دروس من مركز التوجيه: التغذية البصرية في القصة الرقمية

نوشته سيف علي
Mar 9, 2023 در الصحافة متعددة الوسائط
صورة تعبيرية

تعتبر التغذية البصرية من أهم طرق جذب المشاهدين وشدهم للقصة المصورة أو الأفلام أو التقارير، وتأتي عن طريق مخاطبة الجماهير.

في السياق ذاته، أوضح الفنان البصري محمد القاق، وهو مدرب على سرد القصص من خلال الوسائط الإعلامية المتعددة، أنّ أهمية عرض الصورة تكمن في توثيق الأحداث البصرية، مؤكدًا على استخدام الطرق التفاعلية للعرض، التي تعطي تغذية مميزة لأساليب التشويق والإثارة.

وأشاد القاق في إحدى الجلسات التدريبية ضمن برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، باستخدام الإبداع والاختلاف في إنتاج الفيديوهات القصيرة التي تكون ذات محتوى هادف بأٌقل التكاليف الممكنة، للخروج بقصة بسيطة وواحدة ومحددة، تعتمد على العرض لا الأخبار. 

مصادر الأفكار

هناك عدة مصادر تؤدي إلى تقديم التغذية البصرية، منها الاستعانة ببرامج تصميم الصور أو تعديل الفيديوهات، عن طريق الهاتف المحمول أو الكمبيوتر، كما تعد مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تطبيق انستجرام، وميزة الريلز، بالإضافة الفيديوهات القصيرة على يوتيوب، ومنصات الوسائط المتعددة، مثل "pinterest" وغيرها، من أهم المصادر لنشر الصور والفيديوهات المحررة، التي تحتوي على جزء كبير من الغذاء البصري.

والجدير ذكره أنّ هذا النوع من المحتوى دائمًا ما يلاقي تفاعلًا كبيرًا من الجمهور أو المتابعين على السوشيال ميديا، لكن لابد من التركيز على جودة هذا المحتوى، أي أن يكون فريدًا من نوعه أو إبداعيًا أو مبتكرًا، بالتزامن مع التنافس في عصر التكنولوجيا الحالي.  

التغذية تصنع التميّز

للتغذية البصرية أهمية في مساعدة الفرد على التميّز، والقدرة على التفكير الفريد والناقد، والذي يأتي بعد "العصف الذهني"، جراء مشاهدته لعدة أعمال إبداعية، لتكون لديه خبرة تراكمية يقدم من خلالها مواد تجعل المتلقي متحمسًا لمشاهدتها، وهذا الإبداع يولد من خلال الفكرة التي تكون "خارج الصندوق". 

القصّة الالكترونية تواكب التطوّر

تعد القصة الرقمية من أهم الاستراتيجيات والأساليب المتطورة المستخدمة في وقتنا الحالي، والتي تأتي بعد عدة طرق لإنتاجها وتحضيرها، منها إعداد السيناريوهات، والفكرة المختارة وكيفية توظيفها، والهدف من اختيار القصة، وتحديد الجمهور المستهدف، واستخدام الأسلوب البسيط في الكتابة، وجمع المواد البصرية المتنوعة والتي تكون مناسبة مع النص المكتوب، ومن ثم تحريرها ونشرها في وقت محدد على منصات معينة.  

الصور المتحركة تعبّر عن وجهات النظر

كتابة القصة الالكترونية تأتي من خلال فهم الزوايا والأركان من قبل كاتبها، وتحديد الجمهور المُستهدف، وماذا يريد، والهدف من الرسائل الموجهة لهُ، حيث تترجم هذه الأدوات من خلال عدة مكونات يُمكن من خلالها بناء قصة مُعينة، عبر اختيار مجموعة من الصور أو الفيديوهات، واختيار النصوص والموسيقى وطريقة العرض، والمحتوى المطلوب، كذلك اختيار الأشخاص الذين يجيدون تقديم أو تمثيل المواضيع والأحداث التي تدور حولها القصة المختارة، ولا ننسى أهمية المُقدمة والخاتمة والموجز، أيضاً لابد من توفر عنصر التشويق لشد وجذب الجمهور.

بين الواقع والخيال

أحداث متتالية ومواضيع مثيرة يشهدها العالم على جميع الأصعدة، تُترجم مراتٍ عديدة إلى قصص فيديو، أو صور متحركة، بالمقابل هنالك خيالٌ واسع لدى كاتب السيناريو في تفصيل ووصف وبناء الأحداث التي تُعرض وفق ما يحب و ما يُريد، لذلك تارةً نُشاهد قصصًا واقعية ومتوفرة على أرض الواقع، وتارةً أخرى من وحي الخيال.

القصة الالكترونية وسيلة للتعلّم

التغذية البصرية في القصص الرقمية المعروضة لها أهمية في تعليم الطلاب عبر جذب انتباههم إلى المواد المُقدمة، وجعلهم يعيشون الأجواء الدراسية بطريقة غير تقليدية، وتحقيقهم لأهداف مُحددة، عبر تحويل الموضوعات الصعبة إلى أكثر سهولة، لاحتوائها على المميزات التي تجعلهم أكثر مرونة في الفهم، بالنظر للمؤثرات الصوتية وأنماط التفاعلات والإطارات المستخدمة. 

النصوص تُصبح صوراً 

تتحول الأفكار المتعددة التي تكون مُتجمعة في عقل الكاتب أو المنتج أو المخرج، تلقائياً لأحداث وسيناريوهات تجعله يعيش واقعاً صورياً جذاباً، ويُمكن تطبيق هذه الأمور اللامحدودة على أرض الواقع بحرفية، شرط الأدوات المطلوبة، لصناعة قصّة جاذبة ذات غذاء بصري تجعل من المتابع، أكثر انتباهاً وتشويقاً في مشاهدة محتوى يُمكن من خلاله إيصال رسائل مُعينة تخترق ذهن المشاهدين.

دقة الصوت والصورة

ينبغي الجمع بين النمطين السمعي والبصري، من خلال الاختيارات الدقيقة للمحتوى المُقدم، لشد الجمهور الذين يفضل النمط الأول وذلك الذي يفضل النمط الثاني، وضمان مدى الوصول، إذ لا بد من إنشاء صور أو فيديوهات، واختيارها ذات دقة مرتفعة تجعلها جميلة الألوان والمظهر والتأثيرات، مع أهمية العناية بالصوت الذي يُترجم النص المكتوب في القصة المصورة أو المُحررة، مع وجود الكثير من البرامج الخاصة في تعديل الفيديوهات والمؤثرات الصوتية التي تدخل في صناعة البودكاست. 

الغذاء البصري يحسّن من التسويق

في هذا الوقت، تكثُر العلامات التجارية، وكيفية اختيارها وتصميمها وتسويقها، وبين كل هذا الكم من "البراندات"، لا بد من اختيار الشكل وملاءمته مع الاسم، الأمر أشبه بعناوين الكتب المميزة التي تجعل من القارئ أكثر فضولاً لمعرفة ما بداخلها، إذ مع بداية تكوين مشروعٍٍ ما، لا بد من إدخال الغذاء البصري فيه، لجعله أكثر مُشاهدة، كما هو الحال في اختيار غلافٍ جذّاب لقصةٍ أو فيلم معين.

الإبداع يخلق روح التنافس

عندما تكون القصة المصنوعة بتميّز واحترافية وتكون الفكرة المستوحاة ليست روتينية، بالطبع تدخل في عالم المنافسة بين صانعي المحتوى حتى لو لم تكن مثلهم، فالأمر لا يقتصر على صانعي المحتوى فحسب، إذ يمكن لمن يُشاهد القصص والفيديوهات المُلهمة والمتنوعة تكوين أفكاره الخاصة التي تأتي عبر التركيز على الجانب الإبداعي. ويُمكن من خلاله إنشاء قصة خاصة تأتي من الخبرة التي تكونت عند المشاهدة، وتنافس أصحاب الاختصاص في مجال الغذاء البصري. 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة جيني ستيفانوك