يبدو أن كثيراً من الصحفيين وقعوا في مطب التعليقات غير المناسبة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً، في حال فرض أحد هذه الوسائل حصر التعليقات بما لا يزيد عن 140 حرفاً.
يقوم موقع التدوين المصغّر "تويتر"، بنقل ونشر كل شيء. فإن كان تعليقك لا يجوز قوله أمام أشخاص تحترمهم وجهاً لوجه، أو من خلال شبكة عالمية، فلا تنشره على "تويتر".
وإذا كنت صحفياً من النوع المتقلب، وذو مزاج غير هادىء، أو سريع الغضب (السخونة)، وتريد أن تحافظ على وظيفتك، عليك الالتزام بالقاعدة القديمة التي تنصح بـ"العدّ للعشرة". ولكن عليك تطوير هذه المقولة للتتماشى مع التكنولوجيا العصرية، إستخدم عميل سطح المكتب، كما أوصينا في مقال سابق حول الطرق المختصرة للوصول الى وسائل الاعلام الاجتماعي للصحفيين، حيث يمكن جدولة التعليقات الخاصة زمنياً (أي أن تحضرّها لتنشرها لاحقاً في الوقت الذي يناسبك). لن يبدو ذكياً ومناسباً، أعلان غضبك على الإنترنت حول شركة ما أو ارتجال تعليق عن دين معيّن. تويتر موقع التدوين المصغّر مفيد جداً - تعامل معه وكأنه شريط اخباري لوكالات أنباء "يتعاطى منشطات" - إستخدمه لصالحك ولا تدعه يُفقدك عملك.
وهنا خمسة أنواع من التدوينات على تويتر من الممكن أن تؤدي الى فصلك عن العمل :
1. التجديف والابتذال: هنك تعليقات مبتذلة تُقال في العديد من غرف الأخبار، ولكن هل تريد حقا أن تقال "على الهواء مباشرة" ؟ كما حصل مع كاتبة المقال كاترين دفني التي أُقيلت من صحيفة The Age بعد ارسالها مجموعة من الـ"تويت" حول الطفلة النجم بيندي ايروين (ابنة الراحل ستيف ايروين، صيّاد التماسيح الاسترالي الشهير ) خلال حفل توزيع جوائز "لوجي" في ملبورن. فمن عينات التعليقات التي وردت في تدوينتها المصغّرة المبتذلة والمسيئة، التعليق الآتي : "آمل أن تحصل بيندي ايروين على ليلة حمراء".
2. الآراء السياسية: "محزن أن نسمع خبر وفاة السيد محمد حسين فضل الله ... وهو احد عمالقة حزب الله، والذي أحترمه كثيرا"، تعليق أرسلته عبر "تويتر"، رئيسة مكتب الشرق الاوسط في محطة الـ"سي.أن.أن" أوكتافيا نصر، وطردت بسببه. باتت تعمل حالياً مستشارة في وسائل الاعلام الاجتماعي.
3. إحراج نفسك شخصياً: "لارا لوغان تتفوق على أندرسون"، بهذه العبارة علّق الصحفي نير روزن على الاعتداء الجنسي الذي تعرّضت له لوغان، بينما كانت تقوم بتغطية التظاهرات في مصر. خسر روزن عمله، رغم اعترافه بالذنب وطلب المغفرة في عدد من التعليقات عبر "تويتر".
4. نشر مواد ذُكرت خارج نطاق التسجيل (Off the record): بالكاد تمكن مراسل الـ"آي.بي.سي." تيري موران من الحفاظ على وظيفته، بعد نشره عبر "تويتر"، تعليقاً للرئيس الأميركي كان قد قيل خارج نطاق تسجيل المقابلة : حين "نعت الرئيس أوباما المغني كاني ويست بـ"الحمار" تعليقاً على موقف ويست الغاضب من فوز المغنية تايلور سويفت خلال حفل توزيع جوائز افلام الفيديو للأغاني".
5. الشخصية الصاخبة: تذكّر أنه حتى مواقفك الشخصية، التي تنشرها عبر حسابك الخاص على "تويتر"، ستصل إلى جمهور واسع. فقد أدى تعليق أحد المذيعين الرياضيين، تشاد سكوت، على حسابه الشخصي على "تويتر" الى طرده من عمله. وكان سكوت عائداً من إجازته في سانت لويس، ينتظر إقلاع طائرته على خطوط "دلتا" للطيران، التي تأخرت لساعات طويلة، بسبب عدم توفّر سائل تذويب الجليد للطائرة. ولكن سكوت، لم يعلم أن هذه الشركة بالذات معلنٌ كبير في الإذاعة حيث يعمل؛ مما أدى الى طرده على خلفية تعليقاته اللاذعة على تويتر، والتي كان من بينها التعليق الآتي :"لست من كتّاب الأقوال المأثورة على تويتر، ولكن على #دلتا أن تتذكر أن من يفشل في التحضير، يحضّر للفشل".
يكتب اليوم أنه ما من أمر أصعب من العثور على وظيفة جديدة.
مراسل رياضي آخر وجد نفسه اليوم أمام دعوى قضائية بسبب تعليقاته على تويتر حول تصرفات حكم، خلال مبارات لكرة السلّة.
هل واجهت مشاكل مماثلة مع ربّ عملك، بسبب تويتر أو فايسبوك أو غيره من وسائل الاعلام الإجتماعي؟ شاركنا تجربتك.
الصورة التقطتها عدسة يوغا دورك، ونشرت هنا بترخيص من CC.