تسو منصة اجتماعية جديدة تدرّ بالعوائد المالية على مستخدميها!

نوشته إسماعيل عزام
Oct 30, 2018 در الإعلام الإجتماعي

في مدة قصيرة لا تتجاوز بضعة أشهر، استطاعت الشبكة الاجتماعية الجديدة "تسو" من بناء كيان لها في عالم الانترنت، بعدما أتت بتصوّر جديد للتواصل الاجتماعي قائم على الاستفادة المادية للمستخدِم العادي. خلافًا لبقية الشبكات الأخرى التي لا تمكّن المستخدم من أية عوائد مالية، وبحسب إحصائيات موقع "أليسكا"، فقد حققت هذه الشبكة قفزة كبيرة في فترة معيّنة سواء داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أو في بلدان أخرى.

غير أن انتشار "تسو" لم يكن بالدرجة ذاتها في كافة الدول العربية، فلقد حقق في المغرب أعلى انتشار له في هذه المنطقة، إذ وصل إلى المرتبة السبعين في ترتيب المواقع التي يزورها المغاربة، علماً أنه لم يحقق تقريباً أيّ نجاح لغاية الآن في بقية الدول العربية الأخرى. ففي مصر مثلاً، لا يوجد الموقع في قائمة المواقع الـ300 الأولى، الأمر ذاته ينطبق على الجزائر، والإمارات، ولبنان.

إلّا أن هذا التطوّر البطيء لـ"تسو" في المنطقة العربية، لا يمنع الصحفي من محاولة الاستفادة منه في الانفتاح على جمهور أكبر، بل إن تجاهله قد يعود عليك ببعض النتائج العكسية.

على الصحفيين الحذر: إذ يعمل بعض هواة البحث عن الأرباح المادية السريعة عبر الانترنت، على انتحال صفات بعض الصحفيين المعروفين عبر "تسو"، ونشر أيّ شيء يمكن أن يحقق تفاعلًا مع الآخرين، ما دامت المنصة تعتمد على مدى انتشار المنشورات لإعطاء المقابل المادي.

أما فيما يتعلق بحسابات الجرائد الإلكترونية، فالخطر هنا قد يصير مضاعفاً بعدما ظهر أن هناك عشرات الحسابات التي تعود لجريدة واحدة على موقع "تسو"، وغالبيتها تنتحل صفة الجريدة لإيهام المستخدمين بأنه حسابها الرسمي. فنظرًا لعدم اهتمام الكثير من الجرائد الإلكترونية بهذا الموقع الجديد، استغل بعضهم هذا الغياب لبناء شبكة من المستخدمين يستغلها في مآرب أخرى، ومن الأمثلة على ذلك نشر روابط مواقع أخرى لا علاقة لها بالخطوط التحريرية للجرائد الإلكترونية.

من ناحية أخرى، يمكنك استخدام "تسو" في بناء شبكة قويّة من المستخدِمين والمتابعين في مرحلة مبكرة قبل انتشار الموقع بشكل كبير وفتح الجميع لحسابات فيه. وفي هذا السياق، يمكن التذكير بمجموعة من أقوى الصفحات والحسابات على "فيس بوك" و "تويتر"، التي تحتل المراتب الأولى اليوم من ناحية المعجبين أو المتتبعين جراء كونها السبّاقة في استخدام هاتين المنصتين منذ بدء انطلاقتهما بشكل أدى إلى بذل الصفحات التي ظهرت من بعدها مجهودًا مضنيًا لإيجاد مكانتها وخلق قاعدة جماهيرية رقمية.

وحول طريقة عمل "تسو"، فإن الزائر يجده شبيهًا في غالبية خصائصه بموقع فيس بوك، سواء من ناحية صفحة الاستقبال الرئيسية أو من ناحية صفحة الحساب الشخصي. كما يشبه فيس بوك في طريقة مشاركة المنشورات والتفاعل معها، مع اختلافات بسيطة كغياب الدردشة الآنية، وعدم التنويع في طبيعة الحسابات، إذ لا فرق بين حساب شخص عادي، وحساب شركة معروفة.

أما فيما يتعلّق بالربح المادي، فلغاية الآن لا توجد ضمانات حقيقية بإمكانية ذلك، ولم يثبت حصول مواطن في بلاد عربية على العائدات التي حققها. أضِف على ذلك، أن المستخدِم يحتاج لمدة طويلة من الزمن كي يصل إلى مبلغ متواضع لا يزيد عن 100$US، فضلًا عن مشاكل أخرى أثارها مستخدمون، وتتمحور حول صعوبات في الحصول على الأموال. بالتالي، يظهر أن رهان الصحفي أو أي شخص عادي على الربح من هذا الموقع يبقى أمراً مؤجلاً في الفترة الحالية.

بعيداً عن الكسب المادي، فالدافع الأكبر الذي جعل الكثير من المستخدِمين يفكرون في هجر فيس بوك والتوجه إلى تسو، هي الإجراءات التي أعلن عنها الأول، والتي تمنحه الحق في استخدام المعلومات الشخصية لمستخدميه. لذلك فكّر هؤلاء المستخدمين بأن "تسو" يعتبر مكانًا آمنا لمعطياتهم الشخصية، إلّا أن هذا الرهان لم يتحقق كما خُطط له، فغالبية من فتحوا حسابات في تسو، أبقوا على حساباتهم في فيس بوك، بل إنّ نشاطهم في هذا الأخير يبقى أكبر من نشاطهم في تسو.

لذلك وعطفًا على كل ما سبق، يمكن للصحفي أن يتعامل مع "تسو" كما يتعامل مع بقية الشبكات الاجتماعية الأخرى. الأكيد أن نشاطه فيه لن يكون بنفس نشاطه في فيس بوك أو تويتر مثلاً، وربما لن يكون حتى مثل نشاطه على لينكد إن الذي لا يجمع غير المهنيين، لكن تجربته ومحاولة التعرّف بشكل أعمق عليه قد يكون مفيداً خاصةً للأسباب التي ذكرنا آنفًا، بعدها، وإن تأكد الصحافي أن تسو لا يقدم له أي إضافة، فيمكنه ببساطة النقر على زر "إلغاء الحساب".

تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة غاري نايت.

هل لديكم حساب على تسو؟ وهل تلقيتم أي عائدات مالية منه؟ أطلعونا على ذلك في خانة التعليقات