أُطلق في بداية الشهر الحالي ( 5 أبريل/نيسان 2011) موقع الكتروني جديد، يدعو كلّ من لديه قصصاً عن تغيير ايجابي من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الى نقلها ومشاركة الجمهور بها.
يدعو موقع "ألف قصة وقصة" المتوفر باللغات الانكليزية والعربية والفرنسية : المدونين، الناشطين، الصحفيين وكافة متابعي الانترنت، وخصوصاً النساء والشباب، الى سرد قصص "تستحق أن تُسمع"، تُسلّط الضوء على منحى أو تغيير إيجابي في قضايا الدين والعرق والجنس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يطلب موقع "ألف قصة وقصة"، من أعضائه نقل قصص واقعية من القرن 21. على عكس قصص "ألف ليلة ولية" التي تمزج الخيال بالواقع، على هذه الحكايات أن تكون واقعية، وأن تترك أثراً إيجابياً، وأن تشكّل منطلقاً لتفاعل المنتسبين مع بعضهم البعض كقصص تتحدث عن حوارات بين الثقافات والديانات، أو أخرى استخدمت الإعلام الاجتماعي لتغيير سياسات جائرة.
في حديث لشبكة الصحفيين الدوليين مع جولييت شميدت، المديرة المساعدة في جمعية "البحث عن أرضية مشتركة" Search for Common Ground، شرحت لنا بأن ما يميّز هذا الموقع عن غيره من المواقع التي تتكاثر بشكل مضطرد عبر الانترنت، أنه يسلّط الضوء على المواضيع التي عادة ما تتجاهلها وسائل الاعلام التقليدية. وتتابع "لقد سئم عدد من الأعضاء المنتسبين الى الموقع، من رؤية صور من نوع واحد، لمدنهم وبلدانهم وهي تحترق أو تشهد صراعات أليمة. فأرادوا مساحة للمشاركة بصور لمجتمعاتهم يفخرون بها. يريدون أن يظهروا للعالم ولبعضهم البعض، مثلاً أنه كان هناك اشخاص من مختلف الاتنيات، مستعدون للمساعدة خلال الفيضانات في جدّة (السعودية)، وأن النساء نزلن الى جانب الرجال في الشوارع المصرية يطالبن بالديمقراطية، وأن هناك سعي حثيث في لبنان من أجل المساواة بين الجنسين".
من الممكن "لأي شخص أن يقدّم القصص والصور ومقاطع الفيديو إلى الموقع، طالما كان المحتوى أصلي وينقل قصص الناس الذين يعملون جنباً إلى جنب، في محاولة للتوصل الي رؤية مشتركة لمدينتهم، لبلدهم أو لمنطقتهم". وعلى الرغم من أن الموقع مفتوح أمام نتاج جميع متصفحي الانترنت، إلا أنه مفتوح بشكل خاص أمام مواطني "العالم العربي الذين لا تصل قصصهم عن التغيير الإيجابي بشكلٍ كافٍ إلى الإعلام".
أسست الموقع، جمعية "البحث عن أرضية مشتركة"، وهي منظمة غير حكومية دولية، لديها مكاتب في أكثر من 20 بلد في العالم. وتمّ ذلك بمنحة مادية أولية، من "الصندوق الوطني للديموقراطية". وساهم فريق العمل المحلي لجمعية "البحث عن أرضية مشتركة" في المغرب واليمن ولبنان في تصميم واختبار وإطلاق هذا الموقع.
هذا، وسيقوم موقع الجمعية الاخباري، بإنتقاء أبرز القصص، أشرطة الفيديو أوالصور المنشورة من قبل مساهمي "ألف قصة وقصة"، وإعادة نشرها، ضمن مجلته الالكترونية الاسبوعية، التي تضمّ مقالات رأي تعزز الحوار، وتساعد في فهم أكبر للعلاقات "ما بين المسلمين والغرب"، توزّع على أكثر من 30 ألف عضو منتسب عبر البريد الإلكتروني، وعلى آلاف الوسائل الإعلامية في جميع أنحاء العالم التي تقوم بنشر هذه المواد باللغات المحلية.
العضوية مجانية
أما عضوية هذا الموقع، فهي مفتوحة مجاناً أمام الجميع، شرط أن يكون المشترك قد أتمّ سنّ الـ 18 عاماً.
كيف يمكن لقصة ما التأهل للنشر؟ وكيف يتمّ تقييمها على أنها قصة "مساهمة في التغيير الإيجابي"؟ تشرح شميدت : "أن الجانب الأكثر أهمية، هو أن تروي القصة حدثاً حصل لأي من المواطنين من بلدان الشرق الأوسط، وأن تعكس كل الخلفيات، الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والأديان والأعراق. على أن يكون العمل جماعي، قد تمّ بروح التعاون عوض الخصومة".
لا تنفي شميدت ضرورة مراجعة محتوى المقالات والصور حالما يتم نشرها، من قبل فريق من الإداريين العاملين في مناطق مختلفة من العالم، وذلك من أجل ضمان محتوى يلبّي شروط وظروف الموقع. كما تتم مراجعة محتوى أشرطة الفيديو قبل نشرها بشكل خاص، لأنها، من الممكن أن تكون عرضة أكثر لنوع من أنواع القرصنة، و"نحن نهدف إلى تفادي ذلك بأكبر قدر ممكن في موقعنا" بحسب ما أشارت شميدت.
حقوق النشر ومسابقة
أما بالنسبة لعملية التحقق من أن المدون/الصحفي-المواطن يمتلك الحقوق لنشر هذه الصور وأشرطة الفيديو، فأوضحت شميدت، أنه يمكن لأي شخص أن يقدّم القصص والصور ومقاطع الفيديو إلى الموقع، ما دام أي من المحتويات، يمكنه أن يعكس أمثلة بناءة لمختلف الفئات العاملة من أجل التغيير الاجتماعي الإيجابي. ويفرض الانتساب للموقع على جميع الأعضاء الموافقة بداية على مجموعة من الشروط من أجل نشر المحتوى، وهي الاجراءات عينها التي تتبع في مواقع أخرى مثل يوتيوب وفيسبوك.
تجدر الاشارة، الى أن الموقع سيعلن قريباً عن إطلاق مسابقة لأفضل موضوع، شريط فيديو أو صورة، وسيحصل الفائزون على جوائز نقدية من الممكن أن تُستثمر، بحسب شميدت، في تغطية تكاليف حضور مؤتمر أو ورشة عمل في المنطقة من اختيار الفائزين. وستقدّم جائزة خاصة، لمشاركة تستند على تعاون لتغيير ايجابي في مجال حقوق المرأة. وستخضع المواد للتصويت عبر الإنترنت.
في الختام، حاولت شبكة الصحفيين الدوليين ،الاستفهام من شميدت، عن تعبير ذُكر ضمن اهداف الموقع، وبالتحديد "تحسين العلاقات بين المسلمين والغرب"، عبر السؤال : لما لم يتمّ إستخدام تعبير "تحسين العلاقات بين المسلميين والمسيحيين، أو العلاقات بين الشرق والغرب، أو حتى العلاقات العربية والغربية؟ فأجابت شميدت بأن : "القوالب المنمطة موجودة في داخل كل من العالمين، وبين ما يسمى بالعالم الاسلامي، وما يسمّى بالعالم الغربي، مما يؤدي إلى وجود اتجاه لرؤية كل مجموعة متجانسة ككل. فإن موقع من النوع الذي نُطلقه اليوم، يساعد في تسليط الضوء، على التنوع الداخلي لكل مجموعة، مع التشديد على أهمية عمل العديد من هذه المجموعات المختلفة، على التعاون فيما بينها من أجل التغيير".
لمزيد من المعلومات أو للإنتساب، إنقر هنا.