يستخدم عدد كبير من الصحفيين في البرازيل وأميركا اللاتينية ودول أخرى أداة جديدة إسمها "نبض العلم"، ابتكرها سيرجيو سبانيولو، وهو زميل في مركز نايت للصحافة في الأميركيتين التابع للمركز الدولي للصحفيين، وهو أيضًا مؤسس ومدير تحرير مختبر "فولت" للبيانات. ويهدف سبانيولو من خلال استخدام هذه الأداة إلى مكافحة المعلومات المضللة وإعداد تقارير صحفيّة قيّمة عن جائحة "كوفيد 19"، إذ تُسهّل هذه الأداة مهمة الصحفيين وصنّاع المحتوى في البحث عن مصادر موثوقة وخبراء متخصصين ومحتوى علميّ موثّق.
وتجمع الأداة العلميّة قاعدة بيانات تتضمّن معلومات نشرها علماء ومنظمات علمية وخبراء، على وسائل التواصل الاجتماعي باللغات الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية، وتتيح للصحفيين الحصول على المعلومات التي يريدونها من أجل إنجاز تقاريرهم، والبقاء على اطلاع على أحدث الأبحاث والأخبار العلمية، وتوفّر عليهم الوقت وجهود البحث على تويتر وفيسبوك، كما أنّها تقدّم للمستخدمين أربع أدوات هي نشرة إخبارية بريدية، إلى جانب الموقع الإلكتروني، وبرنامجين آليين خاصين بتويتر وتيليجرام يعثران بشكل أوتوماتيكيّ عن الأخبار العلمية البارزة قبل مشاركتها مع المستخدمين.
وبعد فترة من إطلاقها في تموز/يوليو 2020، تضمّ الأداة الآن قاعدة بيانات تتضمّن أكثر من مليوني تغريدة نشرها 1600 عالم ومنظمة علمية، كما أنّ أكثر من 4500 صحفي ومستخدم استفاد من الخدمات التي توفّرها هذه الأداة.
في هذا السياق، أعرب تياجو ميداجليا وهو مؤسس منظمة متخصصة بالصحافة البيئية وهو من مستخدمي أداة "نبض العلم"، عن أهمية وطريقة رسم الخرائط التي تقدّمها الأداة، والتي تجمع المعلومات العلميّة المهمّة، في الوقت الذي تضيع بعض المعلومات خلال النقاشات التي تجري على وسائل التواصل الاجتماعي.
إقرأوا أيضًا: "نبض العلم".. أداة جديدة للوصل بين الصحفيين ومجتمع العلماء
والجدير ذكره أنّ سيرجيو سبانيولو أطلق الأداة في إطار الاستجابة لتفشي جائحة "كوفيد 19"، وفي الوقت الذي يتبادل فيه الخبراء والمتخصصون بالصحة المعلومات الجديدة والمتغيرة يوميًا وبشكل سريع. وقال سبانيولو وهو صحفي متخصص بالبيانات وخبير تقني أيضًا إنّ الصحفيين يجهدون للعثور على مصادر صحيحة وموثوقة للمعلومات العلميّة، مضيفًا أنّه من الضروري الإعتماد على مجتمع العلماء والخبراء والمتخصصين بالصحافة العلميّة الذين يتمتعون بثقة القراء، لا سيما مع وجود الكثير من المعلومات والأخبار المضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعمل البرنامج الآلي الخاص بتويتر في أداة "نبض العلم" بالبحث والعثور على أهم ثلاث تغريدات علميّة نُشرت خلال 12 ساعة. بعد إيجاد التغريدات، يقوم حساب "تويتر" الخاص بالأداة بنشر المعلومات بشكل سلسلة تغريدات، ما يتيح للصحفيين ومتابعي الحساب على تويتر متابعة أحدث الأخبار العلمية والإطلاع على المواضيع البارزة المتداولة.
من جهته، أوضح مدير المجتمع في الأداة جايد دراموند أنّ طريقة نشر المعلومات على تويتر تؤمّن للصحفيين فرصة لكي يتفاعلوا بسهولة ويطلعوا على القضايا العلميّة.
وتسمح قاعدة بيانات فيسبوك للصحفيين أن يطلعوا على مشاركات قيّمة لعدد من الخبراء، تحققت منها أداة "نبض العلم" خلال الـ 24 ساعة الماضية. كذلك، فإنّ النشرات الإخبارية الخاصة بالأداة هي وسيلة جيّدة ليتلقى الصحفيون من خلالها أبرز الأخبار العلميّة ويبقوا مطلعين على الموضوعات والقضايا الشائعة والمصادر الجديدة.
إقرأوا أيضًا: مشروع لتقصي الحقائق بمشاركة مؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي
توازيًا، لفتت محررة الشؤون العلميّة لويزا كايرس في صحيفة USP إلى أنّ "ما تقدّمه الأداة لا سيما بما يخصّ قائمة الخبراء التي يتم تحديثها بانتظام هو أمر مهم، ويمكن الإستعانة بها والإطلاع على معلومات مهمة من متخصصين."
وتتعقب أداة "نبض العلم" كتابات ومنشورات عدد كبير من الشخصيات والمنظمات المؤثرة على وسائل التواصل الإجتماعي، مثل عالم الأوبئة البرازيلي أوكتافيو رانزاني والمجلات الطبية الدولية كـ"ذي لانسيت"، إضافةً إلى المنظمات والمؤسسات المعترف بها عالميًا مثل المعهد الوطني للصحة وجامعة جون هوبكنز.
وأتى مشروع أداة "نبض العلم" في إطار تعاون مع مختبر فولت للبيانات، الذي أسّسه الصحفي والزميل في "نايت" سيرجيو سبانيولو في ساو باولو، البرازيل. ويحظى المشروع بدعم من المركز الدولي للصحفيين ووكالة الصحافة العلمية البرازيلية "بوري".
بدأ سبانيولو العمل في أداة "نبض العلم" في خضم تفشي "كوفيد 19"، مع التركيز على مجال العلوم والمعلومات الصحيّة، لكنّه يسعى إلى توسيع عمل الأداة ليشمل مجالات أخرى مثل السياسة وعالم المال والخصوصية والبيئة والصحافة.
تركّز زمالات مركز نايت للصحافة في الأميركيتين على الابتكار والتجارب الإخبارية المميزة في جميع أنحاء العالم. يتم دعم الزمالات من قبل مؤسسة جون أس وجايمس أل نايت. للإطلاع على المزيد، يرجى الضغط هنا.
لقد نُشر هذا المقال للمرّة الأولى من قبل المركز الدولي للصحفيين.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة ريكاردو جوميز أنجيل