إذا كنت صحفيًا تغطي الانتخابات، ضع في اعتبارك أنّ خصوصية معلوماتك وأمن مصادرك سيعتمدان على الأساليب والأدوات والممارسات التي تتبناها لحماية هواتفك المحمولة. فإذا كانت أساليبك وأدواتك غير كافية، وممارستك غير آمنة، ستصبح المعلومات على هواتفك أكثر عُرضة للهجمات السيبرانية من الحكومات، ووكالات الاستخبارات الأجنبية، والشركات الخاصة، والجماعات الإجرامية، وغيرها.
إنّ الاهتمام بتعلم الاستراتيجيات والبروتوكولات الأمنية لحماية المعلومات كان جليًّا أثناء جلسة تدريبية عقدتها في مؤتمر الصحفيين والمحررين الاستقصائيين لعام 2020 في مدينة نيو أورليانز الأميركية. وكانت الغرفة ممتلئة بالكامل، وكان أغلب الحضور من الصحفيين الاستقصائيين ذوي الخبرة من الصحف الأميركية البارزة والشبكات التلفزيونية والبرامج الإذاعية.
وكان الشغل الشاغل بين الحضور هو كيف يُمكنهم توفير أفضل حماية للمعلومات والهويات التي يجمعونها، عندما تحاول مجموعات القرصنة التسلل إلى الهواتف واختراق كلمات المرور وتغيير المعلومات أو حذفها وتحديد المصادر. هذه المهمة ليست سهلة، لا سيما عندما تتسم العمليات الانتخابية قبل الانتخابات المثيرة للجدل وخلالها وبعدها بالعنف والتحرش الرقمي وحملات المعلومات المضللة.
ويواجه الصحفيون الذين يغطون الانتخابات في البيئات الصعبة التي تتسم بالعنف والرقابة، خطرًا كبيرًا بالتعرض لهجوم من الجهات الفاعلة الحكومية أو غير الحكومية القادرة على اعتراض اتصالات هواتفهم المحمولة، وكشف البيانات المتعلقة بمصادرهم، ومعرفة معلومات عن أنشطتهم الاستقصائية.
ونقدم إليكم بعض التوصيات المتعلقة بالأمن الرقمي للصحفيين لحماية اتصالات هواتفهم المحمولة:
- احتفظ بنسخة من الملفات والمعلومات الموجودة على هاتفك المحمول بحيث يحتوي هاتفك على أقل قدر ممكن من المعلومات قبل التوجه لتغطية الانتخابات. ففي سياقات محددة، يرتفع خطر إمكانية سرقة الهاتف المحمول، ومن الأهمية بمكان حماية نفسك من فقدان المعلومات الحساسة.
- استخدم إعدادات أمان الهاتف، وضع كلمات المرور أو المصادقة البيومترية لفتح هاتفك، وعطّل أي مزايا أو خدمات غير ضرورية، وإذا كنت تعتقد أنّ خطر التجسس وشيك، شغّل وضع القفل على هاتفك الأيفون أو ما يعادله.
- حدّث نظام تشغيل وبرنامج الهاتف المحمول بأحدث التحديثات الأمنية، إذ يساعد هذا على تقليل خطر استهداف هاتفك من قبل المهاجمين الذين بإمكانهم استغلال الثغرات المعروفة.
- استخدم تطبيقات المراسلة المشفرة من طرف إلى طرف، مثل Signal أو WhatsApp، للتواصل مع مصادرك أو زملائك، ويقلل هذا من خطر التنصت ويضمن أنّ المستلم المقصود هو من يمكنه فقط قراءة الرسائل أو الاستماع إليها.
- استخدم شبكة خاصة افتراضية (VPN) لحماية حركة مرورك على الإنترنت من المهاجمين المحتملين، ويُمكن لهذه الشبكة مساعدتك أيضًا في تخطي الرقابة المفروضة على الإنترنت في بعض الدول.
- عطّل الاتصال التلقائي بشبكات الواي فاي غير الآمنة، وسيمنع ذلك هاتفك من الاتصال التلقائي بشبكات غير آمنة واحتمالية كشف اتصالاتك.
- استخدم متصفح آمن مثل Firefox Focus أو Tor، لتصفح الإنترنت خلال تغطية الانتخابات، وتوفر هذه المتصفحات مزايا الخصوصية والأمان المُحسّنة التي تساعد على الحماية من التعقب والمراقبة.
- ماذا تفعل مع خدمات تحديد المواقع؟ يتوقف هذا الأمر على الموقف. عطّل هذه الخدمات على هاتفك لمنع تعقب تحركاتك. ومع ذلك، إذا كان خطر الاعتداء الجسدي أو العنف مرتفعًا ستحتاج لتشغيل هذه الخدمات لمشاركة موقعك مع زملائك أو شبكة دعمك.
- استخدم حافظة آمنة وصلبة لحماية هاتفك من التلف أو العبث به.
- احتفظ بخطة بديلة في حالة اختراق هاتفك أو فقدانه، وربما تتضمن الخطة جهات اتصال بديلة أو طرقًا بديلة للتواصل.
- ابق على اطلاع بأحدث تهديدات الأمن الرقمي وأفضل الممارسات لحماية اتصالات هاتفك المحمول.
- إذا كنت تستخدم هاتفك لالتقاط الصور أو الفيديوهات أو للبث المباشر، كن على دراية بما يحدث حولك، وحافظ دائمًا على مسافة آمنة لا تقل عن 50 قدم من الجماعة المنخرطة في العنف.
ليس من السابق لأوانه أبدًا تعلم كيفية حماية أمن هواتفك المحمولة عبر استخدام تطبيقات المراسلة المشفرة من طرف إلى طرف، وإعدادات الأمان، والشبكة الخاصة الافتراضية، والبرنامج المُحدث، وتعطيل الاتصال التلقائي، واستخدام متصفح آمن، وتعطيل خدمات تحديد المواقع، واستخدام حافظة هاتف آمنة، وامتلاك خطة بديلة، والبقاء مطلعًا.
ومن خلال تبني هذه الأمور، يُمكنك الحد بشكل كبير من المخاطر الأمنية التي تواجه هاتفك المحمول، ويسمح التعامل مع الأمن الرقمي بجدية للصحفيين بالاستمرار في تقديم التغطيات بأمان ودقة، حتى عند تغطية الانتخابات المُعقدة والتعرض للاستهداف من قبل جماعات القرصنة.
نُشر هذا المقال في الأصل كجزء من مجموعة أدوات عن تغطية الانتخابات وكيفية اكتشاف المعلومات المضللة والخاطئة، أنتجتها شبكة الصحفيين الدوليين بالشراكة مع Chequeado وFactchequeado، وبدعم من WhatsApp. ويُمكنك إيجاد الموارد الأخرى هنا.
الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة رامي الزيات.