نصائح مهمّة للاقتداء بتجربة الإذاعة البريطانية في العالم الرقمي

Oct 30, 2018 در الصحافة متعددة الوسائط

مع اعتبار دراسة أجرتها منظمة IREX  أن الراديو هو الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارا ووصولاً بين الوسائل الأخرى، وقيام منظمة اليونسكو بتخصيص يوم عالمي للإذاعة في فبراير/شباط من كل عام، بوصفها إحدى الوسائل الأكثر نجاحاً في توسيع الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير وكذلك تشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم ما بين الثقافات، إلا أن الإذاعات سواء أكانت أف أم أو رقمية تواجه العديد من التحديات في ظل عصر الإعلام الحديث، حيث تعلق الجمهور اليوم بالفيديوهات القصيرة لسهولة وصول المحتوى بوقت قصير.

لكن تبقى هيئة الإذاعة البريطانية تتصدر عالم الإذاعات حتى يومنا هذا، في جميع أرجاء العالم، لذا قابلنا السيد ستيف تيثرنجتون، كبير مفوضي هيئة الإذاعة البريطانية "BBC World Service English"، (http://www.bbc.com/) لنعرف منه كيف يمكن الاقتداء بمسيرتهم الإذاعية في العالم الرقمي:

1. في البداية، أخبرنا سيد ستيف نبذة قصيرة عن هيئة إذاعتكم البريطانية؟

تبث خدمة BBC World Service 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع باللغة الإنجليزية. لدينا أكثر من 75 مليون مستمع في جميع أنحاء العالم. نحن نزود الأخبار والرياضة والأعمال وبصورة متزايدة مجموعة واسعة من البرامج التي تغطي الأفكار والفنون والموسيقى والنقاش.

نحن نغير دائمًا ما نفعله لمطابقة الطريقة التي يتغير بها العالم. كما تقدم خدمة BBC World Service محتوى إخباريًا في جميع أنحاء العالم في 41 خدمة لغة أخرى، على الراديو والتلفزيون والموقع الرقمي، لتصل إلى إجمالي جمهور أسبوعياً يبلغ 269 مليونًا. كجزء من خدمة BBC World Service، تعلم BBC Learning English اللغة الإنجليزية للجماهير العالمية. تجذب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) جمهورًا عالميًا أسبوعيًا إجماليًا يبلغ 346 مليون شخص إلى خدماتها الإخبارية الدولية بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية BBC World Service وقناة BBC World News وbbc.com/news.

2. كيف استطعتم مواصلة التقدم على الرغم من التحديات التي تواجهونها في عالم الإعلام الرقمي، والتي أصبحت تعتمد بشكل كبير على الفيديو القصير؟

نحن قادرون على قياس ما يفعله جمهورنا أكثر من أي وقت مضى لأننا الآن عبر الإنترنت وكذلك على الهواء. والناس يحبون الاستماع! لقد وجدنا أن لدينا العديد من المستمعين الدائمين تعد من بين أكثر الأشياء المعروفة عنا. غالبًا ما نرافق تقارير الراديو الخاصة بنا مع فيديو قصير على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في الحقيقة لم يكن الخوف من أن يؤدي الفيديو إلى قتل الإصغاء. فالراديو حقاً أثبت أنه وسيلة رائعة لفهم الأشياء والتواصل مع حياة الناس.

3. تتراجع المحطات الإذاعية العربية في الإعلام الجديد، كيف أبقيتم على جمهوركم وعروضكم في صيغة صوتية؟

شخص ذكي أكثر مني أخبرني ذات مرة أنّه للإبقاء على الجماهير على الراديو في هذا العصر الرقمي يجب جعل الأشياء أفضل من ذي قبل. في بعض الأحيان، عليك أن تقوم بعمل أقل، في المقابل تجعله أكثر سهولة ومتعة لعدد أكبر من الناس -ولكن بدون خوف -فالجمهور العالمي شاب وذكي ومتطلب. ندرك ذلك، ويمكنك الاحتفاظ بالجمهور.

كانت هيئة الإذاعة البريطانية محظوظة في الحفاظ على البث الإذاعي والانتقال إلى العديد من المنصات المرئية.

4. ما هي التحديات التي تواجهونها اليوم وكيف تتعاملون معها؟

نعلم أنكِ تقصدين بشكل عام، ولكن عند النظر إلى أوضاعنا الخاصة فما نواجهه من تحديات تتمثل في: أخبار مزيفة، والعمل مع الشركاء، وإيجاد ما يكفي من المال لجعل البرامج التي نريدها وتطوير مواهب جديدة على الهواء – هذا أصبح روتيناً طبيعياً لدينا!

5. أخيرًا، ما هي النصائح والاستراتيجيات التي يمكنك توجيهها إلى العالم العربي للصحافة والصحفيين ليتبعوها، سواءً البرامج الرقمية أو البث الإذاعي FM؟

لست خبيراً في العالم العربي، لكنني أعمل بشكل وثيق مع فرق BBC العربية عندما أتمكن من ذلك. وهذه أمور مهمة لوضعها في عين الاعتبار وضرورة الامتثال لها:

1. فهم الصلة بالجمهور والعمل مع الأشخاص المقربين من هذا الجمهور.

2. يأتي الجمهور أولاً، مع عدم اتباعه بشكل خانع، ولكن عليك أن تفكر باستمرار فيما يمكنك القيام به بشكل جيد والذي سيثير اهتمامهم.

3. اسأل نفسك هل أعرض ما يكفي من التنوع والعمق والمفاجأة؟ وإلا، فلماذا يستمعون أو يشاهدون أو يستمعون أصلاً!

4. عرض البرامج بشكل مكثف وقصير، بدون مقدمات طويلة مملة، أو حديث يمكن الاستغناء عنه أو اختصاره بصورة أقل وأقصر.

5. لمتابعة الإعلام الحديث علينا أن نتحدث عن دور الإذاعة الرقمية بالتوازي مع ال FM فكل منهما تكمل الأخرى، ولنصل لجمهور أكبر.

6. التجديد تضمن الاستمرارية، ولكن بشرط أن يتوافق مع اهتمامات الجمهور وقياسها بعدة وسائل كالاستفتاء وبعض المواقع والتريندز ستساعد أيضاً.

الصورة الرئيسية من موقع bbc.