كيف يكتشف الصحفيون قصة جيدة؟ ما هي المؤشرات التي تميز الواقع من الخيال؟ كيف تعرف أنك على الطريق الصحيح؟ يقدم الصحفي جالديب كاتوالا أفضل 10 نصائح لديه.
- هل القصة مشوقة؟
لعل هذا المعيار هو الأهم. إن لم تكن القصة مشوقة، فلماذا تخبرها؟ قصتك يجب أن تجعل المشاهدين أو المستمعين أو القراء يتسمرون في مكانهم، وتحوز على إهتمامهم، وتجعلهم يرغبون بإخبار القصة لشخص آخر. معيار جيد هنا هو إن سأل أحد زملائك "وماذا في ذلك؟". إن كنت لا تستطيع الإجابة على هذا السؤال فقد لا تكون هذه هي القصة التي تريد إخبارها.
- هل سمعت بالقصة مسبقاً؟
إن كنت تتابع الأخبار بصورة كبيرة، فستعرف إن كانت قصتك جديدة ومبتكرة. شخص ما في غرفة الأخبار سيملك ذاكرة مذهلة لتذكر كل قصة تم نشرها سابقاً. إن لم يكونوا قد سمعوا بالقصة من قبل، فالاحتمال أنها جديدة.
- هل يحاول أحد ما التكتم؟
إن كان الضيف الرئيس يتجنب تلقي مكالماتك أو لا يجيب على أسئلتك بعد أن أجريت جميع الأبحاث والمقابلات التحضيرية، فمن المحتمل أن لديه شيء ما يخيفه حول قصتك أو لديه ما يخفيه.
- بكم شخص ستؤثر القصة؟
قد تكون قصتك أعظم قصة في العالم، لكنها قد تؤثر على شخص واحد فقط. ذلك لا يعني عدم إخبار قصة، لكن كلما أثرت قصتك بأناس أكثر، كلما زادت أهميتها بالنسبة لجمهورك.
- هل يصعب إخبار القصة؟
كمعيار جيد، من بين آلاف القصص المؤثرة، هل قصتك هي الأكثر صعوبة لتروى، الأرجح أنها ستكون قصة عظيمة إذاً. لا تسألني لماذا، إن كانت القصة سهلة الرواية، فهناك احتمال بأن يكون شخص آخر قد سبقك إليها.
- هل القصة منطقية؟
كلما كانت القصة لا تصدق، وكلما كانت بعيدة عن واقعها الذي تعرفه، كلما كانت على الأرجح غير صحيحة. هذا لا يعني أن تلك القصص غير موجودة. يجب أن تكون متأكداً للغاية من الحقائق قبل نشر أو بث القصة. أفضل القصص غالباً هي تلك التي تشكل القطعة المفقودة من اللغز، تكون منطقية لما هو معروف بالفعل من قبل.
- هل من المرجح أن يتابع الآخرون قصتك؟
إن كانت فعلاً قصة رائعة لصحافة مبتكرة، فسيتبعك منافسوك بأفكارهم. إن كانت قصة صحفية بارزة، فإن الحكومة وصناع القرار وأصحاب المصلحة سيفعلون شيئاً. هل تذكر مايكل بويرك ومجاعة أثيوبيا؟
- هل سيكون هناك قصص متعلقة؟
القصة الجيدة حقاً سيكون لها ما لا يقل عن ثلاث قصص متعلقة لتتابعها. تتميز عن منافسيك بأنك بدأت أولاً، لذلك يجب أن تكون متوقعاً أين ستتجه القصة حتى قبل نشرها أو بثها. لا تكتفي بما لديك. حافظ على الزخم.
- هل سيتغير أي شيء نتيجة لقصتك؟
إن كنت تخبر قصتك، فهل سيتغير شيء؟ هل ستصبح حياة الناس الآخرين أفضل أو أسوأ؟ إن تحسنت، فهذا مؤشر جيد. إن كان هناك إحتمال أن تزداد الحياة سوءاً لكثير من الناس، ففكر مرة أخرى قبل نشر أو بث القصة.
- هل ستبقى قادراً على التواصل مع مصادرك؟
عندما تنشر القصة، هل ستبقى قادراً على النظر في أعين مصادرك، وهل سيستمرون بالتحدث إليك؟ إخبار قصة مثيرة للجدل بشكل جيد وبإنصاف سيكسبك الاحترام. إخبار قصة مثيرة للجدل على نحو سيء وبشكل غير عادل سيجعل من الصعب عليك العمل كصحفي.
نُشر هذا التقرير أول مرة على موقع الإعلام لمساعدة الإعلام (Media Helping Media) ونُشر على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على الإذن بذلك. وموقع الإعلام لمساعدة الإعلام هو موقع تدريبي يوفر المعلومات لوسائل الاعلام الحرة، ومصادر للصحفيين العاملين في الدول التي تمر بمرحلة انتقالية، والدول التي تمر بمرحلة ما بعد النزاع، والمناطق التي تكون فيها حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام مهددة.
يعمل جالديب كاتوالا كصحفي منذ عام 1985. وقد عمل لصالح هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، وقناة الأخبار 4، وإذاعة هولندا كمذيع. وقد درّس الصحافة أيضاً وأدار عدة مشاريع تطوير وسائل إعلام ودورات تدريبية في مختلف أنحاء العالم.