ربما تساءلت يومًا لماذا تحب سماع صوت صحفي معيّن؟ الإجابة سهلة وتتمثّل بخامة الصوت. ولكنّ السر يكمن في كيفية تطوير الصحفي لهذه الخامة والعمل عليها لتُشبه تماماً ما يقوله الصحفي، والشعور الذي يود نقله لك عبر الصوت، لذا خرج ما يُسمى بالتعليق الصوتي "Voice Over"، وهو فنٌ من فنون العمل الصحفي ويمكن القول "التجاري" أيضاً، لأنّه يعدّ فرصة مميزة لدر الأرباح.
تجربة ملهمة
قابلنا في شبكة الصحفيين الدوليين المدرِّب والمُعلِّق الصوتي عبدالله علوان، الذي يعمل في شبكة الجزيرة، ويُعرِّف علوان التعليق الصوتي بأنه "بمثابة بث الروح في الكلمات وتحويلها عبر إسقاط الصوت إلى صورة في أذن المستمع من خلال قراءة وأداء مميز، وربط الكلام ببعضه البعض بشكل مؤثر". ويُتابع أنّ "مجالات التعليق الصوتي متنوعة كالأفلام الوثائقية، الإعلانات التجارية، الكتب الصوتية، الدوبلاج، والرد الآلي، وغيرها، وقد أصبحت في الآونة الأخيرة محط اهتمام ومصدر دخل ويظهر ذلك من خلال المنصات المنتشرة والمختصة بالتعليق الصوتي".
وحول إتقانه، يقول علوان: "أتقنت عملي كمذيع في الراديو، وكنت أقوم بتسجيل الإعلانات والتقارير للإذاعة ولم أكن أعرف بأنّ هذا العمل يسمى تعليقًا صوتيًا، أو ما يُعرف بالـ"voice over"، فالمجال لم يكن معروفاً في قطاع غزة قبل 12عاماً، ثم بدأت تتضح الرؤية لدي وبدأت بامتهانه والعمل به كتسجيل إعلانات للعديد من الإذاعات وتسجيلات مختلفة للمؤسسات الصحفية كالجزيرة وقنوات عربية أخرى".
كانت تجربة علوان صعبة بحسب ما وصفها، حيثُ قال: "كانت الموهبة وخامة الصوت موجودتين، لكن لم أكن مطَّلعًا على كيفية أداء أشكال التعليق الصوتي المختلفة، وكيفية بث المشاعر على اختلافها من خلال الصوت، كالفرح والحماسة والحزن، وهذه الصعوبة بدأت بالزوال بالتوازي مع الممارسة والتدريب والقراءة المستمرة".
إرشادات
التعليق الصوتي هو مفتاح للكثير من الشباب الذين يدخلون من خلاله عالم العمل الصحفي ويشكل لهم مصدر دخل مناسب، ويقدّم علوان الإرشادات التالية التي تساعد الصحفي لكي يحترف التعليق الصوتي، حيثُ عليه:
- أن يبدأ بالعمل والتسجيل والاستماع لنفسه مراراً وتكراراً، حتى يصل لمرحلة التميز والاحتراف وهذه ضرورة؛ نظراً للمنافسة الشديدة بسبب كثرة العاملين به.
- أن يكون ملماً بكل ما يتعلق بالصوت ويطور أداءه ونبرة الصوت من خلال التدريب والاستماع، هناك العديد من التدريبات التي يمكن أن يستفيد منها المعلق الصوتي كتمارين التنفس.
- كذلك ضرورة تحسين اللغة العربية نحوياً ولغوياً وهنا نصائح مهمة وعملية، كذلك إتقان اللغة الإنجليزية لا سيما وأنها أساسية في وظائف كثيرة.
- ألا ينقطع عن الممارسة أبدًا حتى لا يتراجع الأداء.
- الإهتمام بالتسويق لنفسه عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتيح منصات التواصل الاجتماعي باباً لينشر الصحفي تسجيلاته سواء كقصص، أو "ريلز" وهذه رائجة جداً على انستجرام، ويشاهدها الملايين.
إضافةً لما سبق يُقدِّم أحمد الفاخوري، وهو مقدّم برنامج "تريندينغ" خمس نصائح، مرفقة بنماذج عملية في هذا الفيديو:
- فيما يخص عملية الدوبلاج، فإنه عند البدء يحذف صوت المعلق الأصلي ويبقى صوت المعلق باللغة الجديدة. وهذا الأمر يتطلب الكثير من التدريب.
- كونك توصل رسالة بصوتك إلى المتلقي، فلا يعني أن تستخدم سلطة صوتك في قول الكلمات والجمل، إنما أن تقوم بوظيفتك في قول العبارات بالشكل الصحيح وبالطريقة الفنية التي تجعل من الكلمات ذات دلالة أكثر من قراءتها على الورق؛ فيتعين عليك أن تكون ودوداً بقولك ودافئًا وناقلاً للمعلومة بشكل واضح.
- الصمت: الصمت مهارة وقول. فزمن الصمت من شأنه أن يتيح للمستمع فهم الكلمة أو الجملة التي قيلت وأن يتأهب لاستقبال الجملة التي تليها. وهنا أتحدث عن فن الوقف المعلق والوقف التام. المعلق هو الذي يعطي الايحاء بأن هناك شيئًا على وشك أن يقال. أما الوقف التام فهو الذي يمكن أن تكتفي به كنهاية جملة.
- الموسيقى الخلفية: لا شيء سيساعدك في تحديد أدائك وسرعته ولهجته بقدر الموسيقى التصويرية، ومع الأخذ بعين الاعتبار بأن الكلمات والجمل هي أوزان إيقاعية، فإنها لا بد وأن تشكل مع اللحن مقطوعة محببة. وأعتقد أنّه يجب أن يمتلك أي مذيع أو معلق أُذناً موسيقية حتى لا يكون تعليقه جافاً ويفتقر إلى الروح.
- لا تبالغ: بما أنك وسيط لنقل الكلمة باستخدام حبالك الصوتية، فاستعملها باعتدال ولا تفرض على المتلقي تصوراتك عن كيفية قراءتها.
برامج صوت ومونتاج
ولأن الصوت يتأثّر بالمؤثرات الخارجية، فعليك انتقاء طريقة ووسيط بهما تعزل الصوت فيخرج نقياً لا تشوبه الضوضاء أو التشويش، هنا نقدم لكم مجموعة من البرامج والتطبيقات لتسجيل التعليق الصوتي والمساعدة بالمونتاج، منها متاح عبر جهاز الكمبيوتر والبعض الآخر عبر الهواتف الذكية:
منصات رقمية للعمل
تتوفّر منصات للعمل في التعليق الصوتي عبر الإنترنت، باللغة العربية والإنجليزية ولغات أخرى، جمعنا لكم أفضلها. سجّل بالطريقة المعتادة والنصيحة الأهم أن تهتمّ جيداً بـ"بروفايلك"، ويمكنك وضع نماذج لأعمالك، وتقييم من عملت معهم لتكسب الثقة:
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على أنسبلاش بواسطة willfrancis.
مقالات بیشتری نوشته
