حماية الصحفيين عند استخدام الذكاء الاصطناعي في البيئات الاستبدادية

نوشتهAli Al IbrahimDec 18, 2023 در موضوعات متخصصة
صورة

تشهد العديد من البلدان والأنظمة في العالم العربي استخدامًا متزايدًا للتقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي (AI) وتكامل البيانات، لأغراض متعددة. ويمنح الذكاء الاصطناعي هذه الأنظمة القدرة على تحليل البيانات بشكل أسرع وأدق، مما يساعدها في رصد الأنشطة الاجتماعية والسياسية والصحفية بدقة فائقة. 

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه التقنيات من قبل الأنظمة الاستبدادية لتتبع الصحفيين الاستقصائيين في الأماكن العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي بيئات رقمية أخرى. وغالبًا ما يكون هؤلاء الصحفيون الاستقصائيون منشغلين بالكشف عن الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان ومراقبة أعمال السلطة. ولذلك، يظهر الاستخدام المتزايد للتقنيات المتقدمة في السياقات الاستبدادية ضرورة ملحة للنظر في التدابير والسياسات التي يمكن أن تحمي الحقوق والحريات الأساسية للصحفيين والأفراد والجماعات. 

في هذا المقال، تقدم شبكة الصحفيين الدوليين مجموعة نصائح وإجراءات للصحفيين لمساعدتهم في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال في الدول ذات السيطرة الاستبدادية حيث تستخدم هذه الدول تقنيات الذكاء الاصطناعي فيما يلي:  

  • تتبع الاتصالات والتواصل: يمكن للحكومات الاستبدادية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة وتتبع اتصالات الصحفيين، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والمراسلات على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا يمكن أن يؤدي إلى كشف مصادرهم وتقليل الخصوصية. 
  • نشر محتوى متحيز للحكومات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة المحتوى الصحفي على الإنترنت ومنع نشر المعلومات التي تعارض رؤية الحكومة. يمكن أن يتم ذلك بشكل آلي من خلال مراقبة الكلمات الرئيسية والتحليل اللغوي. 
  • نشر معلومات مضللة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء معلومات مزيفة أو deepfakes لتشويه صورة الصحفيين أو نشر أخبار زائفة بهدف تشويه سمعتهم وتقليل مصداقيتهم. 
  • تقييد الوصول إلى الوثائق والمعلومات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لحجب مواقع الأخبار المستقلة أو منع الصحفيين من الوصول إلى مصادر المعلومات المهمة. 

التقت شبكة الصحفيين الدوليين في المؤتمر العالمي للصحافة الاستقصائية في السويد صحفيين استقصائيين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي ويعيشون في بلدان ذات طبيعة استبدادية تشهد مراقبة حكومية وتضييقًا على الحريات.  

جميع من التقينا بهم أكدوا أنّ الحكومات بدأت تستثمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تعقب الصحفيين ونشر أخبار ومعلومات تناسب روايتها للأحداث، حيث يعاني الصحفيون في الدول الاستبدادية من مراقبة حكومية وتضييق على الحريات كما حدث في وقت سابق عندما تعرض مئات الصحفيين لهجمات باستخدام نظام التجسس "بيغاسوس"، الذي أدى إلى اختراق هواتفهم والوصول إلى معلومات الهاتف ومحتواه بشكل كامل، بما في ذلك الرسائل النصية والصور وسجل المكالمات وملفات التعريف والمزيد. 

بالتالي لتجنب هذا التعقب عند استخدام هذه الأدوات، أكد الصحفيون على ضرورة التعامل بحذر مع تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدول الاستبدادية، كذلك يجب على الصحفيين: 

  • حماية البيانات: يجب استخدام تقنيات تشفير قوية للاتصالات وتخزين البيانات. استخدام شبكات افتراضية خاصة (VPN) للاتصال بالإنترنت يمكن أن يحمي من مراقبة الاتصالات. 
  • التدريب على السلامة الرقمية: يتوجب على الصحفيين أن يتلقوا تدريبًا دوريًا حول كيفية التعامل مع التهديدات الرقمية والبرمجيات الخبيثة واكتشافها. 
  • استخدام متصفحات آمنة: يفضل استخدام متصفحات الويب التي توفر ميزات أمان متقدمة وحماية من التتبع عبر الإنترنت. 
  • تحديث أنظمة التشغيل والبرامج بانتظام: يجب تحديث أنظمة التشغيل والبرامج إلى أحدث الإصدارات لسد الثغرات الأمنية المعروفة. 
  • الحذر من الرسائل والبريد الإلكتروني الاحتيالي: يجب تجنب فتح الروابط أو تنزيل المرفقات من رسائل غير معروفة أو مشبوهة. 
  • تأمين البيانات: يفضل أخذ نسخ احتياطية من البيانات المهمة وتخزينها بشكل آمن خارج الأجهزة المستخدمة يومياً. 
  • تبادل الخبرات: يمكن أن يتشارك الصحفيون خبراتهم وأفكارهم حول الأمان الرقمي مع بعضهم البعض للتعلم وزيادة الوعي. 

في هذا السياق، أشار الصحفي الاستقصائي في وكالة أسوشيتد برس (AP)، غارانس بيرك الذي يقود فريقًا يحقق في تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على المجتمعات، خلال المؤتمر العالمي للصحافة الاستقصائية إلى أن الحكومات والشركات يمكن أن تستخدم الذكاء الاصطناعي بطرق تساهم في قمع المواطنين أو توسيع فجوة عدم المساواة الاجتماعية. ومع تحول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى جزء من البنية التحتية التكنولوجية للمجتمعات، نصح بيرك الصحفيين بإيلاء أهمية للنقاط التالية أثناء استخدامهم أدوات الذكاء الاصطناعي خلال تحقيقاتهم الاستقصائية:

  • حماية الخصوصية: يجب على الصحفيين الحفاظ دائمًا على خصوصيتهم. يمكن أن تتيح تقنيات الذكاء الصناعي مراقبة وتتبع أنشطتهم عبر الإنترنت. لذا يجب استخدام أدوات الخصوصية المتاحة في التطبيقات والخدمات للتحكم في من يشاركونهم معلوماتهم. 
  • التحقق من مصدر المعلومات: قبل الاعتماد على معلومات معينة أو اتخاذ قرار، يجب على الصحفيين التحقق من مصدر تلك المعلومات ومصداقيته. يتعين عدم الاستسلام للمعلومات الكاذبة أو المضللة التي يمكن نشرها باستخدام التقنيات الذكية. 
  • المشاركة الآمنة: يجب على الصحفيين توخي الحذر عند مشاركة معلومات حول نشاطاتهم أو آرائهم السياسية على الإنترنت. يجب تجنب المواقع والمنتديات التي قد تكون قابلة للرصد والمراقبة. 
  •  استخدام أدوات التشفير: إذا كان الهدف هو الحفاظ على سرية مراسلاتك ومعلوماتك، يمكن استخدام أدوات تشفير الرسائل والبريد الإلكتروني. 
  • فهم منهجية عمل AI: يجب على الصحفيين فهم كيفية عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي وما هي الأخطار المحتملة المرتبطة بها. يمكن أن تكون هناك مصادر تعليمية على الإنترنت تساعد في فهم هذه القضايا ذات الصلة. 
  • اختر نموذج AI الصحيح: يجب على الصحفيين اختيار نماذج الذكاء الاصطناعي المعرفة بخلفيتها ودقة النموذج وعمله مثل نماذج الذكاء الاصطناعي GPT-3.5. 
  • الأمان: تجنب طلب أو نشر معلومات شخصية حساسة أو تعريض الأمان الشخصي أو المهني للخطر في هذه الدول، حيث يمكن أن تتسبب في تهديد لك. 

بهذه النصائح والإجراءات، يمكن للصحفيين تعزيز إمكانياتهم وزيادة مستوى الحماية الشخصية والاحتياطات عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) أثناء تنفيذ تحقيقاتهم الاستقصائية في البيئات الاستبدادية في العالم العربي. ولزيادة مستوى الحماية الشخصية والاحتياطات عند العمل على تحقيقات استقصائية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في هذه الدول، يمكن اتخاذ الإجراءات التالية: 

  • تعزيز كلمات المرور: استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب. يفضل استخدام مدير كلمات المرور لتخزين وإدارة كلمات المرور. 
  • التحقق الثنائي لتسجيل الدخول: قم بتمكين التحقق الثنائي على جميع الحسابات الممكنة. هذا يعني أنه سيتعين عليك إدخال رمز تحقق إضافي بجانب كلمة المرور عند تسجيل الدخول. 
  • حماية البيانات: لا تشارك بيانات شخصية حساسة مع أي شخص أو جهة غير موثوق بها. استخدم خدمات تشفير لحماية بياناتك. 
  • مراجعة إعدادات الخصوصية: تأكد من مراجعة إعدادات الخصوصية في التطبيقات والخدمات التي تستخدمها للتحكم في مدى مشاركة معلوماتك. 
  • الإبلاغ عن الاختراق: إذا اشتبهت في اختراق أمان أو هجوم سيبراني، قم بالإبلاغ عنه واتخاذ الإجراءات الضرورية. 
  • مراجعة التصاريح: تأكد من مراجعة التصاريح التي تمنحها لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ومراقبة الوصول إلى بياناتك. 
  • استشارة خبراء أمان: في الحالات التي تتعلق بمشاكل أمان خاصة، لا تتردد في التشاور مع خبراء أمان متخصصين. 

 ختاماً، فيما يلي مجموعة من الإجراءات المتقدمة لتعزيز حماية الصحفيين أثناء استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات الاستبداد، منها:

تحقق من أمان أدوات AI: ينبغي على الصحفيين التحقق من أمان أدوات  الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي يستخدمونها لضمان أنها لا تشكل تهديدًا لحقوقهم.

استخدام شبكات خاصة (VPN): يُفضل على الصحفيين استخدام شبكات خاصة للاتصال بالإنترنت عند استخدام أدوات  الذكاء الاصطناعي في العمل على تحقيقات وتقارير معمقة، مما يساعد في حماية خصوصيتهم وتأمين اتصالاتهم من المراقبة.

التحقق من مصادر أدوات الذكاء الاصطناعي: يجب على الصحفيين تحقيق مدى موثوقية مصادر البرامج والتطبيقات AI التي يقومون بتثبيتها، وتحديثها بانتظام لضمان أمان استخدامها.