منصة روبوت للدردشة.. أداة متطوّرة مفيدة لغرف الأخبار

بواسطة Ricardo Bilton
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

كانت منصة "بوت" على فايسبوك ماسنجر حتى الآن مورد مختلط  وغير واضح. عندما قامت فايسبوك بافتتاح الماسنجر للعلامات التجارية في نيسان/ابريل الماضي  حيث - وبشكل غير مفاجئ - كان رد فعل الناشرين برؤية تطبيق الدردشة كقناة نشر جديدة. وقد بينت تجارب "بوت" المبكرة من سي أن أن و"ميك" ووكالات أخرى أنها تم تصميمها حول هذا المفهوم، وتقدم للمشتركين عصارة يومية من القصص أو أشكال أخرى مبسطة تعتمد على الإشعارات العاجلة.

وساعدت تلك الأفكار المبتكرة والسريعة المستخدم بتجارب جديدة، ليستفيد من القوة الفريدة لصفحة ماسنجر لإرسال الرسائل النصية. وقد أظهرت تجارب حديثة أن وكالات الأنباء بدأت تدرك إمكانات ماسنجر وتحاول استخدامه لتجربته بالحديث مع القرّاء.

أطلقت منصة بوت للدردشة الشهر الماضي، وهي روبوت تفاعلي، وتطرح حولها بعض الأسئلة: كيف يمكن لوكالة أنباء استخدام ماسنجر لبدء محادثة حقيقية مع القراء على نطاق واسع؟

هل يمكن للمراسلة أن تكون وسيلة جيدة للحصول على أخبار ميدانية من القرّاء؟

هل هناك طريقة أفضل لاستخدام الماسنجر للحصول على قصص الناس وجعل الناس أكثر وعيًا للعمل الصحفي؟

المنتج الصادر المحدود حتى الآن، يقدم لمحة عن قدرات ماسنجر المتطورة لوكالات الأنباء، خصوصًا الصغيرة منها. عندما يراسل مستخدمو فايسبوك "سيفيل بيت"، يستجيب "بوت" في البداية ببعض الرسائل الآلية التي تفسر الفكرة وراء "بوت"، روابط لمعاينة البريد الإلكتروني للتبرع الشهري لـ"سيفيل بيت" وأخيرا يسأل المستخدم إذا ما كان يريد الإشتراك بالنشرة الإخبارية اليومية لـ"سيفيل بيت". حالما يحصل المستخدمون على هذه الدفعة من الرسائل، فإن شخصًا ما من "سيفيل بيت" سيتولى الأمر ويهتم بسؤال المستخدم أو تعليقه.

يقول أنطوني كوينتانو وهو محرر تفاعلي في "سيفيل بيت" إنها مجرد أداة أخرى بالنسبة لنا ولكنها مثيرة جدا للإهتمام لأنها توفر اتصالا مباشرا مع الناس. وأضاف: "بينما كان القراء في الماضي قادرين على التواصل مع "سيفيل بيت" فقط عبر التعليقات على فايسبوك، البريد الإلكتروني أو الهاتف، فإن الموقع أراد الوصول لأقرب نقطة من الناس حيث يستطيعون مراسلتنا مباشرة". وتابع: "نريد أن نكون في كل مكان."

تعمل "سيفيل بيت" بغرفة أخبار مكوّنة من 20 شخصًا من دون مطورين داخليين، حيث عملت مع مطورين خارجيين على "البوت". وقال كوينتانو إن حجم الوكالة دفعها لتكون أكثر إبداعًا بكيفية تجاربها مع الطرق الجديدة في التواصل مع القراء.

وقد ساعدت حداثة وقدرة صفحة ماسنجر مقرونة مع حجم قرائها على فايسبوك (216400 مستخدم يتبعون صفحة سيفيل بيت) بفوز الوكالة.

كما نوهت بروبوبليكا التي استخدمت ماسنجر لجمع افكار قصص من القراء بهذه الميزات التي جعلتها تقرر إنشاء "بوت".

من ناحية أخرى يمكن لفايسبوك ماسنجر أن يكون وسيلة مجهولة للتفاعل مع القراء كما اكتشفت مؤخرا منصة Purple  للدردشة .

فقد نقلت الشركة العام الماضي كل عملياتها إلى ماسنجر، المدعوم والمرتبط بنظام فايسبوك الإيكويولوجي والذي اعتقدت الشركة أنه سيشكل اقتراحا ذا قيمة مقنعة للقراء. بعد مرور سنة، فإن قلة اهتمام المستخدمين دفعت الخدمة لمغادرة الماسنجر بالكامل. وقد قالت ريبيكا هاريس، الرئيسة التنفيذية والشريكة المؤسسة لشركة purple إن بعض "البوت" غير الملهمة من فايسبوك أضرت بإرادة المشاريع التي تلتها).

كان هناك خليط من ردود الفعل المبكرة على تجربة "سيفيل بيت"، حيث قال البعض إنه وجدها مزعجة، وقد سأل البعض الآخر بوت نفسها إذا ما كانت الفكرة بحد ذاتها ضرورية. ولكن سيفيل بيت شهدت أيضا تشجيعا من عدد من الاشخاص الذين اعتقدوا أنه مشروع مهم واعتنقوا فكرة استخدامها للتواصل مع فريق سيفيل بيت. بعض القراء استخدم بوت للسؤال عن إمكانية مساعدته للعثور على فيديوهات سيفيل بيت التي لم يستطع العثور عليها، بينما سأل قارئ بوت عن نوع الكاميرا التي استخدمها سيفيل بيت لتصوير لقطات فقمة وولدها في تموز/يوليو. وقال كوينتانو: "لقد كان أمر مثيرا للإعجاب بالنسبة للقليل الذي  قمنا به حتى الآن".

لكن التطور الأكثر ترحيبا حتى الآن كان عدد القراء الذين استخدموا بوت ماسنجر لإرسائل نصائح لـ"سيفيل بيت". وقال كوينتانو إنه وعلى الرغم من أن الموقع لطالما سمح للناس بإرسال اقتراحاتهم حول الاشياء التي يجب أن يغطيها الموقع، إلا إنه نادرا ما حصلنا على نصائح. ولكن وبعد أيام قليلة من إطلاق بوت فإن العديد من القراء ارسلوا افكار قصص، اسئلة وفي بعض الحالات صورا لأشياء اعتقدوا أن على "سيفيل بيت" تغطيتها.

في الوقت الراهن، تمنع القيود المفروضة على الموارد "سيفيل بيت" من تطوير بوت، لكن كوينتانو يقول إن الموقع مفتون بما رآه حتى الآن، ويتطلع قدما نحو توسيع الفكرة مع الوقت، ويشير إلى أنهم لا يعلمون اين سيحصل ذلك، لكن الهدف هو العثور على إمكانات هناك بقدر الوصول إلى القراء وربما الحصول على بعض القصص منهم.

هذا التقرير نشر للمرة الأولى في مختبر نيمان، وأعيد نشره بعد الحصول على إذن.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الابداعي على فليكر بواسطة حمزة بات.