التجربة النرويجية تجذب الشباب لقراءة المحتوى الصحفي عبر الهواتف الذكية

Oct 30, 2018 در صحافة الموبايل
صورة

لحقت الصحيفة النرويجة "أفتنبوستن" ذات التاريخ العريق بقطار التكنولوجيا السريع من خلال جذب قطاع عريض من الجمهور لمطالعة الأخبار والقصص الصحفية المتعمقة التي غطت كافة الأحداث السياسية والاجتماعية والرياضية، والتي تبثها المؤسسة الإعلامية عبر وسيطها المطبوع والإلكتروني حتى قفزت معدلات توزيع الصحيفة المطبوعة وزادت معدلات الاشتراكات في الموقع الإلكتروني والتي وصلت لأكثر من 100,000 مستخدم.

 حاورت "شبكة الصحفيين الدوليين" "إيسبن إيجل هانسن" رئيس تحرير جريدة "أفتنبوستن" النرويجية، وذلك على هامش فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر "القاهرة للإعلام" الذي عقد بـالجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال يومي 8 و9 مايو/آيار، وذلك للتعرف على تجربته الناجحة التي جعلت صحيفة "أفتنبوستن" من أكثر الصحف مبيعاً في النرويج، فإلى نص الحوار:

شبكة الصحفيين الدوليين: ما أبرز التحولات التي شهدتها صحيفة "أفتنبوستن" حتى أصبحت من أكثر الصحف رواجاً في النرويج؟

إيسبن إيجل هانسن: تعتبر جريدة "أفتنبوستن" إحدى الصحف الرائدة منذ أكثر من 150 عاماً، فقد شكلت جزءًا كبيرًا من حياة الناس ووجدانهم، وفي وقت من الأوقات كانت المصدر الوحيد للأخبار، ولكن بدأت تنخفض معدلات توزيع الصحيفة وفقدت رونقها، فقمنا بتغيير شكل الصحيفة إلى الحجم النصفي، وإعادة هيكلة غرفة الأخبار لمواكبة الثورة التكنولوجية والتي أعطت للصحافة الكثير من الفرص ولكنها فرضت في الوقت نفسه تحديات كبرى، والتي تحتم علينا تغيير طريقة عملنا مع تعدد مصادر الأخبار من المنصات الإعلامية، وزيادة عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فقمنا بتطوير منصات كثيرة للنشر من خلال الوسائل التكنولوجية وركزنا على المحتوى الذي يبث على الهاتف المحمول لأن معدلات استهلاك المواطنين للأخبار من خلال المواقع الإلكترونية تراجعت لصالح الهاتف المحمول.

شبكة الصحفيين الدوليين: حدثنا عن الإستراتيجية التي طبقتها في مؤسسة "أفتنبوستن" في كل من الوسيط المطبوع والإلكتروني وتطبيقات الهواتف المحمولة؟

إيسبن إيجل هانسن: ارتكزت خطة العمل على عدة محاور هي: أن نصنع محتوى صحفي متفرداً عن بقية الصحف والمنصات الإعلامية الأخرى، وذلك من خلال عدم مركزية القرار التحريري في قبضة مسؤولي التحرير، وتحقيق المساواة بين الجنسين داخل غرفة الأخبار، وتشجيع الصحفيين في مختلف الأقسام التحريرية على التعاون معاً ومناقشة المحتوى الذي سيقدمونه عبر مختلف الوسائط التي تمتلكها المؤسسة، وتطوير أشكال جديدة من المحتوى الصحفي مثل: توظيف تقنيات السرد القصصي في رواية الأحداث حيث نستخدم رسوم الإنفوجرافيك، والصور، ومقاطع الفيديو مما يجعل القصة أكثر جاذبية ومصداقية لدى قرائنا، كما اعتمدنا في موقعنا الإلكتروني على البودكاست (المدونات الصوتية) في سرد الأحداث السياسية والمجتمعية وذلك لأنها من التطبيقات التفاعلية التي يتفاعل معها الشباب، كما تعاونّا مع المنظمات الصحفية لمساعدة المحررين في إنتاج تحقيقات استقصائية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف استطعت جذب شرائح عريضة من الجمهور للاشتراك في الصحيفة والموقع الإلكتروني؟

إيسبن إيجل هانسن: كلمة السر تكمن في كيفية رواية القصة عبر تطبيقات الهواتف المحمول لأنه المنصة التفاعلية للأجيال الجديدة، ونستخدمه يومياً في حياتنا وعملنا والتواصل مع الآخرين، ولا توجد به قيود متعلقة بمحدودية مساحة النشر كما هو الحال في الصحافة الورقية، ومن ناحية أخرى، نظمنا لقاءات تفاعلية مع الجمهور في المسارح العامة لمعرفة وجهات نظرهم عن القصص التي تهمهم ويبحثون عنها، مما أسهم في خلق روابط قوية بين القراء والصحيفة.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف استطعت تحقيق المعادلة الصعبة بين النجاح في الوسيط المطبوع والإلكتروني؟

إيسبن إيجل هانسن: لدينا قصة مذهلة في تحقيق التوافق بين الوسيط المطبوع والإلكتروني، وخلال 10 سنوات من الجهد المستمر قمنا بتوظيف التقنيات التكنولوجية لإسراع وتيرة عملنا، ففي الموقع الإلكتروني ننتج قصصًا صحفية معتمدة على التفاعل بين القراء وإدارة الموقع، كما نتلقى شكاوى القراء وتعليقاتهم حول المواد المنشورة، فالممارسة الصحفية هنا مختلفة عن القناة ذات الاتجاه الواحد، ولكننا حريصون على نشر كل المواد الصحفية التي ننتجها في الصحيفة المطبوعة والتي نركز فيها على نشر التحليلات، والقصص الصحفية المعمقة، والتقارير الاستقصائية.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما الذي يُميز الصفحة الرئيسيةFront Page  لموقع "إفتنبوستن" عن غيره من المواقع الأخرى؟

إيسبن إيجل هانسن: تختلف طريقة تبويب الأقسام في الموقع الإلكتروني لصحيفة "إفتنبوستن" عن غيرها من المواقع الإلكترونية، حيث نتعامل مع نفس الواجهة الأمامية، ولكننا وضعنا العديد من الموضوعات والقصص الصحفية على صفحتنا الرئيسية، وتوجد قائمة في يمين الصفحة الرئيسية تحتوي على أقسام الموقع مثل "الأحداث السياسية"، و"محلات الأطعمة، والوجبات الشهيرة"، و"جميع أنواع الرياضات"، وقسم "الثقافة" الذي يحتوي على الأفلام، والمسلات التليفزيونية، والموسيقى، إلى جانب قسم مخصص لـ"أخبار الحياة الثقافية وأهم الكتب". وأي موقع إلكتروني يستطيع تنفيذ استراتيجية ملايين الصفحات الأمامية "From one front page to million" وذلك لعرض المواد الصحفية بطريقة جذابة وتشويقية للمستخدمين.

شبكة الصحفيين الدوليين: كم تبلغ نسبة الاشتراكات في الموقع الإلكتروني ؟

إيسبن إيجل هانسن: قمنا بتغيير الـBusiness Model  لجعل المحتوى الصحفي والخدمات التي نقدمها ذات صلة بالمستخدمين ليقرروا الاشتراك في الموقع الإلكتروني، فكانت إيرادات الجريدة تأتي من الإعلانات قديماً ولكننا نعتمد الآن على اشتراكات الجمهور ومن الجريدة والموقع الالكترونى، حتى أصبح لدينا أكثر من 100,000 مشترك في الموقع الإلكتروني معظمهم من النساء ويدفع المستخدم 25 دولاراً شهرياً، وقد زادت عدد الاشتركات بنسبة 6% في الشهر الماضي.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما نصائحك للصحفيين الشباب؟

إيسبن إيجل هانسن: أنصح الصحفيين بتطبيق المعايير المهنية والأخلاقية في ممارساتهم الصحفية، واستخدام تقنيات السرد القصصي في رواية الأحداث لجعل قصصنا أكثر تأثيراً وجاذبية.

الصورة الرئيسية مأخوذة من صفحة "منتدى المحررين المصررين" على فايسبوك بعد الحصول على الإذن.