في عالم متصل بواسطة وسائل الإعلام الاجتماعية، لا يمكن للصحفيين بعد اليوم تقديم الأخبار من منطلق "أننا الخبراء، وسننقل لك الخبر بالطريقة والشكل الذي يناسبنا"، بحسب قول اختصاصية بناء المجتمعات جين بروكس.
عوضاً عن ذلك قالت بروكس بأنه يجب على المؤسسة الإخبارية إشراك جمهورها وخلق من الأخبار والمعلومات منتجاً لها - سواءً كانت مقالات أو تطبيقات أو محطة إذاعية – كل ذلك استجابةً لاحتياجات الجمهور.
بروكس، هي المديرة التنفيذية لهاك هاكرز، قدمت المشورة حول بناء المجتمع في الحفل الإعلامي الأخير لهاك هاكرز، بوينس آيرس واستطاعت شبكة الصحفيين الدوليين مقابلتها قبل تقديم عرضها.
تُعد بروكس من كبار الدعاة للتفكير بالتصميم، وهو نهج يحثّك على صياغة عملك لتلبية احتياجات محددة لجمهورك. هذا نهج اتبعته كمديرة مشروع المحطة الإذاعية العامة في نيويورك (WNYC) التي بثت مبادرة Clock Your Sleep الناجحة. وقد دعت هذه المبادرة المشاركين/ الجمهور إلى تتبع أنماط نومهم مرتين في اليوم على مدى شهرين. "التفكير باتباع تصميم معين، يمنحك الإطار السليم لبناء قاعدة صلبة بحيث أن المنتج الخاص بك يصل إلى المجتمعات التي تريد الوصول إليها في الأماكن التي تحتاج للوصول إليها"، كما أوضحت بروكس. وهنا بعضٌ من نصائحها:
اعرف جمهورك
إن كان هدفك هو الوصول إلى الجميع، في كل مكان، "فهذه أضغاث أحلام"، كما قالت بروكس للمستمعين خلال العرض الذي قدمته يوم الجمعة.
عوضاً عن ذلك، تحتاج إلى "فهم من هو المستخدم، والجمهور الذي تريد الوصول إليه، وتحديد الطرق للوصول إليهم"،كما قالت، من ثم "قم ببناء المنتج الخاص بك وفقاً لذلك."
للتعرف على جمهورك بشكل أفضل، يمكنك سؤالهم عن احتياجاتهم أو دعوتهم لتبادل أفكارهم على الهواء أو كتابةً. من ثم "اجمع كل فريق عملك في غرفة واحدة لمعرفة من هو الجمهور الذي تحتاج للوصول إليه، وما هي السبل لتحقيق ذلك،" وضع أهداف للنمو.
كذلك أكدت بروكس أيضاً على أهمية معرفة احتياجات العصر وسبل التواصل مع الأشخاص الذين ترغب في إشراكهم. غالباً ما يفضل كبار السن النشرات الإخبارية التي تصلهم عبر البريد الإلكتروني بحسب قولها، في حين أن المراهقين يستجيبون بسرعة أكبر مع التطبيقات الجديدة التي تأخذ رواجاً مثل Snapchat.
كوّن الشراكات
تقول بروكس إن قدرة الوصول بشكل شخصي إلى الجماعات المحلية الصغيرة (كالسكان المحليين) يمكن أن يحمل القيمة نفسها التي تستجلبها الشراكة مع الشركات الكبرى. فلقد وجدت بأن التعاون مع المجتمعات الفرعية الصغيرة، تلك المشاركة بشكل فعلي في قضية تعمل عليها بنفسك، يمكن أن يكون أكثر فعالية من إطلاق حملة تبدء بالعمل عليها من الصفر عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.
اجعل الأمور مبسّطة ومباشرة، "اسأل"
عندما تدير حملة الكترونية، عليك التأكد مما تطلب من الناس القيام به،" بحسب قول بروكس. هل تريد منهم قراءة المقالة؟ نشرها عبر فيس بوك؟ الضغط "أعجبني"؟ التعليق على ذلك؟ إذاً ما عليك فعله هو اختيار واحد أو اثنين من هذه الطلبات، أو "طرح السؤال"، وببساطة ستجعل ذلك ممكناً.
تمكين أصحاب النفوذ في المجتمع
بالنسبة للصحفيين، يرجح أن يكون أصحاب النفوذ في مجتمعاتهم من "المستخدمين الخارقين". هم الأشخاص الذين يكتبون تعليقاتهم على المواد التي تنشرها أو تعرضها، يشاركونها في كثير من الأحيان، أو يرسلون إليك بريداً إلكترونياً حولها. بالتالي، يدعو ذلك إلى استجابةً سريعة منك. على سبيل المثال، يمكنك إعطاء "تأكيداً بسيطاً"، كتفضيل مثلاً إحدى تغريداتهم على تويتر، كذلك يمكنك الرد والتفاعل مباشرةً مع أفكارهم التي كتبوها عن مقالتك أو إنتاجك، يضاف إلى ذلك أن تقدّم لهم الشكر على المشاركة وتشجعهم على حدٍ سواء على التفاعل مراراً وتكراراً. وختمت بروكس، هذا النوع من الاستجابة يمنح الناس القوة والنفوذ.
دايزي صحفية مستقلة تأخذ من بوينس آيرس مقراً لها.
تحمل الصورة على فليكر رخصة المشاع الإبداعي بواسطة أليخاندرو برادا.