تلعب التطبيقات ومنصات التواصل الإجتماعي دورًا بارزًا في الوقت الحالي لإيصال المعلومات وشتى أنواع المحتوى الإخباري إلى الجماهير. ومن بين هذه التطبيقات، يبرز "سناب شات" الذي تتصدّر أربع دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائمة الدول الأكثر استخدامًا له، وهي المملكة العربية السعودية وتركيا والعراق ومصر، بحسب دراسة أعدّها البروفيسور داميان رادكليف من جامعة أوريغون الأميركية، حول استخدام المواقع والمنصات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في هذا السياق، يقول مدير عام "سناب" في منطقة الشرق الأوسط حسين فريجة "إنّ عدد الأشخاص الذي يشاهدون المحتوى في ميزة الاستكشاف "ديسكفر" في سناب شات يزيد يوميًا أكثر من العدد الذي يشاهد أي قناة تلفزيونية من العشرة الأولى، وذلك قبل تفشي جائحة كوفيد 19 وخلالها". ولفت إلى أنّ "مستخدمي "سناب" في الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت كانوا يمضون ما معدّله 77 دقيقة يوميًا باستخدام التطبيق خلال شهر رمضان، كما أنّ 85% من المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتفاعلون يوميًا مع عدسات السناب شات، وهذا دليل على المشاركة الفعّالة الموجودة على المنصة".
إنطلاقًا ممّا تقدّم، تسلّط شبكة الصحفيين الدوليين الضوء على المساهمة التي يقدمها سناب شات في عالم الصحافة وصناعة المحتوى المرئي، لا سيما وأنّ فريق "سناب شات" يتابع التركيز على الإبتكار في الكاميرا الخاصة بالتطبيق، ووضع تصور لاستخدامات جديدة للواقع المعزز (AR) وأدوات جديدة للسماح للمستخدمين بالإبداع والتعبير عن أنفسهم خلال العام 2021، وفقًا لفريجة الذي قال: "نعمل على زيادة أثر المحتوى لدينا وسنعمل مع الناشرين للاستفادة من خبرتنا العميقة في المحتوى المصمم للجوال".
الناشرون
يعتمد الكثير من الناشرين على تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعي لنشر المحتوى والوصول إلى الجماهير وأحد هذه التطبيقات هو سناب شات، حيث أنّ العديد من الناشرين يستعينون بفرق خاصة لإنتاج قصص خاصة ونشرها على هذا التطبيق، ويمكن لأي صحفي أن ينشئ قصة خاصة به على سناب شات.
ووفقًا لبيانات عام 2017 التي تم تحليلها بواسطة Daily Beast، فإنّ 64% من مستخدمي التطبيق يرسلون لقطة أو رسالة إلى صديق بدلاً من نشر "قصة"، حيث أنّ القصة هي الأمر الذي تنفذه غرف الأخبار.
وبالفعل، فقد تمكّن عدد كبير من الناشرين من الوصول إلى عدد أوسع من الجماهير، فعلى سبيل المثال تمكنت صحيفة "تيليجراف" من مشاركة المحتوى مع 1.04 مليون مشاهد إضافي يوميًا وفق ما أعلنت كبيرة محرري محتوى سناب شات في الصحيفة ماكينا جرانت، التي أشارت إلى أنّ نشر قصص تتضمن فيديوهات الحيوانات وصور سيلفي للمشاهير، ساعد الصحيفة بالوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، ولفتت جرانت إلى أنّ "جمهور سناب شات الأكبر بالنسبة للصحيفة، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عامًا، يليهم الفئة البالغة ما بين 13 و17 عامًا، وهذا يختلف كليًا عن المتابعين التقليديين". وأوضحت أنّ "عنصر النجاح الرئيسي لنجاح قصة سناب شات يكمن بجعلها على تماس مع فئة المراهقين والشباب".
وبحيث أن معظم الناشرين يدركون أن سناب شات هو تطبيق للمراهقين أو "الشباب" فقد تكوّنت لديهم الرغبة بأن يكونوا نشطين على هذه المنصة، وتعدّ شبكة سي أن أن وفوكس نيوز وصحيفة "نيويورك تايمز" من بين وسائل الإعلام القليلة التي تمكّنت من جذب قاعدة جماهيرية أكبر سنًا ولا تتوجّه بشكل دائم إلى المشاهدين الشباب فقط.
إنشاء قصة
قبل البدء بإنشاء قصة، على الصحفي أن يدرك أن جاذبية التطبيق تكمن في أنه غير رسمي، وفق ما يقول الصحفي بول برادشو في مدونة نشرها تحت عنوان "سناب شات للصحفيين: دليل كبير"، حيث يقترح العمل ببساطة عبر البدء بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو القصيرة داخل التطبيق على أن تكون الصورة رأسية، كما ينصح بإعطاء الصور بعض السياق عبر إضافة نص فيه بعض الرموز مع التذكر دائما ألا تكون رسمية أو جدية.
مكان القصة
يلعب المكان دورًا هامًا في تكوين القصة على سناب شات، بحيث أن المكان الذي تختاره قد يكون له الفضل الأكبر بانتشار القصة والوصول إلى عدد أكبر من الجماهير، وهنا يعطي برادشو مثالا يقول فيه: "قصص سناب شات مفيدة للصحفيين الذين يغطون الأحداث المباشرة، بحيث أن وضع نفسك في مكان ملائم ومثير للإهتمام يمكن أن يمنحك فيديو أكثر تشويقًا من الجلوس وتصوير نفسك في مكتبك".
مقابلات قصيرة
يُنصح الصحفيون الذين يستخدمون سناب شات لإنشاء القصص بتضمين قصصهم بعض المقابلات القصيرة المتعلقة بالقصة التي ينوون إنشاءها وذلك لإضافة مزيج من الأصوات التي يجب أن تحتويها القصص الجيدة.
سناب ماب
في حال لم يكن لديك الرغبة بإنشاء قصة صحفية عبر سناب شات، لا زال بإمكانك الإستفادة من التطبيق كأداة لجمع الأخبار، لا سيما من خلال ميزة سناب ماب.
يمكن للصحفيين الحصول على منظور جديد للأحداث والقصص الإخبارية وأنماط سرد القصص التي تهم الجماهير الأصغر سنًا ، بالإضافة إلى وجهات نظر مستخدمي سناب شات الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أماكن ربما كانت وسائل الإعلام قد منعت من الوصول إليها أو لا تستطيع الدخول إليها بكاميرات أكبر، وفق ما كتبت كتالينا ألبينو في www.journalism.co.uk.
هذه الميزة جعلت من سناب شات أداة صحفية أكثر ملاءمة، بحيث يمكن للصحفيين بواسطة سناب ماب والموقع الجغرافي البحث عن المعلومات والصور ومقاطع الفيديو كما يحلو لهم. باستخدام هذا التطبيق، يكون لدى الصحفيين لقطات إخبارية فورية من جميع أنحاء العالم.
ميزة Discover
تمنح هذه الميزة من سناب شات الصحفي القدرة على الوصول إلى قصص المستخدمين الآخرين والأمور الاخرى المنتشرة عبر سناب شات، بحيث يتمكن من الوصول إلى جميع القصص المشهورة والجديدة من الشركات المختلفة وصانعي المحتوى الموجودين على المنصة.
إبقَوا على اطلاع
برنامج إبقوا على اطلاع "Stay tuned" من NBC هو نجم سناب شات للصحافة، فهو أول برنامج إخباري يومي على سناب شات، حيث يتم بثه مرتين يوميًا ويغطي مواضيع مختلفة من السياسة إلى الترفيه، ويتابع العديد من الشباب هذا البرنامج باعتباره المصدر الوحيد للأخبار في حياتهم، لأنه لا يأخذ من وقتهم سوى 3 دقائق. وحوالى 75 بالمئة من جمهور "إبقوا على اطلاع" هم دون الـ25 عامًا، و90 بالمئة دون الـ34 عامًا، وفقًا لبيانات سناب شات. وأصبح كل من سافانا سيلرز وغادي شوارتز ولورنس جاكسون الذين يقدمون البرنامج، وجوهًا مألوفة لمستخدمي تطبيق سناب شات وهم يلخصون الأخبار العاجلة من جميع أنحاء العالم.
والجدير ذكره أنّ جمهور البرنامج يرتبط بشكل وثيق به، وربما يعود هذا الأمر إلى شعور المستخدمين بالمشاركة في اتخاذ القرار بشأن ما يتم عرضه، بحيث يطلب البرنامج من مستخدمي سناب شات لقطات ومواضيع لعرضها، بالإضافة إلى أنه يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة ليتم الإجابة عليها خلال العرض. وتساعد الوجوه الشابة والجديدة أيضًا في جذب الجمهور، لأن الشباب لا يميلون إلى متابعة الجيل الأكبر سنًا الذين يتحدثون عن الأخبار بشكل تقليدي. ويُظهر هذا الإتجاه لمحة عن المستقبل لما ستصبح عليه الصحافة كأداة رقمية.
تحقيق الأرباح مع سبوت لايت
أعلنت شركة سناب شات أنه يمكن لجميع المستخدمين أن يحققوا الأرباح من خلال قصصهم ولقطاتهم، حيث دعت المستخدمين إلى إرسال أفضل لقطات الفيديو الفريدة لديهم إلى منصتها الترفيهية سبوت لايت للحصول على حصة من ملايين الدولارات التي يوفرها برنامج مكافآت سناب شات.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Thought Catalog
مقالات بیشتری نوشته
