يعمل مروجو الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة على نشرها وبث الخلافات الإجتماعية خلال هذه الفترة التي تسبق الإنتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتتركّز جهود المروجين على منصات وسائل التواصل الإجتماعي، حيث يقوم الكثير من المستخدمين بمشاركة المنشورات حتى قبل قراءتها، متفاعلين مع المعلومات الواردة بطريقة عاطفية لا منطقية، وأحيانًا تتطابق المعلومات المضللة مع أفكار يقتنع فيها أو يفكّر بها المتابع بالأصل.
وفيما يجري إلقاء اللوم على الروبوتات والمتصيدين في انتشار هذه المعلومات، لا يدرك كثيرون أنّهم يرتكبون خطأ كبيرًا بالمشاركة في النشر عبر حساباتهم الإجتماعية بشكل كبير، في وقتٍ خلصت أبحاث إلى أنّ الأكاذيب تنتشر بشكل أسرع من الحقيقة، لأنها لا تخضع لنفس قواعد الحقيقة.
وفي هذا السياق، قدّمت كاتبة المقال كولين سينكلير وهي أستاذة متخصصة في علم النفس الاجتماعي في جامعة ولاية ميسيسيبي بعض النصائح التي تساعد الصحفيين والمواطنين على حماية أنفسهم من الأكاذيب وأنصاف الحقائق والأخبار المضللة حول الأحداث والتي تنتشر عبر الإنترنت:
أولاً، هل يثير المنشور الغضب أو الاشمئزاز أو الخوف؟
بحال رأى مستخدم وسائل التواصل الإجتماعي أنّ منشورًا ما تسبّب بمشاعر سلبية لديه، أو أشعل الغضب بداخله، فيجب أن يكون هذا بمثابة علامة حمراء كي لا يشارك المنشور ولا يقع بالفخ، إذ قد يكون الهدف من المنشور التلاعب بمشاعر المستخدمين ومنعهم من التفكير. إذًا، على المستخدم أن يتأنّى ويفكّر قليلاً ويتحقق من المعلومات المنشورة، وبعدها إذا اتضح أنها حقيقية وأراد مشاركة المنشور، عليه التفكير في النيران التي يساهم في تأجيجها، وإذا كان يريد أن يصبّ الزيت على النار.
برأي الكاتبة، على مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي أن يكونوا حذرين لا سيما في الأوقات الراهنة، منعًا لنشر الأخبار المغلوطة والمضللة استنادًا على العواطف وأن يتذكّروا أنّهم ليسوا في سباق لمشاركة الأخبار قبل الآخرين.
ثانيًا، هل جعلتك الأخبار المنشورة تشعر بالراحة؟
يعتمد مروجو الأخبار المضللة تقنية جديدة وهي نشر قصص تجعل الناس يشعرون بالراحة ويرغبون بمشاركتها، ولكن القصص المنشورة قد تتضمّن جزءًا قليلاً من الحقيقة، وبحال جرت مشاركتها من قبل عدد كبير من الأشخاص، فذلك سيعطيها طابعًا من الشرعية ومصداقية للحسابات المزيفة التي هي مصدر الأخبار، وستكون هذه الحسابات في وضع مريح لمشاركة المزيد من الأخبار الخبيثة والمضللة.
ويستخدم مروجو الأخبار المضللة حيلًا أخرى أيضًا تجعل المستخدم يشعر بالسعادة، بما في ذلك محاولات اللعب على شخصية المستخدم وتضخيم صورته الذاتية. وفي هذا الصدد، قد يكون الكثير من المستخدمين صادفوا منشورات ورد فيها "1٪ فقط من الأشخاص لديهم الشجاعة الكافية لمشاركة هذا المنشور" أو "قم بإجراء هذا الاختبار لمعرفة ما إذا كنت عبقريًا"، وبهذه الطريقة يساعد مروجو الأخبار المضللة المصدر الإحتيالي في الحصول على مشاركات أو بناء جمهور، أو في حالة "اختبارات الشخصية" أو "اختبارات الذكاء" يحاولون الوصول إلى ملف المستخدم الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي.
تاسعًا، هل هناك أجندة خفية؟
بحال وجد المستخدم أنّ خبرًا ما يبدو صحيحًا ومقنعًا، عليه التحقق ماذا تقول المصادر غير المتحيزة عن الموضوع، ولإلقاء نظرة على توجهات وسائل الإعلام يمكن الإطلاع على ما يورده موقع Media Bias Chartويوحي عدم العثور على أي ذكر للموضوع في وسائل الإعلام غير المتحيّزة أن العبارات أو المعلومات المكتوبة هي مجرد رأي فريق معين. ولا بدّ أن يسأل المستخدمون باستمرار عن سبب اختيار مصدر ما لكتابة مقال معيّن أو مشاركة معلومات محددة، وهل هناك غاية بالتأثير على طريقة تفكير المستخدمين من خلال ما نُشر؟
عاشرًا، هل قمت بتقصي الحقائق؟
هناك الكثير من المؤسسات التي تعنى بتقصي الحقائق والتدقيق بالمعلومات مثل Snopes وFactCheckحتى أن هناك موقعًا مخصصًا لفحص الميمات، ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للدخول إلى أحد هذه المواقع وإلقاء نظرة والتحقق من المعلومات، بدلاً من التسبب بأضرار ناجمة عن مشاركة المعلومات الخاطئة.
وفي الختام، نصحت كاتبة المقال المستخدمين بالتنبّه جيدًا وحماية أنفسهم وحساباتهم على وسائل التواصل الإجتماعي، وعدم مشاركة أي خبر من دون التأكد من صحته.
كولين سينكلير هي أستاذة متخصصة في علم النفس الاجتماعي في جامعة ولاية ميسيسيبي
نُشر هذا المقال للمرة الأولى في The Conversation وأعيد نشره في شبكة الصحفيين الدوليين. يمكن الإطلاع على المقال الأصلي عبر الضغط هنا. للحصول على معلومات وحقائق حول فيروس كورونا والإطلاع على أحدث الأبحاث، يمكن الإشتراك في النشرة الإخبارية لـThe Conversation