نصائح من خبراء للاستعداد لمهمات المراسل الدولي

بواسطة مي اليان
Oct 30, 2018 في الصحافة المستقلة

أصبحت مهمّة العمل كمراسل دولي على العديد من الصعد مليئة بمزيد من المخاطر: زهاء 80 صحافيا ً يقتلون سنوياً وهم يقومون بعملهم، وعدد أكبر يهاجم ويعتقل.

بتعبير آخر، باتت المصاعب التي تواجه المراسلين الدوليين، لا تشبه تلك المشهورة في الافلام الأيقونية للمراسلين الدوليين. ولكن إن كنت لا تزال تحلم بتغطية الأخبار في أماكن بعيدة على الرغم من المخاطر، قامت مجموعة من المراسلين الدوليين مؤخراً بمشاركة خبراتهم في هذا المجال خلال ندوة أقيمت برعاية مركز ابتكارات الحكم الدولية CIGI) والمجلس الكندي الدولي، قدموا خلالها نصائح عملية للعمل في هذا المجال.

تحت عنوان "الاعلام المكمم - التحدي العالمي"، ضمّت الندوة آنا ماريا تريمونتي من اذاعة سي.بي.سي.، ميشيل شيبارد، المختصة بالأمن الوطني في الـتورونتو ستار، سونيا فيرما من صحيفة الغلوب أند مايل، و ألن طومسون من جامعة كارلتون، في اوتاوا. (يمكنكم مشاهدة مقطع االفيديو الخاص بالندوة بأكملها هنا).

اليكم تسع نصائح استقتها شبكة الصحفيين الدوليين من هذه الندوة. [لمزيد من النصائح في هذا المجال يمكنكم الإطلاع على مقالة سابقة حول بدء العمل كمراسل دولي].

1 -استعد للأسوأ. إن التحدي الأول لتكون مراسلاً دولياً، هو مواجهة المخاطر التي تهدد سلامتك عند قيامك بمهمات في مناطق غير آمنة. ولا تزال القاعدة الأولى سارية المفعول: "حاول الاّ تكون القصة". توقع العنف، الاحتجاز، المضايقات، منعك من دخول بلد ما، ربما التعرض إلى إطلاق نار، أو لمضايقات جنسية. قصص مثل احتجاز الصحفيين من الـنيويورك تايمز في ليبيا، والاعتداء الجنسي على مراسلة أميركية في القاهرة، هي تذكير واضح أن ما جرى مؤخراً من الممكن أن يحدث معك.

2 -تشكّل سرية الحكومات تحدياً جدياً، بحسب ميشيل شيبارد. المخاطر والقواعد تختلف من بلد إلى آخر. فالقيود التي تواجهها في اليمن، على سبيل المثال، مختلفة عن تلك الموجودة في غوانتانامو.

3 -كن يقظا ولا تتراخى، خصوصا عندما تغطي الإشتباكات. لربما ستمضغ "القات" في اليمن، لتظهر أنك مندمج في المجتمع هناك، ولكن عند تغطيتك للاشتباكات لا تنساق وتتراخى. مؤخراً، وجدت شيبارد نفسها، خلالها تغطيتها للاحداث الأخيرة في اليمن، تتعرض لإطلاق نار عندما بدأت القوات الأمنية بإطلاق النار على المحتجين من طلبة الجامعات الذين كانت تتابعهم. وشددت شيبارد أنه "علينا [دوماً] أن نتذكر المخاطر".

4 -تابع دورة مختصة في كيفية التصرف في الأماكن الخطرة، هي نصيحة سونيا فيرما، ولكن لا تبالغ في إستعداداتك. إقرأ عن البلد الذي أرسلت لتغطية أحداثه، ولكن تذكر أن عملك الأساسي هو طرح الكثير من الأسئلة. قبل مغادرتك، إحرص على الحصول على تدريب مختص عما يجب القيام به في حال اعتقلت أو خطفت. من الشركات المعروفة بهذا النوع من التدريبات، شركة سنتوريون. كما أوصت آنا ماريا تريمونتي بدورة في الإسعافات الأولية أيضاً.

5 -حاول بناء صداقة مع زميل محلي. عند العمل في أماكن خطرة، لا بد من العمل جنبا إلى جنب مع أحد الصحفيين المحليين. وتلاحظ شيبارد في هذا السياق، أن "الصحفيين المحليين يواجهون الكمّ الأكبر من المضايقات"، في حين لا يتمّ تداول قصصهم في كثير من الأحيان.

6 -ابحث عن الناس، لأنهم لا يزالون هم من يصنع المواضيع الجيدة. التكنولوجيا تقدمت بشكل ملحوظ مؤخراً، لكنها لن تحل ابداً مكان الحاجة إلى القصص الإنسانية. لم يعد هناك من حاجة لوضع صحن فضائي لاقط بحجم مظلة لإجراء مكالمة هاتفية، والمخاطرة بحياتك لوضعه تحت نيران القناصة. إن نقل قصص المدنيين عندما ينهار عالمهم، لا تزال الجزء الأكثر أهمية. وعليك أيضاً بالتأكد أنهم من يدّعون حقيقة، تشير تريمونتي.

7 -اعتن بمساعدك [فيكسر fixer]، تشير فيرما. يتمّ تعيين المساعدين الصحفيين، كما يشير اسمهم، لمساعدتك. وهم في معظم الاحيان صحفيون محليون، "انهم يصلحون كل شيء لك"، من قيادة السيارة الى ترجمة. وقد قامت صحيفة الـنيويورك تايمز مؤخراً، بذكر اسمائهم الى جانب كاتب الموضوع.

8 -تذكر أن تويتر أداة رائعة، للمراسلين الدوليين للعثور على أشخاص لمقابلتهم، تقول فيرما. ارسل بطلبك عبر تويتر، وستحصل على المساعدة وكمّ كبير من النصائح. [...] تعلّق شيبارد في هذا الصدد، أن كثيراً من الأشخاص استخدموا ويستخدمون تويتر حالياً خلال الانتفاضات العربية. حتى في اليمن، تقوم هواتف البلاك بيري بتبادل "التويتز" أي رسائل موقع التدوين المصغر. وتضيف شيبارد أنك ستأمل أمراً واحداً فقط، وهو أن والدتك لا تتبع رسائلك عبر تويتر وانت قابع وسط الاماكن الخطرة.

9 -صحافة "النزول بمظلة" لا تكفي. بعد تعيينه لتغطية الاحداث التي تلت الإبادة الجماعية في رواندا [ما يعرف بالباراشوت ريبورتينغ أي النزول في بلد لتغطية احداثه فجأة]، استغرق آلان طومسون فترة من الزمن، لفهم ما حدث فعلياً من أخطاء في التغطية الإعلامية. حالياً، يشارك في عملية إعادة إعمار دور وسائل الإعلام في رواندا، من خلال بناء قدرات الصحفيين هناك. يقول، يجب القيام بالمتابعة، لأنه يمكنك إحداث تغيير بعد ركود الأخبار العاجلة.