لا يزال النقص في تمثيل وجهات النظر المتنوعة قضية مستمرة في الإعلام، مما يُعيق قدرتنا كصحفيين على التفكير في تعقيدات مجتمعاتنا وتعزيز تفاهم أكبر بين جماهيرنا المختلفة من خلال تقاريرنا.
وعلى الرغم من التزام بعض وسائل الإعلام بالتنوع والدمج، لا يزال الرجال يهيمنون على التغطية الإخبارية، ويطغون على النساء اللواتي يشكلن 25٪ فقط من الأشخاص المذكورين في القصص الإخبارية، وفقًا لتقرير صادر عن مشروع مراقبة وسائل الإعلام العالمية (GMMP) لعام 2020. وكشف التقرير أيضًا أنّه غالبًا ما يتم تأطير النساء كربّات للمنازل وعادة ما يتم إجراء المقابلات معهن كمصادر عادية يقدمن آراء شائعة أو شخصية، بدلًا من الاعتراف بهن كشخصيات موثوقة مثل المتخصصين أو المتحدثين الرسميين.
ويعكس عدم التوازن هذا حالة أوسع من عدم المساواة، وبإمكانه تعزيز التحيز والصور النمطية، ويمكن لقلة التمثيل أن تُوحي عن غير قصد بأنّ النساء أقل قدرة أو أقل أهمية مما هن عليه بالفعل، ومن ثم يُعزز الأعراف المجتمعية التي تحصرهن في أدوار ومسؤوليات محددة.
واستجابة للضغوط المتزايدة لمعالجة هذا التفاوت، اتخذت المؤسسات الإعلامية مؤخرًا تدابير استباقية لتنويع مجموعة خبرائها، مما يضمن وجود المزيد من التوازن بين الجنسين في المصادر. وأشارت نتائج التقرير أيضًا إلى حدوث تحسن في التمثيل، إذ تُشكل النساء الآن 24٪ من الخبراء الذين تُجري المؤسسات الإخبارية الحوارات معهم، مما يشكل زيادة 5٪ من 2015.
ويُمكن أن يُعزى الكثير من هذا التقدم إلى انتشار قواعد البيانات والمبادرات المخصصّة في جميع أنحاء العالم والمصممة لمعالجة الفجوة بين الجنسين وتعزيز الخبرات النسائية من خلال تقديم منصات يسهل الوصول إليها لإبقائهن على مرأى من الجمهور. وانضمت إلى هذا الجهد الجماعي "الشبكة الأوروبية للخبيرات ENWE" - والتي أُنشأت في 2020 بهدف تأسيس شبكة من قواعد البيانات الأوروبية للخبيرات - وتُقدم الآن نشرة Ask Women البريدية.
عن Ask Women
إنّ Ask Women هي نشرة بريدية مجانية شهرية تربط الصحفيين/ات ومنظمي/ات الفعاليات بالخبيرات من خلال إرسال مجموعة مختارة من الملفات الشخصية وجهات الاتصال مباشرة إلى صناديق بريدهم/ن الإلكتروني. ويكرّس كل إصدار لموضوع مرتبط بالأحداث الجارية، ويقدم محترفات بارعات متخصصات في تلك المنطقة ومتاحات لإجراء المقابلات معهن وللمشاركة في الحلقات النقاشية والفعاليات وغيرها من فرص التعاون.
وصدر الإصدار الأول من النشرة هذا الشهر، قُبيل احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف في 17 يونيو/حزيران. وعرضت النشرة مجموعة متنوعة من العالمات، والمتخصصات في الاقتصاد والرياضيات، والأكاديميات من قطاعات السياسة الدولية والجغرافيا والفيزياء اللواتي يركزن على التغيرات المناخية والقضايا ذات الصلة مثل استجابات النباتات والتنقل البشري القسري وعوامل الخطر الطبيعية والصراعات حول استخدام الموارد. وتمّ اختيار الخبيرات بعناية من قواعد بيانات أوروبية مختلفة تضم حاليًا الشبكة الأوروبية للخبيرات، وتتضمن قواعد البيانات تلك 100esperte التي تشمل أكثر من 400 خبيرة من إيطاليا، وAcademiaNet، وهو موقع شامل لأكثر من 3,300 باحثة من أوروبا وخارجها، وAgenda de'Expertes، وهو مشروع لاتحاد الصحفيين في بلنسية في إسبانيا، وLes Expertes التي تتألف من نحو 4,000 خبيرة فرنسية وفرانكوفونية.
تعزيز الخبرات المتنوعة من أجل المساواة وتقديم التغطية الشاملة
ومن خلال الاستفادة من الخبرات الغنية والمتنوعة المعروضة في قواعد البيانات تلك، تعمل نشرة Ask Women البريدية كمنصة لتعزيز الإسهامات الثمينة التي تقدمها النساء في مجالات تخصصاتهن، كما تُوسع مجموعة المصادر المتاحة للصحفيين، مما يُمكّنهم من الاستعانة بغير الأصوات المألوفة والمتوقعة. ولا يُعزز هذا الأمر جودة وعمق تقاريرهم الصحفية فقط، بل يضمن أيضًا تمثيًلا أكثر دقة واختلافًا للعالم.
وتُجهزنا هذه النشرة البريدية بالموارد اللازمة لتحدي الصور النمطية وديناميكيات القوة الحالية، وتسد الفجوة في تقاريرنا الصحفية، كما توفر فرصة لإعادة تعريف السرد، وتقديم قصص أكثر شمولية، وتساهم في تحقيق المساواة في الإعلام والمجتمع ككل.
للاشتراك في Ask Women، اضغط على الرابط التالي: enwe.substack.com.
كريستيانا بيدي هي عضوة في فريق الشبكة الأوروبية للخبيرات.
الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة Christina @ wocintechchat.com.