أدى خطاب الكراهية والمعلومات المضللة التي انتشرت على الإنترنت أثناء انتخابات ليبيريا عام 2020 لثني المرشحات عن الترشح للمنصب، ونتيجة لذلك تعرضت بعضهن للعنف.
وفي محاولة لمكافحة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة أثناء الانتخابات العامة الليبيرية المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أداة iVerify الآلية لتدقيق المعلومات، في إطار مشروع دعم الانتخابات في ليبيريا.
وتدير التطبيق Local Voices Liberia وهي شبكة من الصحفيين مقرها في العاصمة مونروفيا. وقال المدير التنفيذي للشبكة، ألفا دفاي سنكبيني: "تدير الشبكة مشروع iVerfiy بواسطة خمسة مدققين للمعلومات مكرسين لهذا العمل بدوام كامل، ومحرر أو مشرف في مكتبنا الرئيسي في مونروفيا، وبالإضافة إليهم، هناك أيضًا 14 مدققًا للمعلومات في المقاطعات".
وشرح سنكبيني أنّه من بين أهداف أخرى، سوف تسعى أداة iVerify لتقليل استخدام السياسيين لخطاب الكراهية والمعلومات المضللة للتأثير على الناخبين في انتخابات ليبيريا 2023، موضحًا أنّه "من المتوقع أن يساهم مشروع iVerify في المعلومات والموارد ومشاركة المعرفة من خلال إنشاء قواعد بيانات تسمح لجميع الجهات الفاعلة ذات الصلة بالوصول إلى التقارير والمعلومات عن الأماكن التي من المحتمل أن تظهر فيها المعلومات المضللة".
وتساعد المنظمات الإعلامية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني في تدقيق المعلومات من خلال إرسال الادعاءات المشكوك فيها إلى التطبيق لتدقيقها، كما تساعد في الإسهاب في سرد المعلومات المدققة المنشورة بواسطة الشبكة.
ويرى كبير مستشاري الانتخابات في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جيانبيرو كاتوزي، أنّه وسط صعود المنصات الرقمية والنشر السريع للمعلومات – الحقيقية وغيرها – يلعب الصحفيون دورًا أساسيًا في إعلام الجمهور. وأوضح كاتوزي: "يبدأ أي تنفيذ بتقييم حتى تتمكن أي أداة طويلة الأمد وفريدة من نوعها وذات صلة بالسياق من المساهمة في بيئة معلوماتية إيجابية أثناء وبعد الانتخابات".
دحض المعلومات المضللة
وساعد تطبيق iVerify بالفعل في التحقق من صحة الشائعات الكاذبة حول نظام التصويت في البلاد، وفي مارس/آذار، دحض فريق الشبكة قصة تزعم أنّ الحكومة الأميركية كلفت 200 مراقب في ليبيريا للإشراف على تنفيذ التسجيل البايومتري للناخبين.
وكانت إحدى الخطوات التي اتخذتها الشبكة هي سؤال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على واتسآب، حول ما إذا كان الادعاء حقيقيًا أم لا، وكان الادعاء غير صحيح.
وكما يحدث في الدول الأخرى، فإنّه ليس من غير المألوف أن يُعطي السياسيون الليبيريون وعودًا انتخابية على منصات التواصل الاجتماعي وفي المناظرات العامة والمقابلات المباشرة على الهواء. وقال سنكبيني: "يكمن السؤال فيما إذا كان سيتمكن أولئك المنتخبون من الوفاء بوعودهم الانتخابية، وتركز الشبكة على مثل هذه الوعود من خلال محاسبة السياسيين وننشر النتائج على الموقع الإلكتروني".
كما تستخدم الأحزاب السياسية في ليبيريا خطاب الكراهية للحط من قدر خصومهم أيضًا. وأشار سنكبيني إلى أنّه "إذا لم يتم تقييد أو كبح تهديد خطاب الكراهية والدعاية، ربما يؤثر ذلك على العملية الانتخابية، وقد يؤدي هذا إلى العنف الانتخابي أو التلاعب بالناخبين الذين قد يتخذون قرارات غير مستنيرة عند الاقتراع بسبب حملات المعلومات المضللة".
تحسين ممارسات التغطيات الإعلامية
وإلى جانب تدقيقهم للمعلومات، يأمل مشروع iVerify في تحسين ممارسات التغطيات الإعلامية في ليبيريا، وشرح مدقق المعلومات في الشبكة، جيري جاي، أنّ الصحفيين اليوم قادرون بشكل أفضل على التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها وعدم الاعتماد على التغطيات المعتادة القائمة على الأقاويل المتضاربة".
وقال جاي: "تتخذ الأطراف المؤثرة في ليبيريا قرارات من خلفية مستنيرة بمساعدة التقارير المُدققة وذلك على خلاف ما كان يحدث في الماضي، وعلى الجانب الآخر لا تكتفي وسائل الإعلام بمجرد نقل ما يقوله المسؤولون يوميًا، وإنما تتحقق من صحة المعلومات قبل النشر".
وأكد جاي أنّ العديد من المنصات الإعلامية والصحفيين في البلاد يستخدمون التقارير التي دققتها الشبكة في قصصهم الإخبارية، موضحًا "عندما يُنشر تقرير على موقعنا الإلكتروني، تتم مشاركته مع المحطات الإذاعية والصحف في البلاد، وتُنشر بعض التقارير في الصحف اليومية المحلية وتُقرأ في البرامج الإخبارية الكبرى".
ويرى جاي أنّ الانتخابات الحرة والنزيهة والآمنة في أكتوبر/تشرين الأول ستعتمد جزئيًا على كيفية نشر وسائل الإعلام للمحتوى القابل للتدقيق لتمكين حدوث عملية انتخابية شفافة وشاملة وسلمية. واختتم بالقول: "لكي يتمكن الناخبون أو المواطنون من اتخاذ القرار الأفضل، من المهم تدقيق المعلومات ودحضها قبل وأثناء وبعد الانتخابات؛ لأنّ المعلومات المزيفة والمضللة تعرّض نزاهة العملية الانتخابية للخطر".
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على Iwaria بواسطة AMISOM.
إقرأوا المزيد من المقالات لـ
