كتبت شيري ريتشاردي عن مؤتمر شارك فيه الصحفي النيجيري الذي يعمل في صحيفة "دايلي تراست" عبدالله تاسيو أبوبكر والذي تحدّث عن "التحديات الأخلاقية لإعداد التقارير عن التطرف والعنف"، وذلك بعد إعداده دراسةً عن تنظيم "بوكو حرام"، كي يسلّط الضوء على التعقيدات والمخاطر الناجمة عن الإرهاب، ودور الإعلام في هذا المجال.
والجدير ذكره أنّ أبوبكر يدرّس الصحافة في جامعة لندن، وقد عمل كمراسل لشبكة بي بي سي العالمية في نيجيريا، وجمع خلال دراسته حول تغطية الإرهاب، معلومات من مقابلات مع 32 صحفيًا نيجيريًا، ومن تحليلات فيديوهات "بوكو حرام" والبيانات الصادرة عن قوى الأمن النيجيرية.
وأشار أبوبكر خلال حديثه إلى أنّ مقاتلي التنظيم أقدموا على قتل صحفيين، وهاجموا وكالات أنباء، مضيفًا أنّ المقاتلين يضيفون قضايا جديدة إلى الصحفيين الذين يعدّون المزيد من التقارير حول أنشطتهم.
توازيًا، يحق للمتابعين معرفة ما يحدث في مجتمعاتهم وكيف يمكنهم حماية أنفسهم، إذ يعمل الصحفيون على الخطوط الأمامية كمراقبين، لكنّ التغطية الإخبارية ووسائل التواصل الإجتماعي تعطي الإرهابيين ما يرغبون به، أي منصة لنشر الدعاية ورصّ صفوفهم.
وكان صيت التنظيم الذي أعدّ أبو بكر دراسة عنه، قد ذاع بعد اختطافه 276 تلميذة من مدرسة نيجيرية في شهر نيسان/ابريل من عام 2014. وكتب أبو بكر في بحثه: "لقد نفذ تنظيم بوكوحرام هجمات لجذب انتباه الإعلام، وهذه طريقة في استراتيجيته، إذ يستحيل على الإعلام أن يتجاهل هكذا أحداث".
ويشجع أبوبكر المؤسسات الإخبارية على تأمين تدريبات السلامة للموظفين، المبادرة لتغيير السياسة وتعزيز قواعد الأخلاقيات للتعامل مع تغطية الصحفيين للإرهاب.
ويمكن للصحفيين ومديري الأخبار الإستعانة بموارد مجانية وسهلة لتحديد السياسات لتغطية هذه الأخبار. وفي هذا السياق، يبرز كتيب اليونسكو بعنوان "الإرهاب والإعلام" وهو شامل وهام للصحفيين المبتدئين، ويوضح الأمور العملية، مثل تجنب إبراز الإرهابيين من خلال إجراء مقابلات معهم.
وفيما يلي أبرز المبادئ التوجيهية الموجودة في الكتيب حول التفاعل مع الجماعات المتشددة:
- لا تسمح للمتشددين بوضع قيود على الأسئلة.
- إشرح في القصة لماذا طلبتَ مقابلة أحدهم والظروف التي تمت فيها.
- قم بتصحيح البيانات الكاذبة الصادرة عن الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات.
- أعطِ مساحة في التقرير للضحايا والسلطات وغيرهم من المعنيين.
كما يتضمن الدليل قائمة بالموارد و"قراءات أساسية" حول الإرهاب والإعلام.
وبإمكان الصحفيين الإستعانة أيضًا بتقرير "أوكسجين التضخيم" الذي أعدته ويتني فيليبس، الأستاذة في جامعة سيراكيوز، والتي أجرت مقابلات مع 50 صحفيًا وخبيرًا إعلاميًا لإعداده، وهو جزء من مبادرة "التلاعب في وسائل الإعلام والبيانات". ويتضمن التقرير أفضل خبرات الصحفيين حول إعداد تقارير عن المتطرفين، إضافةً إلى أمثلة عن كيفية تعامل وسائل الإعلام مع المواقف الصعبة في الماضي وتقديم توصيات لعالم الإعلام اليوم.
كذلك يوجد 10 نصائح للصحفيين الذين يغطون قضايا المتطرفين، والتي أعدّها مارك بيتكافاج، وهو باحث بارز في رابطة مكافحة التشهير، الذي يقدم النصائح لتغطية التطرف في الولايات المتحدة، علمًا أنّ المبادئ الأساسية لتغطية التطرف تنطبق في أي مكان في العالم.
وأخيرًا هناك "مؤشر الإرهاب العالمي" لقياس تأثير الإرهاب، الذي ينشره معهد الاقتصاد والسلام سنويًا، ويقدّم نظرة واسعة ومعلومات ممتازة، ويتضمن موقع المؤشر خريطة حول الإرهاب، وقسمًا عن إتجاهات الإرهاب العالمي والإقليمي.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة تيم غرين.