التوعية الإعلامية تنطلق من صفوف الكوادر الإعلامية وصولاً إلى الجمهور

نوشته Bayan Itani
Oct 30, 2018 در أساسيات الصحافة

شهد شهر آب/ أغسطس الفائت النسخة الثالثة لأكاديمية التربية الإعلامية والرقمية في بيروت، بحضور خمسة وخمسين مشتركاً ومشتركة من ثماني دول عربية. وكانت الأكاديمية قد انطلقت في العام ٢٠١٣، لتكون المبادرة الوحيدة من نوعها في العالم العربي آنذاك  من حيث التخصص في نشر التوعية الإعلامية وتوحيد الجهود لتأسيس مناهج إعلامية عربية.

وقد تأسست الأكاديمية من قِبل برنامج الدراسات الإعلامية في الجامعة الأميركية في بيروت، برعاية كلّ من مؤسسة المجتمع المفتوح، المونيتور، هيئة التبادل الأكاديمي الألمانية (دعد).

شبكة الصحفيين الدوليين التقت مديرة الأكاديمية لبنى معاليقي، وعدداً من الطلبة والأساتذة المشاركين، لمعرفة مستجدات الأكاديمية في السنتين السابقتين، ومدى تفاعل الهيئات الطلابية والأكاديمية في العالم العربي فيما يخص موضوع التوعية الإعلامية.

انتقاء الحضور

فيما يخص المشاركين بالأكاديمية، تقول معاليقي أنه "منذ سنتين حتى اليوم ازداد عدد طلبات المشاركة ووصل عدد الطلبات أونلاين الى ما يفوق الـ 200 طلب، وقد تم اختيار 55 شخصاً فقط، نصفهم من الأساتذة والنصف الآخر من الطلاب والطالبات، من مصر ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين والعراق واليمن والسودان."

الدكتورة رشا عبد الله من قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الأميركية في القاهرة أشادت بالمشاركين والمشاركات في الأكاديمية. "منظمو الأكاديمية قاموا بجهد رائع في انتقاء الحضور، واختاروا مجموعة رائعة من المشاركين والمشاركات،" تقول عبد الله، ذاكرة أنها تشرفت بالعمل والتعرف إلى هذه المجموعة القيمة.

وفي السياق ذاته، اعتبرت المشتركة رنا داوود، وهي طالبة صحافة في كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية في دبي، "أن الخلفيّات المتنوعة للأساتذة والطلاب ومجالات اختصاصهم المتشعّبة جعلت من مناخ الأكاديمية مكاناً مثمراً".

تشارك الخبرات

الدكتور ستيفن ريز من كلية الإعلام في جامعة تكساس اعتبر أنه "في ظل وجود العديد من السبل للقيام بدراسات تحليلة ونقدية عن الإعلام، من المفيد جداً جمع متخصصين من العالم العربي ومن الغرب لمناقشة هذه السبل والطريقة الأمثل لنشر التوعية الإعلامية".

من جهته أكّد الدكتور سهيل دحدل من كلية الإعلام في الجامعة الأميركية في الشارقة أن فكرة توحيد نشر التوعية الإعلامية في المؤسسات التعليمية العالية في العالم العربي قيّمة جداً، "لكن هذه الفكرة بحاجة إلى مدى أكبر من ناحية الوقت والانتشار الجغرافي، وكذلك لناحية تعميم التوعية الإعلامية على مختلف المناهج التعليمية في العالم العربي بما فيها المناهج المدرسية ومناهج الأطفال".

الطالب فؤاد عبد العزيز من كلية الإعلام في جامعة صنعاء تمنّى بدوره أن يتمّ نقل المفاهيم والدروس التي تعلّمها كل مشترك إلى بلده بهدف "خلق بنية إعلامية نموذجية، وجعل الجمهور قادراً على تحليل وتقييم الرسائل التي يتلقّاها من وسائل الإعلام".

تقييم الأكاديمية

أما عن الأثر العملي للأكاديمية، فتذكر معاليقي بهذا الخصوص أنه "بعد المقابلات والتقييم الإلكتروني والجلسات المغلقة التي أجريت مع المشاركين والمشاركات، رأينا أنهم أصبحوا أكثر قدرة على تحليل المواد الإعلامية، أي أن التفكير النقدي لديهم أصبح متطوراً أكثر، كما أنهم أصبحوا أكثر قدرة على التعبير عن رأيهم بشكل أكاديمي ولائق، وأكثر تفهماً للإختلافات بين الأشخاص بجميع أشكالها".

الدكتور موسيز شاموا من كلية الصحافة والإعلام في جامعة فلوريدا الدولية اعتبر "أن المنطقة بحاجة شديدة لمثل هذا المشروع"، آملاً أن يتمكّن المواطن العربي من الاتصال بالشبكة الالكترونية بشكل أوسع وكلفة أقل، لكي يتمكّن الطلاب من الربط بين المناهج التوعوية عن الإعلام وبين ما يدرسونه عنها. معاليقي بدورها، وبناء على تقييم الحضور، أشارت "أن هذا النوع من التربية ضروري جداً في منطقة ما زالت تبني نفسها، خاصة في ظل التغيرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية الجذرية التي تمر فيها".

الطالب أنس أبو الريش من كلية الصحافة في جامعة بيرزيت أشار إلى الاستفادة من المواضيع المختلفة التي تمت تغطيتها في الأكاديمية، وتحديداً بما يخص "وسائل التواصل الاجتماعي وأسسها وطرق النجاح فيها، بالإضافة إلى كيفية تأثير الصراعات والتطرف على المجتمع، وآلية تأثير وسائل الإعلام على الجمهور."

الآفاق المستقبلية

لا شك بأن العالم العربي بحاجة أكثر من أي وقت سبق إلى التوعية الإعلامية بين الجمهور، وإلى إدراج التربية الاعلامية ضمن مناهج التعليم. وفي ضوء ذلك، تأمل معاليقي أن تنتشر مثل هذه المشروعات في مختلف الدول العربية. أما عن الخطوات المستقبلية لأكاديمية التربية الإعلامية والرقمية على وجه الخصوص فتشير معاليقي "أن من أهم الطموحات هو أن تُساهم الإكاديمية في إدراج أكبر عدد ممكن من المؤسسات التربوية لمناهج التربية الإعلامية في كادرها التدريسي".

الصور مأخوذة من صفحة أكاديمية التربية الإعلامية والرقمية على فيس بوك، بعد أخذ الإذن.