كيف يمكن للصحفيين تقصي صحّة المعلومات والمحتوى المنشور؟

نوشته Ali Al Ibrahim
Oct 26, 2021 در مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
صورة

مع كثرة انتشار المعلومات المضللة، بات رصد أي معلومات مضلّلة من قبل الصحفيين يتطلّب امتلاك مبادئ أساسيّة، إضافة إلى نهج وأدوات مخصصة. كذلك يشترط وجود حسّ منطقيّ ومهارات شخصية والكثير من الحيطة للقدرة على تقصي صحّة المعلومات والمحتوى المنشور.

عند التدقيق في أي مادّة، سواء كانت خبرًا أو صورة أو فيديو أو رسماً بيانياً يجب على كلّ صحفي أن يبعد التحيزات الخاصة وما يفكّر به، ما يجعله عرضة لتصديق الأخبار المزيفة، كما أنّ المرحلة الأولى من عملية التثبّت من صحّتها تقتضي عموماً السؤال عن مصدر هذه المادّة.

وبهدف التحقق من المعلومات ومشاركة المعلومات الخاطئة ومواجهة تدفق الأخبار الكاذبة والمضللة، يعتبر زملاء في مركز نايت للصحافة، التابع للمركز الدولي للصحفيين واحداً من المشاريع الهامة في  تقصي الحقائق، عبر جميع المؤسسات التي تُعنى بالتحقق من الأخبار مع المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويضم دليل التأكيد من الأخبار والمقدم من مركز الصحافة الأوروبية الكثير من الدروس والحالات العملية، إضافة للخطوات التي تساعد الصحفي للوصول إلى الحقائق وتقلل من تكرار نشر الشائعات.

ولتقصي صحّة المعلومات، هذه أبرز التقنيّات والمهارات التي يمكن أن يعتمدها أي صحفي:

بما يتعلق بالصور، ينبغي أن يلجأ الصحفي إلى عملية "البحث باستخدام الصورة" أو "البحث المعكوس"، إذ تستند المعلومات المضلّلة أحيانا كثيرة إلى صور أُخرجت من سياقها. حيث يمكن للصحفي أن يضع الصورة على محرك بحث مثل Google images لمعرفة ما إن كان يتعرّف عليها ويعود إلى مصدرها.

Foto Forensics: يستخدم هذا الموقع "تحليل مستوى الخطأ" error level analysis (ELA) لتحديد أي أجزاء متلاعب بها في الصورة. يبحث ELA عن الفروقات في مستويات الجودة ضمن الصورة، ويحدّد المناطق التي يمكن أن تكون محورة.

Snopes.com: موقع يعنى بكشف الأخبار الزائفة على الشبكة ويمكن استخدامه للتحقق من المحتوى الذي ينشره المستخدمون.

HuriSearch: يسمح لك بالبحث عن المحتوى ضمن أكثر من 5000 موقع إلكتروني عن حقوق الإنسان وفلترتها لرصد المصادر الموثوقة والممكن إثباتها.

TinEye: يكشف محرك البحث الخاص بالصور كافة المعلومات، من أين جاءت الصورة، لمن هي وكيف تم تداولها على مواقع الانترنت.

InVID We Verify: يتحقق من الفيديوهات وينصح باستخدام هذا التطبيق الذي ساهمت وكالة فرانس برس في تصميمه. ويسمح التطبيق (من خلال علامة التبويب Keyframes) بتقطيع الفيديو إلى سلسلة من المشاهد. وانطلاقاً من هذه المشاهد، يمكن القيام ببحث على عدة محركات، كما هو الحال في البحث عن الصور.

Geomedia: يسمح للمستخدم بالبحث ومراقبة محتوى الإعلام الاجتماعي بحسب الموقع الجغرافي. فبمجرّد اختيارك مكاناً، يجري جمع أي حدث أو معلومة تحصل في هذا المكان بالذات وفي الوقت عينه، وذلك من تويتر وفليكر ويوتيوب وانستجرام وبيكاسا. قد يساعد Geomedia في التحقق من مصداقية الحدث بالمطابقة والمقارنة بين مختلف المعلومات أو التغريدات أو الصور التي تشير إلى الحدث عينه.

ورغم تطور التطبيقات التي تساعد في تقصي صحّة المعلومات والمحتوى المنشور، غير أن بعض الصور والفيديوهات قد لا يمكن اكتشافها بمساعدة أدوات التحقق. في هذه الحالة، ينبغي الاستعانة بمهارات الصحفي من خلال التعرف على الدلائل البصريّة التي تتضمن المادة ومن أبرز هذه المهارات:

عند بدء الصحفي بعملية التحقق بشكل شخصي عليه في البداية أن يحدد الموقع الجغرافي للصورة أو الفيديو، حيث تعتبر هذه الخطوة من أهم أساسيات التحقق لمعرفة مكان الصورة أو الفيديو أو المعلومات التي تم نشرها.

ثم على الصحفي أن يُجري تحديدًا معمقًا للمحتوى حيث يتم ذلك من خلال مقارنة مراجع مرئية أو نقاط مرجعية داخل الصورة أو الفيديو (مثل المباني، الجبال، الأشجار، دور العبادة، الأسلوب المعماري، إشارات السير، أو الطقس) مع صور الأقمار الصناعية من Google Earth وكذلك الصور الجغرافية المحددة من خرائط جوجل لمعرفة هل بالفعل هذه الصورة والفيديو في هذا المكان المحدد في الوصف.

كذلك يتطلب أن يُسجّل ويقارن الصحفي اللغة المحكية في مقاطع الفيديو مع اللكنات واللهجات لغرض التثبت أكثر من الموقع الجغرافي إذا كان فيديو أو تسجيل صوتي.

وللتأكد من تاريخ وتوقيت حادثة معيّنة؛ ينصح الصحفيون باستخدام التوقيت والتاريخ في البيانات الوصفية لمقاطع الفيديو التي نتلقّاها مباشرةً. ويمكن للصحفيين الاستعانة بـ ExifTool by Phil Harvey لكي يُستخرج التوقيت والتاريخ الدقيق من هذه الأداة المجانية.

للبحث عن مصدر ادّعاء أو اقتباس، يكفي أحيانا نسخ فقرة من النص وطرحها على إحدى محركات البحث مثل محرك بحث Google لمعرفة ما إن كان النص ورد على الإنترنت قبل تاريخ نشره حديثاً، أو إذا كان مستخرجاً من موقع ثاني.

ويمكن للصحفيين الاستعانة بمحرك البحث عن قوائم البيانات عبر مواقع متخصصة DataSet Search في الوصول التحقق من بيانات وإحصائيات حول العالم، ويتم ذلك من خلال بحث بسيط وبشكل مجاني وباستخدام الكلمات الرئيسية.

التوجه إلى المصادر الموثوقة حيث يمكن طلب مساعدة صحفيين آخرين من ذوي اختصاص في موضوع معين (حقوق الإنسان أو الاقتصاد أو اللجوء أو غيرها)، أو ذوي اختصاص جغرافي أو لغوي معين. يمكن لهؤلاء الصحفيين مساعدتنا في التحقق.

وتعتبر أدوات جوجل لتدقيق الأخبار من أهم الأدوات التي يُمكن للصحفيين الاعتماد عليها عند التدقيق في أي مادّة، أو تحري مصداقية الأخبار المنتشرة في المواقع الإلكترونية أو صفحات وسائل التواصل الاجتماعية، كما تتميز هذه الأدوات بأنها مجانية وسهلة الاستخدام.

كذلك يمكن أن يلجأ الصحفيون إلى مجموعة من المواقع المجانية التالية لتقصي صحّة المعلومات والمحتوى المنشور:

Wayback Machine: يمكن للصحفيين الإستعانة بهذا الموقع للعثور على الصفحة الأصلية في حال كان الخبر الكاذب أو الفيديو محذوفًا.

Certificate Search: يقدم هذا الموقع معلومات كاملة حول مالكي المواقع الالكترونية والتي يمكن من خلالها معرفة سبب نشر هذه المعلومات.

Photometer: هذا الموقع ابتكرته جامعة إنديانا يصنّف الحسابات المزيّفة والوهمية على موقع تويتر، ويحدّد تاريخ إنشاء الحسابات.

Fake Bananas: وهو نموذج آلي يمكنه التعرف على المعلومات الخاطئة بدقة، بنسبة 82 بالمئة، كما أنّه يتحقق من المصادر ويعرض تلك الموثوقة.

 GeoSocial Footprint: يسمح بتعقب موقع أو مكان شخص بحسب تغريداته التي تتضمن موقعه عبر نظام تحديد المواقع GPS، وتطبيقات تسجيل الدخول على المواقع الاجتماعية أو ما يعرف بـ check in، والبحث عن المواقع باستخدام اللغة الطبيعية (geocoding)، وحصد معلومات الحسابات الشخصية (profile harvesting).

الصورة الرئيسية من تطبيق InVID We Verify الذي يسمح بتقطيع الفيديو إلى سلسلة من المشاهد والبحث على عدة محركات


مقالات بیشتری نوشته

IJNet contributor

Ali Al Ibrahim

Ali Al Ibrahim is an investigative journalist and co-founder of SIRAJ. He has won the 2018 BBC Young Reporter award, the GIJN award for investigative journalists, and the Samir Kassir Award for Freedom of the Press. Al Ibrahim is also a researcher and trainer in investigative journalism, and TED global fellow.