بعد ست سنوات من الربيع العربي والإضطرابات التي هزّت أجزاءً كثيرة من الشرق الأوسط، لا تزال المنطقة تعيش مع تداعيات ما حصل.
إنّ العمل الرائد الذي قام به أندي كارفن خلال هذه الفترة، بدأ بعهد جديد من أخبار وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث استفاد كارفين بشكل خاص من موقع تويتر كمصدر لتحديد قصص الأخبار ومشاركتها والتحقق منها في بيئة الأخبار العاجلة.
وبطبيعة الحال، كان ينظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي على أنها تلعب دورًا رئيسيًا على الأرض وكذلك في غرفة الأخبار. ويبقى نطاق هذا النقاش مفتوحا - وتتراوح وجهات النظر بين "التغيير الصغير - لماذا لن يتم نشر الثورة على تويتر" في كتاب "كتاب الشارع - كيف قاد الشباب المصري والتونسي على الربيع العربي"، ومقال كلاي شيركي حول "التكنولوجيا، المجال العام، والتغيير السياسي"- ولكن ما هو واضح هو أنه بعد ست سنوات، أهمية وسائل الاعلام الاجتماعية في الإعلام والاتصالات تسيطر على المشهد في الشرق الأوسط، أكثر من أي وقت مضى.
وفيما يلي خمسة اتجاهات رئيسية يتعين على الصحفيين والمنظمات الإخبارية العاملة في المنطقة النظر فيها:
1-فايسبوك أكبر من أن يتم تجاهله:
قد يبدو ذلك واضحًا جدًا، ولكن عدد المستخدمين الشهريين النشطين لأكبر شبكة اجتماعية في العالم قد تضاعف ثلاث مرات في الشرق الأوسط منذ العام 2012. وفي جميع أنحاء المنطقة، أصبح لدى فايسبوك الآن 136 مليون مستخدم شهريًا. في منطقة أكثر من 300 مليون شخص، وهذا يترك مجالا واسعا للتوسع أيضا.
وقد وجدت البيانات من جامعة نورث وسترن في قطر أن تطبيق التراسل "واتساب" هو خدمة الرسائل المباشرة الأكثر شعبية في المنطقة.
2-استخدام المنصات البصرية ينمو بسرعة
وإلى جانب ذلك، هناك خدمة أخرى مملوكة للفايسبوك - إنستغرام - لديها الآن عدد أكبر من المستخدمين من تويتر، وفقا لمسح لمستخدمي الإنترنت (المواطنين فقط) في مصر ولبنان والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت الدراسة العالمية للحياة المتصلة عبر الإنترنت، التي نشرتها وكالة الأبحاث كانتار تنس، أن كلا إنستغرام وسناب شات ينموان بسرعة في الأسواق الخليجية الرئيسية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ومن بين مستخدمي الإنترنت، ارتفع إنستغرام في الإمارات العربية المتحدة من 38 في المائة في عام 2014 إلى 60 في المائة في عام 2016، ومن 57 في المائة إلى 82 في المائة في المملكة العربية السعودية. وفي الوقت نفسه، ارتفع استخدام سناب شات من 24 في المائة إلى 74 في المائة في المملكة العربية السعودية خلال عامي 2014 و2016، ومن 15 في المائة إلى 53 في المائة في الإمارات العربية المتحدة.
3- الشرق الأوسط يحب الفيديو
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المستهلك الأسرع نموًا للفيديو على فايسبوك، والمنطقة لديها أيضا ثاني أعلى نسبة مشاهدة الفيديو على الانترنت في العالم، وتعدّ في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة.
4- تجربة المحمول أمر بالغ الأهمية
العديد من وسائل الاعلام الاجتماعية هذه، يستعمل مستخدموها المحمول. ومن بين مستخدمي فايسبوك البالغ عددهم 136 مليون مستخدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنّ 93 في المائة يدخلون الى الموقع بواسطة الهاتف المحمول.
ومنذ عام 2013، كان 50٪ من مشاهدات يوتيوب في المملكة العربية السعودية، و 40٪ في الإمارات العربية المتحدة، تأتي من أجهزة الجوال. وكي لا ننسى، فالخدمات الشعبية مثل واتساب، سناب شات وإنستغرام هي بالفعل المحمول أولا - أو المحمول فقط.
وبالنظر إلى المستقبل، تتنبأ GSMA بأن العدد الإجمالي لاتصالات الهواتف الذكية في المنطقة سينمو بمقدار 117 مليونا إلى 327 مليونا. قبل خمسة عشر عاما، كان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط 19 مليون مستخدم للمحمول.
5-مخاوف الخصوصية والقيود الأخرى
لا تزال الحكومات والهيئات التنظيمية في المنطقة تتمتع بعلاقة غير مستقرة مع التكنولوجيات الرقمية. وفي عام 2016، اقتصرت الخدمات على أساس مؤقت أو دائم. وشمل ذلك مجموعات من الخدمات المتعددة في تركيا خلال آذار/مارس، تموز/يوليو وتشرين الثاني/نوفمبر. الى ذلك، فقد أصدرت الإمارات العربية المتحدة قبل بضعة أشهر قانونا جديدا يحظر استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية.
كما ذكرت جامعة نورث وسترن في قطر أن "ما يقارب سبعة من 10 مستخدمي للإنترنت الوطني، يقولون انهم غيروا كيفية استخدامهم لوسائل الاعلام الاجتماعية بسبب مخاوف الخصوصية".
ويتعين على الصحفيين والمنظمات الإخبارية أن يدركوا أن ذلك سيؤثر على جمع الأخبار والتوزيع، لذلك يمكننا أن نتوقع أن نرى اهتماما متواصلا بالخدمات المشفرة مثل تليغرام وواتساب.
داميان رادكليف هو بروفيسور في الصحافة في جامعة أوريجون وزميل في مركز تاو للصحافة الإلكترونية في جامعة كولومبيا.
الصورة الأساسية حاصلة على رخصة فليكر بواسطة مبودييه.