات والتجمعات المختلفة.

علينا ان نتذكر شيئا مهما عند اختيار موضوع القصة وهو ان الزاوية المحددة للكتابة تختلف من صحفي لآخر وبذلك فإنها تختلف في كل مرة تنشر فيها، هذا يعني انه بالإمكان اختيار موضوع القصة وان كُتب عنها مسبقا ولكن يجب ان تكتب عنها من زاوية اخرى وتظهر جوانب مهمة لم يستعرضها صحفي آخر في حال كان موضوع القصة يستحق العناء وإعادة كتابته بحلة جديدة .

بعد أن ننتهي من اختيار اهم محاور القصة وهو (الموضوع) نبدأ بكتابة القصة على شكل مسودة ومن ثم نقوم بتهيئة عناصر القوة والجذب التي سنضيفها الى القصة والتي تتعلق بالأسلوب القصصي  وأيضا  اللمسات الخاصة التي يضعها الكاتب ابرزها:

1- التركيز على وحدة الموضوع وتجنب العموميات.

2- استخدام اللغة البسيطة ذات المفردات الواضحة المحبوكة بشكل رصين .

3-تجنب الكلام الفضفاض غير المهم ويحبذ ان تكون الكتابة على شكل فقرات بحيث ننقل القارئ الى ارض الواقع ليعيش احداث القصة .

4- مراعاة اختيار عنوان القصة ويجب ان يكون مختصرًا وبارزًا ومعبرًا ومؤثرًا بنفس الوقت ويفضل اختياره بعد الانتهاء كليا من القصة .

5- استخدم ادلة مهمة او الاشارة الى تجارب مؤثرة من واقع الحياة كان تكون مواقف حقيقة حدثت مؤخرا او مشاهد حية .

6- استخدام مقتبسات مؤثرة لكتاب ملهمين او شخصيات معروفة.

7- بعد سلسلة من الاحداث من المهم ان تشتمل القصة على عنصر المفاجأة وان يكون موزعا بشكل متوازن  بين الاحداث من البداية وحتى النهاية  .

8- من المهم جدا مراجعة القصة عدة مرات بعد الانتهاء منها وتعديلها بالقدر الكافي، ففي كل مراجعة وتعديل تصبح القصة متكاملة ورصينة .

9- من المهم جدا اختيار مجموعة من الصور وتحضير مقطع فيديو لتضمينه الى القصة وهنا يجب مراعاة بعض الملاحظات في اختيار الصور اهمها:

-         ان تكون الصور واقعية معبرة لموضوع القصة وأحداثها.

-         تضمين الصور اسفل فقرات القصة ذات الاحداث المهمة كنوع من التجسيد الواقعي للمعلومات المذكورة داخلها.

-         كتابة جملة ايضاحية مع كل صورة من كلمتين او ثلاث.

-         ان تكون الصور واضحة ذات دقة عالية ويفضل ان يلتقطها الكاتب بنفسه او بمساعدة مصور متمرس .

-         ان تكون الصور ذات طابع انساني عاطفي كاشف لمحتوى الاحداث خاصة في القصص الانسانية .

-         تجنب العبث بالصور باستخدام برامج الفوتوشوب.

-         اذا لم تكن تمتلك مهارات التصوير الفوتوغرافي يمكن مراجعة هذه النصائح المساعدة من BBC .

شاهد صورًا قديمة مؤثرة وثقت قصص انسانية وذكريات عالمية .

اما الفيديو المرفق مع القصة فهو  مهم جدا ويفضل ان لا تزيد مدته على ثلاث دقائق مع مراعاة هذه الملاحظات:

-         التأكد من وجود بطاريات اضافية وأدوات متكاملة نظيفة من الاتربة قبل الخروج الى رحلة التصوير .

-         استخدم اعلى دقة في الكاميرا .

-         مراعاة الاضاءة قبل البدء بالتصوير .

-         التأكد من جودة الصوت واستخدام جهاز ايصال  الصوت الصغير الخارجي (مايك).

-         التقاط اكثر من زاوية مع التركيز على تصوير نقاط القوة التي تضمنتها القصة المكتوبة .

-         تصوير الاجواء العامة المحيطة بالقصة .

وهناك مجموعة من النصائح توفرها مدرسة الابداع العربية " csa " يمكن الاطلاع عليها والاستفادة منها.

اخيرا كيف تسوق لقصتك؟

بعد الانتهاء من كتابة القصة ونشرها في الموقع المحدد يمكن تسويقها بشكل واسع الى الجمهور من خلال العديد من خلال مجموعة من الخطوات ابرزها :

-         شاركها من  الموقع الاصلي الذي نشرت فيه .

-         اعد نشرها من خلال وسائل مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فايسبوك، تويتر، انستغرام  او اي وسيلة مؤثرة في بلدك.

-        تحدث عنها بين اصدقائك وزملائك .

-   اطلب من الاصدقاء مشاركتها عبر مواقعهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وعمم نشرها في صفحات فعالة ذات شعبية واسعة ومولها بالقليل من المال عند الحاجة .

-         ارسل القصة الى وسائل اعلام مختلفة باستخدام البريد الالكتروني .

-         اطلب من زملائك العاملين في وسائل اعلام ان يعيدوا نشرها .

-         تحدث عن جزء من فقراتها في برامج اذاعية مع الاشارة الى موقع نشرها .


الصورة الرئيسية بعدسة منار الزبيدي.