"ابناء العصر الالكتروني" يطورون وسائل الإعلام في بيلاروسيا

بواسطة یولیا ملنیک
Oct 31, 2018 في أساسيات الصحافة
image

ستشارك ماريا سادوفسكايا في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يعقد في أيار/مايو.

ستتحدث سادوفسكايا، وهي طالبة دراسات عليا صحافة في جامعة كولومبيا في نيويورك، عن إذاعة اورو راديو أف.أم. لبيلاروسيا، والتي تعتمد على الأقمار الإصطناعية والتقنيات الإذاعية المتوفرة عبر الإنترنت، والتي بدأت بثّها من شقة في وارسو، بولندا في العام 2006. وستلقي مداخلتها في الجلسة المخصصة للتركيز على "ابناء العصر الالكتروني الأصليين"، والتي ستعقد في 2 أيار/مايو.

كجزء من سلسلة شبكة الصحفيين الدوليين الخاصة تحضيراً للإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، أجرينا حديثاً مع سادوفسكايا حول كيفية إستخدام واستهلاك الشباب البيلاروسي للأخبار عبر الانترنت.

شبكة الصحفيين الدوليين : كم يبلغ عدد الشباب الناشطين على شبكة الإنترنت في بيلاروس؟ هل الإنترنت متاح ومتوفر بأسعار معقولة في بلدك؟

سادوفسكايا : يستخدم الشباب البيلاروسي المدونات بشكل كبير، وخصوصا Livejournal، الذي يضمّ 80 ألف مدونة مسجّلة وشبكات اجتماعية. وهناك أكثر من 300 ألف شخص يستخدمون فيسبوك. ويستخدم تقريبا العدد نفسه المرادف الروسي لفيسبوك، الذي يعرف بـVkontakte. أما أعداد مستخدمي تويتر، فإلى تزايد، ويبلغ عددهم حالياً 17 ألف مستخدم.

بحسب مكتب الإحصاء الوطني، هناك 31.8 في المئة من مستخدمي الشبكة البيلاروسيين ناشطين، ونصفهم تقريباً يزور الانترنت يومياً. واستناداً لبيانات حديثة من شركة Gemius، [وهي شركة ترصد مسارات استخدام الإنترنت في أوروبا الوسطى والشرقية]، يشار الى أن بيلاروسيا لديها أضعف boradband (أي موجة تتحمل استخداماً مرتفعاً من التواصل أي ما يعرف بـ"حركة مرور" عبر الانترنت) في وسط وشرق أوروبا، وتصل النسبة الى أقل من 10 في المئة، ولكن في الوقت عينه، فإن مستخدمي الانترنت في بيلاروسيا، هم الأصغر سناً، فـ 67 في المئة منهم يبلغون من العمر ما بين 15 و 34 عاماً.

وفي حين نجد من الصعب الحصول على boradband على نطاق واسع، إذ غالبا ما يتمّ الإعتماد على نظام الدفع بحسب "حركة المرور" عبر الشبكة، يتمّ اللجوء الى الطرق البديلة، للحصول على الانترنت بواسطة "دي اس ال"، أو عبر الهاتف النقال، الـ" واي فاي"، أو أحد أقدم الطرق، أي عبر الاتصال الهاتفي للحصول على الانترنت.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما هي مزايا وسيئات وسائل الإعلام الجديدة في بيلاروس؟

سادوفسكايا :إن استخدام وسائل الإعلام الجديدة، التي تستهدف جمهور الشباب، هو بالتأكيد ميزة في بيلاروسيا. إن الشباب هم الأكثر دينامية، وإنفتاحاً على العالم، ومواجهة للتحديات. وبما أن "حركة المرور" الواسعة النطاق في بيلاروسيا مكلفة، في كثير من الأحيان، فإنها تحتاج إلى تقديم منتج اعلامي، يستحق أن يدفع الشباب ثمناً للحصول عليه. وهذا يزيد من جدية الاهتمام بالنوعية.

وفي الوقت ذاته، إن الشباب البيلاروسي مبدع وناشط، عندما يتعلق الأمر بمحتوى الوسائط المتعددة على الانترنت. وهم مساهمون مهمون في صنع أخبارنا اليومية عبر ملاحظاتهم على الشبكات الاجتماعية، تعليقاتهم على ما ينشر ويبث ومدوناتهم.

تماما كما هي الحال في بقية العالم، إن مستقبل وسائل الإعلام التقليدية في بيلاروسيا يعتمد على مدى نجاحها في التعامل والتفاعل مع العدد المتزايد من جمهور الانترنت، حتى وإن لم يمثّل هذا الجمهور أغلبية متتبعيهم من قراء، مشاهدين أو مستمعين.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما هي التقنيات التي تساعد صحفيي الانترنت على تقديم معلوماتهم بشكل أفضل؟

سادوفسكايا : إن الجانب التكنولوجي لصحافة الانترنت يزداد سهولة يوم بعد يوم. ويمكن تشغيل موقع وسائل اعلام ناجحة على منصات مفتوحة المصدر، مثل دروبال أو حتى وردبرس. حتى الكاميرات الرخيصة، باتت تقدّم نوعية جيدة، الى حد ما، من الصور لشبكة الإنترنت. كذلك فإن كاميرات الهواتف النقالة، تقدّم نوعية مقبولة، بما فيه الكفاية، لإرسال التقارير مباشرة من موقع الاحتجاجات في الشوارع، وحيث تجري الاحداث الهامة الأخرى.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما هي المواضيع التي تهم المستمعين لـ"أورو راديو أف.أم." أكثر؟

سادوفسكايا: إنطلقت إذاعة "أورو راديو" في العام 2006 كقناة اذاعية موجهة الى الشباب، وتحوّلت في ما بعد الى منصة للوسائط المتعددة على نطاق أوسع. السلطات تستهدف الشباب على نطاق واسع في حين تبدو هذه الفئة الأقل إستهدافاً من قبل وسائل الإعلام البيلاروسية المستقلة. منذ العام 2003، قامت الحكومة بإدخال موضوع "أيديولوجية الدولة" كمادة تدريسية في المدارس والجامعات، وقامت بدعم العديد من وسائل الإعلام الموجهة للشباب لجذب الأجيال الشابة.

عندما إنطلقت اذاعة "أورو راديو" في بولندا (لأن الراديو لم يكن قادرا على الحصول على ترخيص في بيلاروسيا)، كان هناك العديد من الاذاعات التي تركز على بيلاروسيا من الخارج، ولكنها جميعا استخدمت القنوات التي مرّ عليها الزمن، مثل الموجات القصيرة أو المتوسطة مع خدمات انترنت محدودة، مع استخدام صيغ برامج النقاش عبر الراديو.

لا ينبغي التقليل من شأن هذه الإذاعات، ولكن جمهور الشباب في بيلاروسيا، كما في جميع أنحاء العالم، يفضل الاستماع الى الموسيقى والترفيه. لذا قررت "أورو راديو" القيام بتجربة مثيلة لشكل محطة CHR/Rock (راديو منوعات)، ببث 70 في المئة من الموسيقى و 30 في المئة نصوص.

لم يتبدل شكل "أورو راديو" كثيرا منذ ذلك الحين، ولكن الجزء الاخباري، اصبح اقوى مع مرور الزمن وأكثر ملاءمة لجمهور متزايد.

البرامج، مثل : نشرة "Eurozoom" مساءً، التي تطرح خلالها مواضيع جدية في المجال السياسي والاقتصادي، وبرامج أخرى تطرح مواضيع شبابية بحتة، عن : حياة الطلاب، خيارات المهنيين الشباب، السفر، العمل في الخارج، الحفلات الموسيقية والمعارض الجديدة، وما الى ذلك.

شبكة الصحفيين الدوليين : كيف تغطون مواضيع ذات الصلة ببيلاروسيا، في حين تبثون من الخارج؟

سادوفسكايا : لدى "أورو راديو" حالياً، مكتب في بيلاروسيا مرخّص من قبل وزارة الشؤون الخارجية. معظم الأخبار تنتج من قبل الصحفيين في مينسك، ومناطق بيلاروسيا، ومن ثم توضّب وتقدّم من قبل "دي. جي"، ومقدمي أخبار من وارسو، حيث يتمّ البث المباشر...

شبكة الصحفيين الدوليين : كيف يمكنك البقاء على اتصال مع الجمهور عبر الإنترنت والمواطن الصحفي؟

سادوفسكايا : يتمثل التحدي الرئيسي للمحطة في الحصول على ردود الفعل. في حين أن 87 في المئة من جمهورنا يستخدم ادوات أخرى عدا قنوات عبر الانترنت، للإستماع الى إذاعتنا، ومعظم ردات الفعل التي نحصل عليها، تصلنا عبر شبكة الإنترنت.

نحاول أيضا للحصول على رأي المستمعين الشباب الأقل نشاطا على شبكة الإنترنت، من خلال مجموعات تركيز focus groups، وتحليل البيانات، من الأبحاث الاجتماعية التي نجريها.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما مدى صعوبة البقاء على إطلاع دائم بحاجات وإهتمامات الشباب؟

سادوفسكايا : يتمثل التحدي الرئيسي بأن نواكب اتجاهات الشباب، وحيثما أمكن، وأن تكون إذاعتنا رائدة في تشجيع هذه الاتجاهات الشبابية في المجال الإعلامي. شاركت "أورو راديو" في تنظيم مهرجان لموسيقى الروك تحت عنوان "كن حرا"، الذي نظّم على الحدود الأوكرانية-البيلاروسية، والذي جذب الآف الشباب البيلاروسي. نحن موجودون في معظم النشاطات الشبابية والحفلات الموسيقية داخل بيلاروسيا. نقوم بالتدوين وباستخدام تويتر، ونشجع على ابداء الرأي، وغالبا ما نعيد نشر المواضيع التي تروق للجيل الشاب، حتى لو كان ذلك غير مفهوم من قبل الكبار في السن، في بعض الأحيان. ونحرص أن يتدرج معنا طلاب، فنتيح لهم زمالات، كي لا نجد أنفسنا بعيدين عنهم، ونهدف الى نقل المهارات التي في حوزتنا إلى الجيل الجديد.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما هو التدريب الصحفي الذي يحتاجه الصحفيين البيلاروسيين؟ وهل هو متوفر؟

سادوفسكايا : أعتقد أن التدريب الصحفي مهم جدا، فضلا عن الدورات التي تعمل على تحسين التحرير الخاص بالانترنت، والترويج من خلال الانترنت. على الصحفيين البيلاروسيين أن يدركوا ويفهموا بشكل أفضل، أهمية وجود شبكة الإنترنت، بما في ذلك وسائل الاعلام الاجتماعي. وفي الوقت عينه، هناك حاجة الى الأشكال التقليدية من التدريب الصحفي.

شبكة الصحفيين الدوليين : هل واجهت اذاعتكم مشكلة مع السلطات؟

سادوفسكايا : تمت مصادرة معداتنا مرتين في مينسك، وجرى استجواب المحررين لدينا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

شبكة الصحفيين الدوليين : هل تخططين لتدريس الصحافة في المستقبل؟

سادوفسكايا : أود أن أكون قادرة على تدريس الصحافة في بيلاروسيا، في نظام تعليمي خال من السيطرة الإيديولوجية من قبل القوى السياسية القائمة. سأفعل ما بوسعي، وفي الانتظار، سأشارك زملائي المعرفة والخبرة التي حصلت عليهما خلال دراسة الماجستير في جامعة كولومبيا.