نصائح ورؤى لطلاب الصحافة من زملاء "نايت" التابع للمركز الدولي للصحفيين في 2025

بواسطة IJNet
Jan 31, 2025 في الابتكارات الإعلامية
عام 2025

سيحمل العام الجديد بلا شك تحديات جديدة للصحفيين على مستوى العالم.

ولقد شهدنا بالفعل حرائق الغابات المُدمرة في لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، ولاحظنا الأساليب التي تنتهجها  غرف الأخبار في تغطية تأثيرات هذه الحرائق على الناس ومجتمعاتهم، مع الحرص على ضمان سلامتهم.

ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ووقف إطلاق النار في غزة، واستمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، يجد الصحفيون وغرف الأخبار في مختلف أنحاء العالم أنفسهم مضطرين بشكل متزايد إلى الانتقال والتغطية الصحفية من المنفى لتجنُب الاضطهاد في بلدانهم الأصلية. وفي الوقت نفسه، تظل استدامة وسائل الإعلام مصدرًا للقلق الرئيسي، خصوصًا مع تسارع وتيرة تطور تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي.

ومع بداية عام 2025، سألنا زملاءنا في برنامج نايت التابع للمركز الدولي للصحفيين عن توقعاتهم للعام الجديد، والتحديات و/أو الفرص التي يستعدون لمواجهتها، وقدّم الزملاء في نايت نصائحهم الرئيسية لطلاب الصحافة والصحفيين المبتدئين لمساعدتهم على تحقيق النجاح في صناعة الأخبار اليوم.

وإليكم بعض الرؤى المُهمة المُقدمة من مُصمم تجربة التعلُم ومدير المشاريع ماتيا بيريتي، ودانيال ناردين من منصة أمازونيا فوكس، وخوسيه جيه. نيفيس من مؤسسة إل توك.

ما هو التحدي و/أو الفرصة المتعلقة بالصحافة التي تتوقع أنك ستواجهها خلال عملك في عام 2025؟
ماتيا بيريتي
لقد بدأ المزيد من الصحفيين يطرحون الأسئلة الأساسية التي شاركتها أنيتا لي - الناشرة والرئيسة التنفيذية لشركة The Green Line - في توقعاتها لعام 2025 والمنشورة في مختبر نيمان: "ما الذي يدفعنا كصحفيين للقيام بعملنا؟ ما القيمة الأساسية التي نُقدّمها؟ وكيف يُمكننا ترجمة هذه القيمة إلى الجمهور بطريقة واضحة وسهلة الوصول؟".
يتعين علينا الاستمرار في طرح هذه الأسئلة والتركيز بلا هوادة على القيمة التي يُمكننا تقديمها للأشخاص الذين نُقدّم لهم خدمات متنوعة، وينبغي علينا أيضًا أن نواصل تطوير مهمتنا من مجرد "إعلام الجمهور" إلى مساعدة الناس على إدارة حياتهم والمشاركة بشكل فعّال في مجتمعاتهم.
وفي عام 2025، ستظل مهمتي هي دعم الحركة المتنامية التي تعمل على وضع احتياجات الناس وفضولهم كأساس لكل ما نقوم به.

دانيال ناردين
أعتقد أنّ الذكاء الاصطناعي سيستمر في تقدُمه السريع، ولكنه قد يُسبب نوعًا من الإرهاق فيما يتعلق بإنتاج المحتوى نفسه. يجب أن نتذكر أن جوهر الصحافة يكمن في القصص الحقيقية التي يرويها أشخاص حقيقيون، وأراهن أنّ القضايا والشخصيات المهمشة، والمخفية تاريخيًا ستلقى اهتمامًا مُتجددًا وستُصبح سمة مميزة للصحافة التي تتسم بالالتزام، والمسؤولية، والأصالة.
وعلى الرغم من أن السعي وراء الأرقام الرائجة يهيمن بشكل كبير على أجندة الأخبار، فإنّ هناك مساحة لنمو وظهور القصص الحقيقية التي تعرض أصواتًا محلية خارج التيار السائد.
ويتضح هذا الأمر بشكل صحيح عند النظر إلى السنوات الأخيرة التي شهدت ارتفاعًا في متوسط ​​درجات الحرارة عالميًا، وتزايد الخطابات التي لم تُقابلها أفعال، فضلاً عن تأثيرات التغير المناخي على السكان وخصوصًا في الجنوب العالمي. لذلك، أعتقد أن تغطية قضايا المناخ ستُصبح أكثر أهمية- وخاصة في عام يتميز بتطورات جيوسياسية دولية مهمة، والتي رفعت التوقعات بشأن القرارات التي قد يكون لها صدى على نطاق واسع عالميًا. ومع ذلك، يجب على الصحافة أن تتجاوز حدود الخطابات والتصريحات الرسمية، وأن تعبر في تغطيتها عن الناس وتعكس أصواتهم في القصص الصحفية.
خوسيه جيه. نيفيس
وفي هذا العام، هناك فرصتان رئيسيتان ــ تحمل كلتاهما تحديات كبيرة ــ وتُشكلان مصدر إلهام لي ولفريقي. الفرصة الأولى تتمثل في إثبات أن الصحافة، باعتبارها خدمة عامة، يُمكن أن تكون أيضًا مشروعًا مُستدامًا.
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، طوّر فريقنا في منصة El Toque خدمة مُبتكرة: أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتتبع السوق غير الرسمية للعملات في كوبا. لقد أظهر لنا هذا المنتج ذو التأثير الكبير أنّ الصحافة لا يقتصر دورها فقط على مجرد سرد القصص المُلهمة؛ بل يمكن أن تكون أيضًا أدوات عملية تُلبي الاحتياجات الجوهرية في حياة جمهورنا، مثل الآلة الحاسبة أو التمثيل البصري للبيانات. حتى الآن، قدّمنا ​​هذه المعلومات مجانًا، معتمدين على المنح. ومع ذلك، في الأشهر المُقبلة، سنواجه تحديًا جديدًا: اختبار نماذج لتحقيق الإيرادات للإثبات - لأنفسنا وللقطاع - أن وسيلة إعلامية غير ربحية يُمكنها تحقيق إيرادات تجارية مع الحفاظ على مهمتها واستقلالها. وبالنسبة لمشروع اعتمد بشكل أساسي على المنح لأكثر من عقد من الزمان، فإنها خطوة طموحة ومثيرة.
أما التحدي الثاني فيكتسب نفس القدر من الأهمية والتحفيز: اختبار فرضية بدأنا في استكشافها كصحفيين في المنفى، ونعتقد أن وسائل الإعلام في المنفى يمكنها اكتشاف مصادر جديدة للإيرادات من خلال تطوير المنتجات أو المحتوى الذي يُلبي احتياجات مجتمعات الشتات التي تستقر بحثًا عن الأمان.
تركز العديد من وسائل الإعلام في المنفى اهتمامها بشكل أساسي على بلدانها الأصلية، وتعمل بلا كلل لكسر الرقابة ومحاربة الأنظمة الاستبدادية التي أجبرتهم على المغادرة. ومع ذلك، فإن هذا التركيز البعيد قد يحجب عن أنظارنا أحيانًا الفرص القريبة منا: المنفيون والمهاجرون، مثلنا، يواجهون أيضًا احتياجات معلوماتية ترتبط بواقعهم الجديد في المجتمعات المُضيفة.
أعتقد أن هناك فرصة حقيقية لوسائل الإعلام في المنفى لتطوير محتوى أو مجالات تشبه عمل وسائل الإعلام المحلية، وذلك من أجل خدمة مجتمعات لا تُعرف فقط بجغرافيتها، بل أيضًا بهويتها الثقافية والإثنية. وفي حالتنا، يعني ذلك تعزيز التواصل مع المجتمع الكوبي الأميركي، وذلك من خلال تقديم معلومات تتناول واقعهم الجديد وتستكشف نماذج أعمال خاصة لوسائل الإعلام المحلية، والتي تختلف عن تلك التي تدعم المؤسسات الإعلامية التي تركز فقط على بلدانهم الأصلية.
يُمثل هذان الجهدان ــ السعي إلى تحقيق الاستدامة من خلال الإيرادات التجارية وتطوير منتجات لتلبية احتياجات مجتمعات الشتات ــ تطورًا في مهمتي. وفي عام 2025، سأظل مُلتزمًا بتطوير إستراتيجيات تُعزز وسائل الإعلام والصحفيين في المنفى، وهي مهمة  تمنحني دائمًا شعورًا بالحماس والإلهام لتحقيق أهدافي.

ما المهارات والأدوات والموارد التي يجب أن يكتسبها طلاب أقسام الصحافة والصحفيين في بداية مسيرتهم  المهنية لتحقيق النجاح في العمل الإعلامي اليوم؟

بيريتي

إنّ أهم ما يجب على طلاب الصحافة والصحفيين المبتدئين فهمه ليس مجرد امتلاك أداة أو مهارة محددة، بل استيعاب حقيقة أن كونك صحفيًا لا يقتصر فقط على إنشاء المحتوى، سواء كان نصًا أو ملفًا صوتيًا أو مقطع فيديو.
يحتاج العمل الإعلامي إلى المزيد من الأشخاص الذين يرغبون في العمل في الصحافة بدافع فهم احتياجات الجمهور، وكيف يمكننا الاستماع إليهم بشكل أكثر فعالية، وجعلهم يشعرون بأنهم جزء من عملنا، ويشاركون فيه بالفعل.
إذا كنت ترغب في إحداث تغيير في مجال الصحافة اليوم، فابدأ بالاعتراف بأنها لم تكن يومًا مجرد ممارسة لإنتاج المحتوى، لأن الصحافة، في جوهرها، هي تلبية احتياجات الناس ومجتمعاتنا.

نردين

إنّ المعرفة المتخصصة في مجال معين تظل عامل تميُّز، سواء كان ذلك في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، أو التغيُر المناخي، أو النزاعات الدولية، أو اللاجئين، كما أن الخبرة التقنية العميقة ستكون ميزة حاسمة في التصدي للمحتوى الذي تفرضه الخوارزميات.
ومع تزايد هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة، فإنّ امتلاك مهارات قوية في الوسائط المتعددة والعمل عبر المنصات المتعددة ــ وفهم التقنيات المختلفة لتكييف وتوزيع المحتوى لتوسيع قاعدة الجمهورــ يعد أمرًا بالغ الأهمية. وهناك جانب آخر أود تسليط الضوء عليه، وقد يكتسب أهمية متزايدة، وهو التربية الإعلامية. هذا مجال أساسي يُمكن أن تكون الصحافة شريكًا مهمًا وأساسيًا للتعليم، والعكس صحيح.

نيفيس

لم يُعلّمني أحد كيف أقود فريقًا من الصحفيين في كلية الصحافة، فضلاً عن التفكير في الجوانب التجارية للصحافة. ​​لكنني أدركت أن شغفنا بسرد القصص المؤثرة لا ينبغي أن يحجب عنا حقيقة أن الفواتير يجب دفعها في نهاية الشهر. وللقيام بما نحبه - السرد القصصي - نحتاج إلى نموذج عمل قوي يسمح لنا بالاستمرار في هذه المغامرة.
يتمتع الزملاء الشباب اليوم بمرونة مذهلة وقدرة طبيعية على التكيف مع التقنيات الجديدة والاتجاهات المتسارعة في كيفية إنتاج واستهلاك المحتوى والمعلومات، سواء كان ذلك من خلال تبني أدوات الذكاء الاصطناعي هذا العام، أو التحول إلى الفيديو الاجتماعي قبل عامين، أو إتقان مجال محركات البحث قبل ذلك. ومع ذلك، أعتقد أنه من المهم بنفس القدر أن نتعرف على الأدوات والاستراتيجيات الريادية لتمويل الصحافة التي نطمح في إنتاجها.
لا يطمح الجميع إلى أن يصبحوا رواد أعمال أو مسؤولين تنفيذيين في وسائل الإعلام، وهذا أمر طبيعي تمامًا، لكن البعض سيصبحون محررين وقادة فرق في المستقبل. وبالنسبة لهم، فإن امتلاك المهارات اللازمة لإدارة فرق العمل الإبداعية وتنمية عقلية تركز على خلق منتجات صحفية تُلبي احتياجات المجتمع يُعد أمرًا بالغ الأهمية. وهذه الأدوات تُشكل ركيزة مهمة لمستقبل الصحافة.


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على موقع Unsplah بواسطة BoliviaInteligente.