بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، أطلقت منصة "تايني هاند" المتخصصة بقضايا الأطفال في مناطق الحروب والنزاعات، دليلاً إعلامياً أنجزته الصحفية السورية هديل عرجة، يتضمّن خطوات ونصائح للصحفيين المهتمين في تغطية قضايا الأطفال.
يتناول الدليل جوانب مهمة وهي:
- أهمية وحساسيات تصوير الأطفال في مناطق النزاعات.
- الاعتبارات الأخلاقية خلال تصوير الأطفال.
- القصص الحساسة.
- كيف نغطي قضية وقصة حساسة؟
- كيفية إجراء المقابلات مع الأطفال؟
- الموازنة بين الحساسية والموضوعية.
- نصائح حول عدم استغلال الأطفال وضمان كرامتهم.
- تأثير الصور والفيديو.
- مصادر لتدريبات إعلامية متخصصة في قضايا الأطفال.
وتحدثت عرجة خلال جلسة نظّمها منتدى شبكة الصحفيين الدوليين عن سبب اختيارها عنوان "الأطفال أولاً" لهذا الدليل، موضحةً أنّ الأطفال هم الفئات الأكثر ضعفاً خلال الأزمات، وأنّ الصراع يكشف الوجه الحقيقي لهول الحرب بما تتركه من ندوب نفسية وجسدية ترافق الأطفال.
وتناولت عرجة خلال الجلسة أهم النقاط التي يتحدث عنها الدليل الإعلامي، مشيرةً إلى أنها اعتمدت خلال إنجازه على إجراء مقابلات مع متخصصين في هذا المجال منهم من منظمة اليونيسف، وكالة رويترز، قناة NOS الهولندية ومركز دارت للصحافة والصدمات.
كما أوضحت أنّ الصورة تساوي ألف كلمة، خصوصًا عندما تكون صورة طفل ضحية من ضحايا الحرب والصراع، أو طفل تم إنقاذه من تحت الأنقاض، حائراً ومذعوراً يبكي وهو يبحث عن والديه اللذين ربما لقيا حتفهما بسبب القصف. ولكن ليست كل الصور ومقاطع الفيديو مناسبة للنشر؛ وبالتالي فإن للطفل حقوقًا وخصوصية يجب احترامها.
ومن أهم النصائح التي وردت في الدليل:
- اطرح أسئلة بسيطة ومفتوحة حتى يتمكن الأطفال من اختيار طرق عديدة الإجابة عنها بالأسلوب الذي يختارونه ويجعلهم يشعرون بالارتياح، وأن يكون لهم الحرية في تحديد ما يرغبون في مشاركته معنا.
- قد يكون الأطفال في مناطق الحرب قد شهدوا على أشياء لا يمكن تصورها، علينا أن نكون حذرين للغاية في أسئلتنا حتى لا نعيد إحياء بعض الأحداث المؤلمة التي لا يرغبون في مشاركتها.
- لا ينبغي أن تكون الأسئلة سياسية أبداً، لأن ذلك قد يعرضهم إلى مشاكل خطيرة في وقت لاحق.
- يمكن للوالدين أو أولياء أمورهم أن يكونوا متواجدين عند إجراء المقابلة، إلا أنه لا ينبغي عليهم تلقين الأطفال الإجابات التي يأملون أن يقدمونها.
- يجب أن تصور القصة الصحفية أفكار الأطفال، وليس أهاليهم/حكوماتهم/المنظمات غير الحكومية أو أن يصبحوا جزءاً من الدعاية.
وفي هذا الدليل الإعلامي تطرح عرجة سؤالاً على المصور الفوتوغرافي عمار عبد ربه الذي غطى الحروب في كل من لبنان وسوريا وليبيا والعراق، تسأله عن تأثير الصور والفيديو وأهميتها.
ويقول عبد ربه إنّ الصور توثق الأحداث بشكل لا يترك مجالاً للمشككين إنكار الأخبار والحقائق في المستقبل، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يدعي ويقول: "لم أكن أعرف".
ويضيف: "لقد أصبح التلاعب بالصور ممارسة منتشرة، حيث يتم إعادة استخدام الصور الفوتوغرافية من غزة، على سبيل المثال، لتصوير الأحداث في سوريا والعكس صحيح. في الحقيقة، يتقاسم الجمهور درجة من المسؤولية، حيث يميلون إلى تصديق المحتوى الذي يدعم تحيزاتهم".
يواجه الصحفيون تحديات كبيرة في تغطية قضايا مختلفة في المنطقة التي يكاد لا يخلو يوم فيها من حدث ساخن وما يحمله من مشاهد مؤلمة، وربما أكثرها صعوبة "المجازر" تلك التي وجد نفسه فيها المصور الصحفي جمال صعيدي، وهو مدير قسم التصوير السابق في وكالة رويترز، عمل فيها لمدة 30 عاماً، وغطى حروبًا مختلفة في المنطقة، وكان هو وكاميرته في مخيم صبرا وشاتيلا بعد المجزرة التي وقعت فيها.
يقول جمال: "عندما يجد المصور نفسه مضطرًا لالتقاط صور ومقاطع فيديو لمثل هذه المجازر والمشاهد للتوثيق، فمن المهم عدم المبالغة". ويضيف: "عند تغطية هذه الأحداث يجب على المصورين الامتناع عن اللقطات القريبة والصور الشخصية، والتركيز على التقاط صور وفيديوهات عامة".
بحسب الدليل الإعلامي لا يتوقف عمل الصحفي بإنجاز المادة الصحفية ونشرها، بل ما بعد ذلك، حيث تشير ديزي موهر مراسلة قناة NOS الهولندية في الشرق الأوسط التي شدد على أنه من المهم على الصحفيين القيام بما يلي بعد نشر مادتهم الصحفية:
1- التأكد من إرسال رابط القصة لعائلة الطفل بعد نشرها، على أمل أن يتمكنوا من الاحتفاظ بها كتذكار إيجابي يشاهدونه في وقت لاحق من حياتهم.
2- يجب أن تكون هذه التجربة إيجابية، وليست شيئاً يجعل حياتهم الصعبة أكثر صعوبة.
3- الاطمئنان عليهم أو على عائلاتهم بعد أيام قليلة من القصة للاستفسار عن تجربتهم.
من جهته، أشار المصور الصحفي خليل العشاوي، مراسل وكالة رويترز ومؤسس موقع فرونت لاين ان فوكس المتخصص بقضايا الإنسان بمناطق الحروب والنزاعات، إلى أنه يجب على الصحفيين والمصورين خلال تغطية أي قضية حساسة مراعاة الكثير من الجوانب من النواحي العملية في التصوير ومن ناحية موقع التصوير، ومن هذه النصائح:
1- تجنب التقاط صور ومقاطع فيديو لشخص مقتول مغطى بالدماء أو لشخص آخر يلفظ أنفاسه الأخيرة.
2- يعد احترام خصوصية الميت أمرًا بالغ الأهمية ويجب دعمه بأقصى قدر من الحساسية والمهنية.
3- فحص موقع الحدث بعناية. هل الوقت والمكان مناسبين للدخول بالكاميرا والتقاط الصور والفيديو؟ هل هناك أي اعتبارات تتعلق بالخصوصية تتطلب الحذر؟ على سبيل المثال، الموقع المستهدف قد يشمل عددًا كبيرًا من النساء، والعنصر النسائي يتطلب حساسية كبيرة في مجتمعات كثيرة.
يمكن الاطلاع على الدليل باللغة العربية من خلال الضغط هنا والانجليزية هنا.
الصورة الرئيسة من موقع تايني هاند.