إذا كنت تقود فريق عمل في مؤسسة إعلامية صغيرة، فأنت تحتاج للحصول على أفضل النتائج من فريقك. فعلى الجميع أن يكون مساهمًا.
وهذا ليس ضرب من الأنانية. فأنت تحصل على أفضل النتائج من الناس من خلال مساعدتهم على تنمية مواهبهم الخاصة، كما التغلب على العقبات وتحقيق أهدافهم المهنية.
اطرح الأسئلة، ولا تعطي الحلول
إذا أتاك أحد أعضاء فريقك وهو يعاني من مشكلة ما - على سبيل المثال، "لا أعتقد أن كارل يظهر القدر الكافي من الالتزام لعمله" أو أنّ "الجهاز الفني يتصرّف بوقاحة مع مندوبي المبيعات لدينا" - فأنت لن تساعد الشخص عبر إعطائه الحل.
- أولاً، الحل الذي ستقترحه قد ينفع معك أنت لكن ليس بالضرورة مع زميلك. فأنت تملك مواهب وخبرات مختلفة.
- ثانياً، توفير الحل للشخص الآخر تنفي فرصه للنمو ولتطوير الثقة لديه في حل المشكلة.
- ثالثاً، إذا كان يصعب على زميلك تنفيذ الحل الذي اقترحته عليه بالأساس فتوقّع أن تسمع منه الكثير من الأعذار والمماطلة. يمكن لزميلك أن لا يكون قادراً على الوصول إلى الحلّ.
- رابعاً، إن فشل الحل الذي قدّمته، يمكن لزميلك أن يتجنب تحمل مسؤولية فشله، وهذا سيكون درساً سيئاً.
داخل الصندوق
عندما يأتي أحد زملائك حاملاً مشكلة، فذلك عادةً ما يدلّ على أنهم يعتبرون أنفسهم محاصرين في الصندوق. يبدو كلّ حل بالنسبة لهم مستحيلًا أو لديه الكثير من السلبيات. هنا يأتي دورك أو عملك كمدرب أو معلّم ويكمن في طرح الأسئلة التي تساعد الشخص على رؤية ما وراء الحواجز، لإيجاد حلول بديلة واكتساب الشجاعة لاتخاذ الإجراءات اللّازمة.
الكثير مما يلي ناتج عن تجربتي الخاصّة في العمل مع الموظفين في إحدى الشركات الإعلامية الإخبارية. بين الأدلة التي اعتمدت عليها كان كتاب جون ويتمور "التدريب من أجل الأداء" والمدرب التنفيذي، آلان دوبزنسكي، الذي عملت معه لعدة سنوات.
الطريقة الفُضلى للمساعدة هي بطرح الأسئلة من أجل رفع منسوب الوعي لدى زميلك حول المشكلة، ليراها بطريقة جديدة، ولينظر إلى الإمكانيات المتاحة التي لم تتبيّن في السابق. السؤال الجيد هو الذي يجعل الشخص يتوقّف ويفكّر. هذا هو نهج سقراط في التدريس. لا يساعد عادة السؤال الذي يتم الإجابة عليه بنعم أو لا.
المنهج
1- اسأل زميلك أن يصف لك المشكلة بشكل موضوعي، من دون التعبير عن الآراء.
2- اسأل عن الأدلّة أو البيانات التي تدعم وجهة النظر هذه.
3- اذهب عميقًا في البحث داخل المشكلة لمعرفة ما إذا كان زميلك قد أغفل عنصرًا رئيسيًا أو تجنب مناقشة سبب جذري للمشكلة.
4- اُطلب من زميلك أن يرافقك في عرض الحلول المحتملة والسبب في نجاحها أو فشلها.
5- اسأل عن من سيتحمّل المسؤولية وما إذا كان زميلك على استعداد للقيام بهذا الدور.
أسئلة لرؤية المشكلة بموضوعية.
- ما الذي رأيته ويجعلك تعتقد بوجود مشكلة؟
- منذ متى وأنت تلاحظ ذلك؟
- ما الأثر الذي تتركه المشكلة عليك أو على الموظفين الآخرين؟
- ماذا يقول العملاء أو الزملاء حول ذلك؟
- كيف يؤثّر ذلك عليك أو على المنظمة؟ بعبارة أخرى، ما هو كبر حجم هذه المشكلة؟
أسئلة حول الأدلة.
- ما هي العوامل التي تراها تسهم في هذه المشكلة ؟
- كيف يمكن قياسها ؟
- ما هي البيانات التي تبيّن كيفية تأثير هذه المشكلة على منظمتنا؟ على سبيل المثال الاحتفاظ بالعملاء، واستبقاء الموظفين، والإيرادات، والأرباح؟
- إلى أي مدى يمكن الاعتماد على هذه المعلومات؟
أسئلة للذهاب أعمق.
- ما هي المخاطر التي تترتّب عليك لكي تفعل شيئًا؟
- ما هي مخاطر عدم القيام بأي شيء؟
- ما هي أسوأ المخاوف التي تساورك حيال هذا الوضع؟
- ماذا يمكنك فعله للتغلب على العقبات؟
أسئلة حول ما كان معتمدًا أو تمّت تجربته.
- ما الذي عرف النجاح، ما الذي لم يفلح، ولماذا؟
- إذا لم تقم بتجربة أي حلّ من الحلول، ما الذي يؤخّرك؟
- رافقني في سيناريوهات الحلول الممكنة، مشيرًا إلى نقاط القوة والضعف في كلٍ منها.
أسئلة المساءلة.
- على مقياس من 0 إلى 100 في المئة، ما هي النسبة المئوية التي أنت على استعداد أن تحملها من المسؤولية؟
- ما أنت على استعداد أن تفعله لحل المشكلة؟
- من وجهة نظرك، ماذا يجب على الآخرين فعله؟
- من تريد أن يساعدك؟
- ما ينبغي على الخطوة الأولى أن تكون ومتى يجب اتخاذها؟
- ماذا ينبغي أن يكون الموعد النهائي لأخذ أي خطوة من وجهة نظرك؟
- ما هو نوع المساعدة الذي تريده مني؟
مشكلتان يسهل الانزلاق إليهما
المشكلتان المذكورتان في السابق يحتملان الغموض والانزلاق المتعمّد، وهذا بالضبط ما يجعلهما صعبتين ونموذجيتين: " لا أعتقد أن كارل يظهر الالتزام بما فيه الكفاية لعمله" أو "الجهاز الفني يتعامل بوقاحة مع مندوبي المبيعات لدينا."
سنقوم معالجة المشكلتين المحددتين الإثنين في مقالتي المقبلة.
ظهرت هذه المقالة للمرّة الأولى على مدونة أخبار رجال الأعمال وقدّ تمّ نشرها على موقع شبكة الصحفيين الدوليين بعد أخذ الإذن. جيمس برينر، مستشار في الصحافة الرقمية والقيادة. هو المدير المشارك السابق لبرنامج صحافة الأعمال العالمية في جامعة تسينغهوا. وهو زميل سابق في زمالة نايت للصحافة العالمية والذي أطلق وأدار مركز الصحافة الإلكترونيّة في جامعة كوادلاخارا. هو ثنائي اللغة ويتحدث الإسبانية والإنجليزية. يمكنكم متابعته على تويتر، هنا.
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر بواسطةبيدرو مورا بينهيرو.