نصيحة للصحفيين من إريك واينر، صاحب الكتاب الأكثر مبيعاً في قائمة النيويورك تايمز: "قم بالأمر فحسب!"

بواسطة Nurilda Nurlybayeva
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

إذا كنت صحفياً قد أمضى وقتا كافياً في تغطية موضوع معين للتعرف عليه بعمق، فربما يكون الوقت قد حان لتؤلف كتاباً. أو إذا كنت متعبا من الكتابة عن العقارات ولديك شغف بلموضوع زراعة القرع، فربما تحتاج أيضاً إلى القفز إلى تأليف كتاب. ولكن كيف تبدأ؟

تحدثت شبكة الصحفيين الدوليين إلى إريك واينر، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً في لائحة جريدة النيويوك تايمز، والذي ألف كتابيّ "جغرافيا السعادة" و"رجل يبحث عن الله". وقد كان وينير المراسل الدولي السابق للإذاعة الوطنية العامة في طوكيو ونيودلهي والقدس، والذي بدأ حياته المهنية بالعمل في صحيفة النيويورك تايمز.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل يحمل كل صحفي كتاباً داخله؟ كيف قررت أن تؤلف كتابك الأول؟

إريك واينر: لا، لا أعتقد أن كل صحفي لديه فكرة في داخله، ولكن العديد منهم هم كذلك. أعتقد أن الأمر نابع من الرغبة في الكتابة بشكل أكثر عمقاً –وبشكل شخصيّ أكثر عادةً- من مجرد كتابة مقال معتاد مكون من 800 كلمة، أو تقرير متلفز من دقيقتين. كنت أعرف أنني أردت أن أؤلف كتاباً، لكنني لم أكن أبداً متمكناً من العثور على الفكرة "الصحيحة أو المناسبة". ثم جاءت الفكرة فجأة في أثناء زيارتي لكازاخستان.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل تكتب ما يهمك أنت أم ما يثير اهتمام الناس بشكل عام؟

إريك واينر: أنا أكتب عن ما يهمني، وأكون واثقاً من أن الناس سوف يهتمون به أيضاً. أعتقد أن هذا هو المنحى الأفضل. يجب أن تكون لديك دافعية وشغف شخصي لمشروعك، ويجب أن يأتي هذا الشغف من داخل المرء نفسه، وليس من محاولة استنتاج ما يريده القراء.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل يمكن للصحفي الجمع بين وظيفته وتأليف الكتب؟

إريك واينر: نعم. بل إن العديدين يقومون بذلك في الواقع، ولكنه ليس سهلاً. إن المطالب اليومية للصحافة تتعارض كثيراً مع عملية تأليف الكتاب التي تكون أبطأ وأكثر عمقاً.

شبكة الصحفيين الدوليين: لقد قام العصر الإلكتروني على تغيير الصحافة. كيف أثر ذلك على صناعة الكتب؟

إريك واينر: سؤال جيد. كم لديك من الوقت؟! إن الإجابة المختصرة هي أن صناعة الكتاب في حالة تقلب كبير، كما هو حال وسائل الإعلام الأخرى. فعوامل مثل بروز الكتب الإلكترونية، وسقوط شركة بيع كتب كبيرة، وتغيير عادات القراءة لدى الناس، كلها ديناميات تؤثر على صناعة النشر.

ولكن -وهذا هو المهم- المهمة الأساسية للمؤلف لم تتغير: ما نزال نؤلف كتبنا (الإلكترونية أو الورقية) بالطريقة نفسها: كلمة واحدة في كل مرة. يحب الناس القصص الجيدة، وطالما أحبوها. هذا هو السبب الذي يجعلني أثق بأن الكتاب، أياً كان شكله، سوف ينجو.

شبكة الصحفيين الدوليين: ماذا سيتناول كتابك القادم؟

إريك واينر: سيكون كتابي القادم حول العلاقة بين الجغرافيا والعبقرية. سأحاول معرفة السبب الذي يجعل بعض الأماكن تظهر دعمها الكبير لمن يتوصل إلى الأفكار المبتكرة الإبداعية. وسوف يتضمن الكتاب الكثير من التاريخ، والسير، والسفر، وروح الدعابة أيضاً بالطبع.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل لديك دروس مستفادة من عملية تأليف الكتب ويمكنك مشاركتها مع الصحفيين الآخرين الذين يفكرون في تأليف كتاب؟

إريك واينر: في البداية، أنا أكره أن أقتبس من شركة نايك، ولكن أعتقد أنهم وضعوا الأمر بأفضل صورة: قم بالأمر فحسب! لقد التقيت بالعديد من الصحفيين الذين يقولون إنهم يودون أن يؤلفوا كتاباً إذا كان لديهم ما يكفي من الوقت أو المال أو الفكرة "الصحيحة أو المناسبة"، أو أي سبب من الأسباب الأخرى العديدة.

وفي النهاية، فإن أي سبب من هذه الأسباب لا يجب يعيقك إذا كنت عازماً على الأمر. ولكن لقد تم تحذيرك مسبقاً: رغم أنه من الرائع أن يكون المرء متحرراً من الضغوط اليومية المتعلقة بمواعيد التسليم النهائية، فإن الأمر قد يكون مربكاً أيضاً. لقد كانت هذه المواعيد النهائية توفر هيكلاً لحياتك، ومن دونها فإن عليك إنشاء الهيكل الخاص بك. هذا ليس سهلاً. إنني أحاول تعيين "مواعيد نهائية قصيرة" لنفسي، وذلك مثلاً من خلال كتابة عدد معين من الكلمات في كل يوم. وأخيراً، أود أن أقول: استمتع بما تفعل. إن تأليف كتاب لا يجب أن يكون تعذيباً، ليس كل الوقت على الأقل. فإذا كنت تقبل على المشروع وأنت تشعر بالفرح بل وحتى النشوة، فإن ذلك سيضفي أثره على الصفحة، وسوف يستجيب القراء له.

*الصورة: إريك واينر. حقوق الطبع: شاك بيرمان