التوثيق المدفوع في منصات التواصل الاجتماعي: دليل للصحفيين لتعزيز عملهم 

Oct 10, 2023 در مواضيع متنوّعة
صورة

أعلنت منصة تويتر (المعروفة الآن بمنصة إكس) مؤخرًا عن إطلاق خدمة الاشتراك المدفوعة التي تشمل توثيق الحسابات الشخصية وحسابات المؤسسات أو الشركات، وبعدها أعلنت شركة ميتا عن تقديم إمكانية توثيق الحسابات على منصتي فيسبوك وإنستجرام مقابل اشتراكات شهرية في خدمتها التي أطلقت عليها اسم Meta Verified. 

في الفترة بين شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى شهر أبريل/نيسان 2023، تشير الإحصائيات إلى أنّ عدد المشتركين في خدمة تويتر بلو بلغ حوالي 640,000 حسب تقارير صدرت في موقع Mashable وموقع ستاتيكا. في حين تتحدث التوقعات لتقارير صادرة عن  Bank of America عن أنّ عدد المشتركين في خدمة ميتا فيريفايد لتوثيق الحسابات قد يصل إلى 12 مليون مشترك بحلول سنة 2024. 

قبل إطلاق خدمات التوثيق مقابل الدفع المالي، غالبًا ما كان توثيق الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي مرادفًا للمصداقية والثقة، بحيث كانت تعطى العلامة الزرقاء أو علامة التحقق للحسابات الخاصة بالأفراد أو المؤسسات والكيانات ذات الشهرة الكبيرة أو الأهمية المميزة، وفق العديد من الشروط والتي كانت نوعًا ما صعبة المنال للجميع. والآن تطرح الأسئلة حول مدى أهمية الاشتراك في هذه الخدمة، بعدما أصبحت متاحة للجميع بغض النظر عن مدى شهرتهم أو تأثيرهم أو مصداقيتهم. 

كما أنّ هناك نقاشات تدور حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن يستفيد الصحفيون والمؤسسات الإعلامية من الاستثمار في التوثيق المدفوع باشتراكات مالية في منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق وصول جيد للجمهور المستهدف أو انتشار أوسع، خصوصًا أنّ خوارزميات شركة ميتا تقوم بالحد من ظهور المنشورات في الحسابات غير الموثقة لدفع المستخدمين نحو توثيق حساباتهم، إذا ما أرادوا الحفاظ على التفاعل أو زيادته، مع تقديم بعض الميزات الأخرى التي تشجع المستخدمين على الانخراط في هذه الخدمة، والأمر نفسه بالنسبة لمنصة إكس التي نشرت العديد من المميزات لخدمتها المدفوعة. 

لهذا تقدم لكم شبكة الصحفيين الدوليين مجموعة من النصائح للاستفادة من هذه المميزات بالنسبة للصحفيين سواء في حساباتهم الشخصية أو على صفحات المؤسسات الإعلامية، لزيادة التفاعل والوصول لجمهور أوسع وزيادة الثقة في المواد الإعلامية المقدمة، مع تقديم آراء خبراء حول هذه الخدمات. 

مميزات التوثيق المدفوع وكيفية الاستفادة منها 

  1.  بعض من ميزات فيسبوك فيريفايد  
  • شارة التوثيق الزرقاء: وهي الميزة الأكثر شهرة التي تدفع أغلب المشتركين إلى الدفع مقابل التوثيق، والتي يعتقد بأن تعطي انطباعًا بالأهمية والموثوقية، إذ يمكن أن تكون مفيدة لتمييز صفحات المؤسسات الإعلامية الرسمية والحسابات الشخصية للإعلاميين لتكون واضحة للمتابعين بأنها صفحات رسمية وليست مزورة. 
  • مكافحة انتحال الشخصية: ميزة أخرى لتوثيق الحسابات أعلنت عنها شركة ميتا والتي يمكن للصحفيين والمؤسسات الإعلامية الاستفادة منها في محاربة الصفحات المزورة التي تتحدث باسم الصحفيين أو المؤسسات الإعلامية والتي غالبًا ما تكون وسيلة لنشر الأخبار الكاذبة، وبالتالي فهذه الميزة من شأنها أن تكافح الأخبار الكاذبة والمضللة. 
  • أولوية الظهور: بالنسبة للظهور في توصيات الحسابات سواء في صفحة Explore في إنستجرام وزيادة ظهور مقاطع الفيديو القصيرة Reels وهو ما يعني ظهور أفضل للمحتوى الذي ينشره المستخدمون المشتركون في الخدمة، وبالتالي ضمان انتشار أوسع سواء للمحتوى أو للحسابات وصفحات المؤسسات الإعلامية المشتركة في خدمة فيسبوك فيريفايد. 
  • الأولوية في الوصول المباشرة لخدمة العملاء: وهي ميزة من شأنها أن تساعد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في معالجة بعض التحديات المتعلقة بإغلاق الحسابات أو توقيفها مؤقتًا والذي يحدث لبعض الإعلاميين نتيجة التبليغات المتكررة، من خلال توفير التواصل بسرعة مع خدمة الدعم، وكذلك التبليغ بالحسابات المنتحلة للصفة والحد من انتشار الأخبار الكاذبة. 
  • ملصقات "ستيكرز" حصرية للاستخدام في القصص: قد تكون مفيدة لبعض الصحفيين أو المؤسسات الإعلامية التي ترغب في إضافة مظهر تفاعلي للقصص وجذاب لبعض الفئات من الجمهور، وكذلك التعبير بملصقات الستيكرز على بعض القصص عوض الكلمات.  
  1. بعض ميزات تويتر بلو 
  • الشارة الزرقاء: بالنسبة لمنصة إكس (تويتر سابقًا) يمكن تمييز شارة التوثيق التي تمّ الحصول عليها مقابل المال أو الرسمية من خلال الموثوقية والأهمية، بالنسبة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، فهي فقد تكتسي نوعًا من الأهمية في كل الأحوال، ليس لشكلها فقط بل للميزات الأخرى التي تأتي معها والتي سنذكر البعض منها في النقاط المقبلة. 
  • تعديل التغريدة: إلى وقت قريب كانت هذه الميزة مطلوبة من قبل مستخدمي المنصة، لهذا تمت إضافتها ولكن مقابل الدفع، بحيث بعد نشر التغريدة خلال فترة 30 دقيقة يمكن إجراء عدد من التغييرات والتحديثات على التغريدة الأصلية ويمكن استخدام هذه الميزة لإضافة معلومات، أو الإشارة إلى حساب ما، أو إعادة ترتيب الوسائط المرفقة مع التغريدة، وهي ميزة من شأنها مساعدة الصحفيين في تعديل المعلومات الواردة في الأخبار في حال ظهور مستجدات في الخبر أو الحاجة لتصحيح معلومة، بعدما كان تعديل الخبر في الحسابات العادية يتطلب مسح التغريدة وإعادة كتابتها من جديد وهو ما يضيع التفاعلات الأولى التي كانت مع التغريدة. 
  • تغريدات بعدد حروف أكثر: بعدما كان عدد الحروف محصورًا بـ280 حرفًا، أصبح الآن ممكنًا كتابة تغريدات بما يصل إلى 4000 حرف. هذه الميزة متوفرة أيضًا في تغريدة الاقتباس أو الرد، ممّا سيساعد في مشاركة قصص مطولة عوض تغريدات قصيرة أو تقسيم الخبر إلى تغريدات عديدة مثل ما كان يقوم به معظم مستخدمي المنصة الراغبين في كتابة تغريدات بعدد كلمات كثيرة، وهو ما كان يضيع الخيط الرابط أو بعض المعلومات وسط الكم الهائل من التغريدات. 
  • ميزة تجميع أهم المقالات: تتيح الحصول على تقارير مختصرة للمقالات الأكثر مشاركة في دائرة كل مستخدم مشترك في الخدمة. وهي ميزة تقوم تلقائيًا بتجميع المقالات الأكثر مشاركة من قبل الحسابات التي يتابعها المشترك في الخدمة ممّا قد يسهل نوعًا ما على الصحفيين الحصول على نوع المحتوى الذي يرغبون في الوصول إليه عوض البحث داخل الآلاف من التغريدات، وبالتالي تيسير الوصول للمعلومات وبعض المصادر وكذلك التفاعلات الأكثر تداولًا في المنصة. 
  • حفظ التغريدات المرجعية في مجلدات: من خلال هذه الميزة المتوفرة في خدمة تويتر بلو يمكن تجميع التغريدات بإضافتها وتنظيمها في مجلدات وتخصيصها بعلامات مرجعية للوصول إليها بصورة أسرع فيما بعد، وهي ميزة من شأنها أن تسهل على الصحفيين حفظ التغريدات التي يمكن الاستفادة منها في المواد الصحفية أو التي يرغبون في تضمينها في مقالاتهم أو مقاطع الفيديو التفاعلية وغيرها.
  • التراجع عن التغريدة: أوضحت المنصة أنّ هذه الميزة ليست تعديل التغريدة أو مسحها بعد أن يراها الجميع، بل إن ميزة "التراجع عن التغريدة" تعني خيار سحب التغريدة بعد إرسالها، لمنح فرصة ومهلة زمنية لمعاينة التغريدة ومراجعتها قبل النشر النهائي وهو ما يعني فرصة أطول للصحفيين لمراجعة معلوماتهم لتخفيض هامش الوقوع في أخطاء. 
  • تحميل مقاطع فيديو أطول: بالإضافة لكل الميزات السابقة يمكن للمشتركين في خدمة تويتر بلو تحميل مقاطع الفيديو المطولة والتي تصل مدتها إلى ساعة كاملة وبجودة عالية أيضًا وحجم أكبر يصل إلى 2 جيجابايت من خلال متصفح الويب، ليكون بذلك للصحفيين والمؤسسات الإعلامية إمكانية نشر المحتوى الإخباري أو المقابلات الصحفية بمدة أطول. 

كما أنّ هناك العديد من الميزات الأخرى المتعلقة بالوصول للمحتوى الصوتي والبث المباشر بالنسبة لبعض المشتركين وليس الكل حاليًا، وكذلك إمكانية ترتيب أولوية ظهور الردود في المحادثات وتخصيص صور الملف الشخصي برمز NFT.

التوثيق المدفوع من وجهة نظر الخبراء 

تتمايز آراء الخبراء في مجالات التسويق الرقمي والإعلام بين مؤيدين لأهمية التوثيق المدفوع على منصات التواصل الاجتماعي والرافضين لهذا النوع الذي اعتبره البعض نوعًا من الابتزاز الذي تمارسه هذه المنصات لدفع المستخدمين للدفع كما هو الحال لدى المدرب والمحلل الإعلامي محمد عبد الرحمان الذي صرح لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ الصحف ووكالات الأنباء أضحت تعمل تحت إمرة هذه المنصات التي تغيّر سياساتها في كل فترة. واعتبر عبد الرحمان الذي يشغل أيضًا منصب رئيس تحرير إعلام دوت كوم أنّ السؤال الأهم حاليًا هو ما مدى استقرار هذه المنصات على قرار واحد وما هو الضامن بأنها لن تسن مستقبلًا قوانين جديدة تجبر المستخدمين على الدفع أكثر أو تخفي ميزات مهمة عن من يدفع أقل.

وأكد أنه بالنسبة للمؤسسات الإعلامية والصحفيين، فالتوثيق الحقيقي يكون عبر نشر الأخبار والمعلومات الموثقة وأن تكون المصداقية هي الرابط مع الجمهور، وقدم نصيحة بأن الدفع مقابل التوثيق ليس هو الحل المستدام بل على المؤسسات الإعلامية أن تبحث دائمًا وتطور وسائلها لجذب الجمهور عبر كل المنصات. 

وقد كان لمصطفى أقصاص وهو خبير في التسويق الرقمي، ومدير مؤسسة إعلامية بالمغرب رأي آخر فيما يخص توثيق حسابات مواقع التواصل بالنسبة للصحفيين، التي اعتبرها وسيلة لزيادة عدد المتابعين لكونها تشجع الجمهور على متابعة الحسابات وكذلك متابعة ما تنشره من أخبار وآراء صحفية، حيث أن الجمهور اعتاد على تواجد هذه العلامة في الحسابات الرسمية للصحفيين والشخصيات العامة، حتى من قبل تفعيل خدمة التوثيق مقابل الاشتراك. وكذلك الحال بالنسبة للمؤسسات الإعلامية بحيث أن هذه العلامة تعطي انطباعًا بالقيمة الرمزية لصفحات المواقع الإخبارية على مختلف المنصات الاجتماعية، وتشجع على متابعتها وتعطيها طابعًا رسميًا. ولكن الخبير أيّد الفكرة الأولى لمحمد عبد الرحمان حينما صرح بأنّ هذه الخدمات لم تضف تقنيًا أي تطوير لمستوى الحماية أو على مستوى التواصل مع الدعم، كما يتم الترويج له من قبل منصات التواصل الاجتماعي بحيث قدم مثالًا لخدمة "ميتا فيريفايد" التي لا تعطي تلك الحماية المتميزة المتوقعة للحسابات، وليس هناك أي أولوية ملحوظة لحد الآن على مستوى التواصل مع الدعم، وأضاف أنه يمكن أن تتحسن الخدمة مع مرور الوقت إذا ما تفاعلت شركة ميتا كمثال مع الشكاوى والملاحظات. 

الصورة المستخدمة تحمل رخصة الاستعمال المجاني على موقع أنسبلاش.