لا تحظى المصادر أصحاب البشرة غير البيضاء بالتمثيل الكافي في التغطية الإخبارية، وعلى الرغم من أنّها قضية ليست جديدة - إذ تركز العديد من التقارير عن التنوع في وسائل الإعلام على غرف الأخبار - إلا أنّ المشكلة تظهر عند تتبعها.
عندما بدأت مؤسسة NPR بمراقبة تنوع مصادرها في 2013، وجدت أنّ 77٪ منها كانت من أصحاب البشرة البيضاء، ومنذ تسليط الضوء على هذا الموضوع، حوّلت NPR نسبة مصادرها من أصحاب البشرة غير البيضاء إلى 39٪ في أحدث تقرير لها لعام 2021، ولكنها لا تزال أقل من نسبة 43٪ من سكان البلاد الذين يُعرفون بأنّهم من أصحاب البشرة الملونة.
واليوم، وعلى الرغم من أنّ الإنترنت سهّل كثيرًا عملية العثور على المصادر بالنسبة للصحفيين، إلا أنّ المصادر في الولايات المتحدة لا تزال في الغالب من أصحاب البشرة البيضاء. ويقع اللوم جزئيًا على الخوارزميات إذ إنّها تدفع الصحفيين نحو أشخاص تم الاستشهاد بتصريحاتهم بالفعل في موضوعات مختلفة، ولكن هناك أيضًا عادة لدى الصحفيين في الرجوع إلى المصادر التي يعرفونها مسبقًا مرارًا وتكرارًا، وفي مسيرتي المهنية كصحفية ومنسقة الضيوف لنشرات الأخبار التلفزيونية، ومنتجة للفعاليات، كنت أتبع هذا النمط.
وعندما تُغطي وسائل الإعلام قضايا المجتمعات المهمشة ولكن تفشل في تضمين أعضاء هذه المجتمعات في تغطياتها، تتراجع الثقة في وسائل الإعلام، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث لعام 2023، عن تجارب الأميركيين أصحاب البشرة السمراء مع الأخبار، إذ أشار أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع إلى تضمين المزيد من المصادر أصحاب البشرة السمراء باعتباره طريقة لجعل التغطية عن أصحاب البشرة السمراء أكثر إنصافًا.
ويتحتم على الصحفيين التواصل بنشاط مع مصادر من أصحاب البشرة السمراء والملونة والسكان الأصليين عند تغطية قضايا مجتمعاتهم، كما ينبغي عليهم السعي لاستقاء هذه المصادر عند تغطية موضوعات تتجاوز مجرد العرق أيضًا.
ولحسن الحظ، هناك طريقة سهلة لتنويع المصادر، فهناك جمعية مهنية لكل مجال من مجالات الخبرة تقريبًا، وهي مجموعة مُصممة للتشبيك ولممارسة الضغط وللتثقيف والإبلاغ عن المهنة.
وفي حالات عديدة، هناك جمعيات مهنية أصغر خصيصًا للمحترفين من أصحاب البشرة السمراء والملونة والسكان الأصليين، وتتألف المجالس التنفيذية لهذه الجمعيات من خبراء من أصحاب البشرة السمراء والملونة والسكان الأصليين، وغالبًا ما يستضيفون المؤتمرات والحلقات النقاشية وغيرها من الفعاليات التي تجمع الخبراء في تخصصاتهم معًا. وكمكافأة إضافية، خصصت العديد من هذه الجمعيات جهات اتصال إعلامية أيضًا.
وقد يساعد التواصل مع هذه الجمعيات الصحفيين على تنويع المصادر التي يجرون المقابلات معها، وأقدم إليكم بعض الجمعيات لوضعها في الاعتبار في المجالات التي عادةً ما يغطيها الصحفيون:
الصحة والرعاية الصحية
يتواصل الأطباء مع عدد من المنظمات المهنية، بما في ذلك الجمعية الطبية الأميركية المعروفة والمُستشهَد بها كثيرًا، ولكن لماذا لا نتواصل مع الجمعية الطبية الوطنية أيضًا؟
إنّ الجمعية الطبية الوطنية "صوت جماعي للأطباء الأميركيين من أصول إفريقية والقوة الرائدة من أجل المساواة والعدالة في الطب والقضاء على التفاوتات في الصحة"، وهي تقدم فرصة للتواصل مع المصادر أصحاب البشرة السمراء في المجال الطبي. وعلى غرار أغلب المنظمات الصحية، تنشر الجمعية الطبية الوطنية بيانات إخبارية عن القضايا الصحية الكبرى، ومن الممكن العثور على معلومات للتواصل الإعلامي فيها.
وتتشارك جمعية الأطباء الهنود الأميركيين، والمجلس الوطني للأطباء الآسيويين ومن جزر المحيط الهادئ، والجمعية الوطنية للأطباء الهسبان، جميعها مهام مماثلة لمجتمعاتهم المعنية. وتتمتع هذه المنظمات بوجود قوي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تسلط الضوء على أصوات رئيسية عن موضوعات ذات صلة، يتم تجاهلها عادةً في النقاش.
وهناك مؤسسات أخرى في مجال الصحة يمكن النظر في التواصل معها، وتشمل جمعية الطبيبات صاحبات البشرة السمراء، والجمعية الهسبانية لعلم النفس العصبي، وجمعية الجراحين الأكاديميين الآسيويين.
الأعمال
وعند تغطية مجال الأعمال، قد يشكل العثور على تنوع في المصادر تحديًا، خصوصًا على مستوى الإدارة التنفيذية؛ نظرًا لندرة المديرين التنفيذيين من المجتمعات غير الممثلة تمثيلًا كافيًا. ووجدت دراسة أجرتها جامعة هارفرد في 2023، أنّه من بين أعلى 100 شركة على مؤشر "إس أند بي 500"، تم تحديد 23٪ فقط من المديرين التنفيذيين على أنّهم آسيويون أو من أصحاب البشرة السمراء أو من أصل هسباني/لاتيني. وبالمثل، من بين أعلى 50 شركة على مؤشر "فورتشن 500"، كان هناك سبعة فقط من الرؤساء التنفيذيين من أصحاب البشرة غير البيضاء حتى أغسطس/آب 2023.
وبإمكان المنظمات مثل مجلس القيادة التنفيذية - الذي يعمل لزيادة عدد المديرين التنفيذيين الناجحين من أصحاب البشرة السمراء - مساعدة المراسلين على إيجاد خبراء من أصحاب البشرة السمراء والملونة والسكان الأصليين في مجتمع الأعمال.
وبالنسبة للصحفيين الذين يقدمون تغطيات عن الكيانات الأصغر، فالتواصل مع منظمات مثل الغُرف التجارية الأميركية لأصحاب البشرة السوداء، وغرفة التجارة الأميركية لعموم آسيا في الولايات المتحدة، وغرفة التجارة الأميركية من أصل هسباني، قد يثبت كونه أكثر إنتاجية، وأوصي بالنظر في مجالس إداراتها، أو مجالسها الاستشارية للعثور على قادة في الصناعة للتواصل معهم من خلال أعمالهم المعنية.
وقد يكون لهذا الأمر فائدة خاصة عند البحث عن مصادر أكثر تخصصًا أو محلية، ولقصة عن البناء والتشييد، قد تقود الجمعية الوطنية للبناء من أصل هسباني إلى مواقع إلكترونية ومعلومات اتصال، ولقضايا العقارات، تُمثل الجمعية العقارية الآسيوية الأميركية، الأميركيين الآسيويين العاملين في هذه الصناعة، وتُنتج التقارير التي تُحلل كيفية تأثير الصناعة على مجتمعاتهم، مما قد يؤدي إلى العثور على مصادر مباشرة. وتضع جمعية المستشارين الماليين الأميركيين من أصل إفريقي، قائمة لأعضاء مجلس إدارتها مع مناصبهم وشركاتهم. وبإمكان المراسلين استخدام هذه المعلومات للتواصل مع شركات مثل "سيتي بنك" و"جي بي مورغان"، مباشرة مع تحديد أسماء بعينها.
العلوم والتكنولوجيا
تشهد قوى العمل في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتي كان يُهيمن عليها الذكور وأصحاب البشرة البيضاء، تنوعًا تدريجيًا، وفقًا لمؤسسة العلوم الوطنية، وهناك العديد من جمعيات أصحاب البشرة السمراء والملونة والسكان الأصليين التي لديها خبراء.
ومع امتلاكها مجموعة واسعة من البرامج للشباب وطلاب الجامعة والعلماء المحترفين، بإمكان الجمعية الوطنية للمهندسين أصحاب البشرة السمراء إرشادك إلى مصادر متخصصة في قطاع واسع من الموضوعات، وعليك أن تُراقب عن كثب مؤتمرها السنوي، والذي يُقدم قائمة متحدثين مثيرة للإعجاب للاستفادة منها.
كما توفر جمعية النهوض بالشيكانو/الهسبان والأميركيين الأصليين في مجال العلوم، معلومات على موقعها الإلكتروني عن مؤتمراتها اللاحقة والسابقة، ويُمكن أن يكون هذا موردًا ممتازًا لتعقب المصادر الهسبانية والمصادر من الأميركيين الأصليين في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
التعليم
وعلى الرغم من أنّ مجتمع الطلاب أكثر تنوعًا بصورة كبيرة، لا يزال المدرسون أصحاب البشرة البيضاء وغير الهسبان، يهيمنون على مجال التدريس، بنسبة تصل إلى نحو 80٪ في المدارس العامة. إنّ التغطيات التي لا تتضمن الأصوات المهمشة تترك جانبًا رئيسيًا من سياسة التعليم والإنجاز خارج الحوار، على سبيل المثال، كيف يمكن أن يؤثر الضغط والصدمة بشكل خاص على تعليم الطلاب أصحاب البشرة السمراء.
وتعمل منظمات مثل التحالف الوطني للمعلمين في مدارس الطلاب أصحاب البشرة السمراء، ولاتينيون من أجل التعليم، لمعالجة هذا التفاوت في التعليم الابتدائي والثانوي. أما في التعليم العالي، تسعى الجمعية الأميركية لأصحاب البشرة السمراء في التعليم العالي، والجمعية الأميركية للهسبان في التعليم العالي، لزيادة عدد الأساتذة أصحاب البشرة السمراء والملونة والسكان الأصليين في الكليات والجامعات.
وهذه ليست قائمة شاملة للمنظمات بأي حال من الأحوال، وإنمّا نقطة انطلاق عند النظر في كيفية تنويع المصادر أثناء تغطية القصص أو حجز الفقرات الإخبارية أو الفعاليات. ومن خلال القيام بذلك، بإمكان الصحفيين الذهاب إلى أبعد من المصادر الواضحة للتعمق أكثر والعثور على خبراء يُمكنهم تقديم وجهات نظر أوسع وأكثر شمولًا حول القضايا المطروحة.
الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على Pexels بواسطة كريستينا موريلو.