النساء اللواتي بدأن بمشاريعهن الخاصة في ساحة الإعلام الرقمي يحظين بنصيبهن من العقبات الواجب عليهن مواجهتها - متعاملين مع النمطية الجنسية فتسقط الأفكار ذوات القيمة على الآذان الصماء وأكثر من ذلك أيضاً - لكن إيجاد التمويل هو المفتاح.
"يدفع الناس من أجل المحتوى" قالت جيسيكا ليسين وهي مؤسسة ومحررة رئيسية في ذا إنفروميشين، في قمة رائدات الإعلام الرقمي الإخبارية "كسر الرمز" وهي الفعالية التي استضافتها مؤسسة الإعلام النسائي الدولية (IWMF) لدى مؤسسة فورد في نيويورك.
انضمت ليسين لهيئة من النساء حول العالم المنجزات لخطوات كبيرة في إطلاق مبادراتهن ومن ضمنهنّ ماريا ريسا من رابلر في الفلبين ونتاليا جامنيوك من تلفزيون هرومادسكي في أوكرانيا ونتاليا فيانا من آجنشيا بابليكا في البرازيل.
"ذا إنفورميشن" أو المعلومات، هو موقع إخباري تأسس عام 2013 يغطي الصناعة التكنولوجية للمحترفين، مبني على أساس نموذج الاشتراكات التي تبلغ US$400 سنوياً ويشمل الإشتراك الحصول على محتوى الأخبار العاجلة والتحليلات كما المشاركة في فعاليات ومناسبات ذات صلة.
"نموذج الأعمال (business model) الذي يرفع من جودة الصحافة والذي يلهمنا لكتابة مواد أفضل هو نموذج الاشتراكات" تقول ليسين، مضيفة أنه لا يهم أين تحدد نقطة الأسعار لكنها تحدد لك في نفس الوقت نوع الجمهور الذي ستتعامل وتتفاعل معه. فقالت "نحاول كصحفيين الكتابة لإيصال ما هو ذات قيمة وما هو جديد"، وهذا النموذج يحث ذلك الدافع".
وأضافت "لسنا مستعدين للجميع خاصة كوننا في المراحل الأولى من مبادرتنا"، فإن لم نعرف جمهورها لن نقدم ما هو مناسب. بالنسبة لنا التركيز على شخص ممن نعرض عليهم ما يوازي قيمة [الاشتراك]، هذا ما سيجعلنا مناسبين لهم ويسمح لنا بأداء هذا النوع من الصحافة، الذي يجعلهم يعودون دوماً".
رابلر، هي شبكة أخبار اجتماعية لها تركيز قوي على التزامات المجتمع والنشاطات الاجتماعية وهي تتبع نموذج أعمال مختلف. أسسته ريسا من الفلبين قبل ثلاث سنوات وتم بناء الموقع على أساس نموذج أعمال يتضمّن أربع مراحل - الإعلانات المحلية (المبوبة بوضوح)، التفاعل عبر وسائل الإعلام الاجتماعي (أيضاً مبوب بوضوح)، بيع مقاييس الإتجاهات العامة عبر التعهيد الجماعي وبيع المعلومات والبيانات الضخمة - "وهو يعبّر الاستفادة من الأدوات الموجودة هناك وتحويلها إلى مردود مادي في كل مرحلة" بحسب قول ريسا.
تستخدم رابلر "نموذج أعمال تملك فيه براءة اختراع، لاحتساب مدى تفاعل المستخدم" لفهم ما يشعر به الناس حول كل مقالة، ويبيعون تلك المعلومات. كما يقيّمون المنصات التي تحوي معلومات ضخمة مثل ريتش-سوشيال.كوم والتي تظهر كيفية انتشار المحتوى الاجتماعي ومن هم أكبر المؤثرين الاجتماعيين في مواضيع معينة.
قالت ريسا "علينا نحن الصحفيون أن ننتقل إلى عالم التكنولوجيا، محترفو التكنولوجيا يصنعون المال من عملنا ونحن نسمح لهم. هذه التكنولوجيا تسمح لنا باستخدام العلوم السلوكية بطريقة لم تكن ممكنة من قبل، وعلينا فعل ذلك".
أجنسيا بابليكا، هي مؤسسة غير ربحية أسستها فيانا، تركز على التحقيقات الصحفية الإستقصائية في البرازيل، وتعمل كمؤسسة إنتاجية وحاضنة على حد سواء. أجنسيا بابليكا، تنتج قصتين طويلتين في الأسبوع ويعمل الموظفون بشكل مستمر للتسويق لهذه المقالات - المتوفرة مجاناً - في الوسائل الإعلامية الرئيسية ومؤسسات الأخبار الكبرى. تتبع المؤسسة نموذج أعمال شامل يعتمد على التمويل الجماعي - طالبين من الناس أن يدفعوا مقابل المحتوى ذات الجودة العالية في حين يتم تجهيز المواد الصحفية خلال عملية التحرير.
المتبرعون الذي يساعدون في تمويل المقالات يحصلون على اذن حصري للتصويت على القصص التي سيتقصون حولها. يُدعى المتبرعون أيضاً لصفحة على فيس بوك حيث يمكنهم متابعة عملية التقصّي التي يعمل عليها المراسل أثناء إجراء تحقيقه وفي النهاية يساعدون أيضاً في توزيع المحتوى. لقد جمعوا حتى الآن US$25,000 في أول مجهود لهم للتمويل الجماعي.
قالت فيانا "افعل ما عليك فعلك، اصنع صحافتك والأموال ستأتي، عليكم أن تظهروا للعالم أن بإمكانكم عمل صحافة جيدة جداً لا ينتجها الآخرون وهذا ما سيدفع الناس للتنبّه لكم."
تلفزيون هرومادسكي، تأسس على يد جامنيوك وهو أيضاً غير ربحي وقد استطاع ملىء نقصاً جدياً في البث العام المستقل للبلاد، تتم إذاعته باللغتين الإنجليزية والروسية. بدأت هذه المبادرة الوطنية بذراع التمويل الجماعي حيث حصلوا على ما يقارب 70% من تمويلهم بهذه الطريقة، بالرغم من مراهنة الممانعين بأن الأوكرانيين لن يكونوا مستعدين للدفع لمثل هذا النوع من الصحافة، كما قالت جامنيوك.
قالت جامنيوك إن المؤسسات الخيرية في أوجها الآن في أوكرانيا وهم لا يزالون يتلقون الأموال من خلال التبرعات التي تدعم الموقع باعتبار أنه يستخدم تكاليف إنتاج متدنية.
أي نموذج أعمال تستخدم لاطلاق مبادرتك؟ أعلمنا من خلال التعليقات.
الصورة مرخصة عبر فليكر من خلال دوغ88888.