كيف تكون صحفي متخصص في مجال الصحافة النفطية؟

نوشته زيد الفتلاوي
Oct 30, 2018 در موضوعات متخصصة

كانت الحاجة الى الصحافة النفطية تقتصر على البلدان التي تعيش على هذه الثروة أو تمتلك مصالح مع دول نفطية أخرى. لكن مع ما يدور اليوم في العالم من متغيرات كبيرة، مفاجئة وسريعة في عالم البترول، أصبحت الحاجة شبه أساسية لخلق شريحة واسعة من الصحفيين المطلعين والمتخصصين في هذا المجال ليعكسوا ما يدور في ملف النفط، شريان الحياة للكثير من دول المنطقة.

التخصص في هذا المجال من قبل الصحفيين العرب مازال يتسم بالفقر والغياب ذلك على الرغم من حاجة المؤسسات الصحفية لهذا التخصص لمواكبة الاحداث النفطية العالمية واطلاع جمهورها على المستجدات لتبقيهم على تواصل مع ما يجري من حولهم.

في العراق مثلاً، الصحافة النفطية تعاني نقصاً كبيراً بل يكاد أن يكون غائباً، رغم أنه من أهم البلدان النفطية في المنطقة - "تأتي العراق والكويت والإمارات في المراتب من 3 إلى 5 بين أكبر دول العالم مالكة الاحتياطيات النفطية" - وما يعيشه اليوم من تباين بأسعار النفط وعدم الاستقرار الاقتصادي فيه عكس الحاجة لهذا المجال، على الرغم من انعقاد بعض ورش العمل في هذا المجال، إلاّ أنّها لم تثمر لغاية الآن لخلق مجموعة صحفية بارزة متخصصة بالبترول.

إعرف كي تُعرِّف

يحتاج الصحفي في أي مجال يتخصص به أن يكون على معرفة شاملة بالكثير من المعلومات الضرورية لكتابة قصته الخبرية وما لقطاع النفط من معلومات ومصطلحات كثيرة جداً تختص بالباحثين والخبراء وأهل الاختصاص في هذا المجال، لكن على الصحفي معرفة الاساسيات مثل (أنواع العقود النفطية، الشركات الكبرى لاستخراج النفط، البلدان المنتجة للنفط، أكثر البلدان احتياطاً للنفط، متغيرات أسعار النفط، أهم الحقول النفطية، جولات التراخيص، المنظمات النفطية العالمية) ويبقى ببحث دائم عن المعلومات كل ما تطلبت الحاجة لإيضاحها للجمهور، فهذه المعلومات تعتبر مفاتيح مهمة في الكتابة الصحفية النفطية وغيرها من المعلومات التي يحتاجها الصحفي أثناء عمله.

فن الكتابة في الصحافة النفطية يختلف كثيراً عن باقي الفنون فهو يعتمد في أغلب الاحيان على لغة الارقام من واردات وصادرات وأسعار الأسهم وبيان الصعود والنزول والعرض والطلب ومعرفة النسب.

البعض وخاصة الصحفيون يصاب بـ (الاريثموفوبيا) وهو الخوف من لغة الارقام لكنها أمور يمكن تعلمها من خلال الممارسة فلا يوجد شيء مستحيل وخاصة بعد أن أصبحت صحافة البيانات (الانفوجرافيك) ركناً مهماً في كبرى المؤسسات الاعلامية لتحويل الارقام الى صور وغرافيك معبرة عنها.

معلومات ومصادر نفطية

المعلومات والمصادر النفطية وطرق الحصول عليها تعتبر خارطة طريق صحيحة للوصول إلى ما نريد أن نظهره بعملنا الصحفي، وأهم الطرق للحصول عليها هي:

1- وزارة النفط ودوائرها عن طريق الحديث معهم بصورة مباشرة وطرح الاسئلة والإستفسارات وأيضاً أخذ أو استخراج الإحصائيات. غالباً ما تعمل الوزارة على نشر تقرير شهري على موقعها الالكتروني عن معدل الإنتاج النفطي والاسعار المحلية والعالمية وعن النسب المتفاوتة مابين الأعوام السابقة وكمية الإيرادات والصادرات والمنتوج واختلاف الاسعار.

2- المؤسسات والشركات النفطية الخاصة والمنظمات المعنية بهذا الشأن إضافةً الى الخبراء في هذا المجال وخبراء المجال الإقتصادي، خاصةً أن النفط يعتبر إقتصاد رئيسي للكثير من الدول.

3- عن طريق المعارف والأصدقاء العاملين في هذا القطاع ويمكن أن يكون لديك عدة مصادر لتزويدك بآخر المستجدات من حولهم في قطاع النفط.

4- شبكة الانترنت من المصادر العربية والعالمية المهمة حيث تحتوي على الكثير من المعلومات التي توضح أنواع النفط وطريقة الاستيراد والتصدير وأضخم الشركات النفطية  وأنواع العقود وغيرها الكثير.

5- تقارير عربية وعالمية منجزة في الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية، مما يمكنك من مقارنة النتائح والتحقيق بخلفياتها.

أهم النصائح في الكتابة الصحفية عن قطاع النفط

أولاً- المتابعة المستمرة لقطاع النفط والبحث عن كثب حول آ​خر المستجدات اليومية من أسعار الإنتاج والبيع والشركات العاملة والمسيطرة في بلدك فهذه المتابعة سترسم طريقك نحو إنشاء قصتك.

ثانياً- التأكّد والتدقيق من أية معلومة أو تصريح يحمل لغة الأرقام قبل نشره، فصحافة هذا المجال لا تحتمل الخطأ أو السهو.

ثالثاً- يجب أن تمارس العمل الميداني (تقرير صحفي مكتوب، تقرير تلفزيوني، تحقيق) في هذا المجال من خلال زيارتك الى الحقول النفطية والشركات، إضافةً الى ملاحظة فروقات العمل بين الشركات المستخرجة للنفط ومشتقاته ونمط عمل كل شركة في مواقع العمل والتداول النفطي، فهذه النقطة تكسبك الخبرات الكبيرة وتعمل على صقل موهبتك بالكتابة عن قطاع النفط بصورة إحترافية.

الصور من تصوير زيد الفتلاوي.

زيد الفتلاوي من العراق، هو أحد المشاركين في برنامج مركز التوجيه بدورته الثانية التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية بهدف تطوير مشروعه الإعلامي من ضمن مشاريع أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.