مشروع لتقصي الحقائق بمشاركة مؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي

بواسطة Hannah Ajakaiye
Mar 12, 2021 في مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
وسائل التواصل الاجتماعي

ترافق تفشي جائحة "كوفيد 19" مع انتشار معلومات خاطئة على منصات التواصل الإجتماعي التي غذّت تداولها بشكل سريع، ونتجَ عنها ما بات يُعرف بـ"وباء المعلومات"، لا سيما في نيجيريا، حيث أدى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالتوازي مع تراجع مستويات الثقة في وسائل الإعلام إلى انتشار معلومات مضللة حول اللقاحات والتباعد الاجتماعي وقضايا صحية أخرى.

وبهدف مواجهة تدفق الأخبار الكاذبة والمضللة، أطلق زملاء في مركز نايت للصحافة، التابع للمركز الدولي للصحفيين مشروعًا لتقصي الحقائق، عبر جمع المؤسسات التي تُعنى بالتحقق من الأخبار مع المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي إطار المشروع، يستخدم المؤثرون منصاتهم لإبراز جهود التحقق من المعلومات ومشاركة المعلومات الخاطئة التي يواجهونها والتي تعمل على تصحيحها المؤسسات الإعلامية، من أجل نقل المعلومة الدقيقة للجمهور والمتابعين.

وفي التفاصيل، فقد استهلّت المجموعة الأولى من المؤثرين عملها في آب/أغسطس الماضي مع مؤسسات إعلامية بارزة مثل منصة أفريقيا للتحقق من الأخبار، دوباوا، ذي كايبل، وFactCheckHubالذي يديره المركز الدولي للتحقيقات الاستقصائية، من أجل تعزيز عمليات تقصي الحقائق على موقع "تويتر". ويستمرّ العمل على خطط للإستعانة بالمزيد من المؤثرين على وسائل التواصل الإجتماعي.

وفيما يلي أبرز الدروس المستقاة من المشروع:

الإستعانة بفريق متنوع من المؤثرين

حرص الصحفيون العاملون في مشروع تقصي الحقائق إلى اختيار فريق متنوّع من المؤثرين، وهو يضمّ صحفيًا استقصائيًا ومحاميًا في مجال حقوق الإنسان وثلاثة أطباء، بالإضافة إلى ممثلة نوليوود الشهيرة كيت هنشو ومؤثرين آخرين. فالعمل مع مؤثرين يتمتعون بخلفيات وخبرات مختلفة، يساهم في توسيع نطاق عمليات التحقق من المعلومات المنتشرة. كما استعانت بعض المؤسسات الإعلامية بمؤثرين لتسهيل إجراء ندوات عبر الإنترنت ومحادثات عبر تويتر.

 ولعبت النساء المؤثرات دورًا قيمًا في تحسين عمليات التدقيق وتقصي المعلومات لا سيما بشأن التقارير المرتبطة بالنساء، مثل ما قامت به  المؤثرة رينو أودوالا في هذه التغريدة، التي صححت فيها الادعاء بأن النساء لا يمكنهن أن يدفعن الكفالة في نيجيريا.

تحديد المؤثرين الذين يجذبون المتابعين في قضايا معينة

يعزّز إشراك المؤثرين الذين يجذبون المتابعين حول قضايا محددة العمل على تدقيق الحقائق بشكل كبير، وعلى سبيل المثال، استعان ثلاثة مؤثرين صحيين في نيجيريا من منصاتهم الإجتماعيّة لكي يشاركوا عمليات التحقق من المعلومات المرتبطة بالصحة مع متابعيهم.

وخلال تنفيذ هذا المشروع، تمّ تكليف المؤثر "دكتور أبروكو" بإنتاج فيديو كوميدي حول اللقاحات المضادة لـ"كوفيد 19"، وحظي الفيديو بمشاهدة أكثر من 50 ألف شخص خلال الأسبوعين الأولين من نشره.

تجنب المؤثرين الحزبيين ذوي الميول السياسية

في الوقت الذي تمّ فيه إشراك مؤثرين للتحدّث حول القضايا التي تهمّ نيجيريا، تجنّب القيّمون على المشروع الشخصيات ذات الميول السياسية العلنية، من أجل ضمان أن يكون المشاركون مستقلين وغير متحيزين، ما يساعد أيضًا في إبعاد أي تصور للعداء أو الدعم للسلطة على سبيل المثال.

توضيح شروط المشاركة

توازيًا مع كثرة انتشار المعلومات المضللة، تطوّع عدد من المؤثرين بوقتهم وبذلوا الجهود اللازمة من أجل نشر الأخبار التي تم التحقق منها. وهنا كان لا بدّ من أن تكون المؤسسات المشاركة في المشروع واضحة وصريحة بشأن شروط المشاركة. من جانب آخر، رفض بعض المؤثرين المشاركة بهذا المشروع بشكل غير مدفوع أو تطوّع.

رد الجميل

على الرغم من أنّ المؤثرين لا ينالون أجورًا مقابل أتعابهم، إلا أنّ مشاركتهم في هذا المشروع تتيح الفرصة لهم لكي يصبحوا مصادر موثوقة للمعلومات الموثوقة لمتابعيهم عبر الإنترنت.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، تمّ إجراء تدريب للأشخاص المؤثرين حول أفضل الطرق لاستخدام  وسائل التواصل الاجتماعي، وطرق التعاون للتحقق من المعلومات وكيفية إضافة قيمة إلى تواجدهم عبر الإنترنت.

الجهوزية للرد

واجه المشاركون في هذا المشروع بعض ردود الفعل السلبية على تويتر، لا سيما بعد الإعلان عن المجموعة الأولى من المؤثرين في آب/أغسطس، إلا أنّ القيّمين على المشروع قاموا بجمع التعليقات واستخلاص الدروس المستفادة منها لتحسين تنفيذ المشروع.

كذلك فإنّ الرد على أي تعليق سلبي، كان يتمّ بطريقة مدروسة وديبلوماسية، من أجل تهدئة المتابعين وإعادة تركيز أهداف المشروع.

وفي ضوء الدراسات التي أظهرت أنّ الكثير من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يتسببون بنقل المعلومات المضللة، أثبت هذا المشروع العكس، إذ أنّ إشراك المؤثرين في جهود مكافحة المعلومات المضللة، هو نهج فعال يستحق تجربته في مناطق أخرى حول العالم.

هانا أجاكاي هي زميلة في  مركز نايت للصحافة التابع للمركز الدولي للصحفيين وتعمل في بناء علاقات تعاون بين الصحفيين ومدققي الحقائق والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مكافحة المعلومات الخاطئة حول الصحة وغيرها من القضايا في نيجيريا.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة .dole77