عرض النيوزيام مؤخرًا واحدًا من هواتف المراسل نيل أوغنستين كما أطلق عليه معهد بوينتر تسمية "قطعة أثرية من العصر الحديث لإعداد التقارير المدعّمة بالمحمول." وهنا، يعود نيل خمس سنوات للوراء ليشارك تجربته "كمراسل آي فون"، كما يشارك أفكاره عن ما هو قادم في تغطية الأخبار بواسطة الهاتف المحمول.
بعد خمس سنوات من تركي لحاسوبي المحمول والمسجل الرقمي وكاميرا الفيديو وجهاز الترميز (Comrex codec)، بدأت بإنجاز كل تغطيتي الميدانية على جهاز آي فون 3GS، ولا تزال صحافة المحمول تقوم بتغيير طريقة تغطية الأخبار، سواء للأفضل أو للأسوأ.
منذ فبراير/ شباط، 2010 وعندما بدأت تجربتي مع #iphonereporting على WTOP-FM، وهي محطة اذاعية لتغطية الأخبار في واشنطن - تطورت التكنولوجيا، جنباً إلى جنب مع الوصف الوظيفي للصحفيين. وتغير تركيز إذاعة WTOP من كونها محطة تحمل واحدة من أعلى التصنيفات الإذاعية لتصبح مؤسسة إخبارية رقمية متعددة المنصات.
في حين أن الهواتف تعمل بشكل أفضل وأسرع، جعلت التطبيقات المبتكرة ووسائل الاعلام الاجتماعية من عملية تقديم الأخبار عملية أسرع، ولا تزال صناعة الأخبار في تغير مستمر. ولأن عدد الموظفين بات أصغر، فإن البعض يتساءل ما إذا كانت جودة المحتوى الصحفي عانت أو تأثرت سلباً بسبب ذلك.
أحدث محمول من آيفون، 6 و 6 بلس، يتمتع بشاشات أكبر من النماذج السابقة. هواتف أندرويد، بما في ذلك نماذج سامسونج التي تحظى بشعبية التي وسّعَت أيضاً من أحجام شاشة هواتفها. كما أن المزيد والمزيد من مستخدمي الهواتف الذكية يستعرضون الفيديو، مما جعل كبار السن (والأصغر) من المستخدمين يقومون بشراء الهواتف الذكية، وقد استجابت هذه الشركات المصنعة لهذه الهواتف المحمولة.
ظهور المنصات الرقمية
في عام 2015، أصبحت المواقع المتخصصة بمشاركة الصور والفيديو مثل تويتر وفيس بوك وإنستاجرام – هي المنصات التي يتم من خلالها في كثير من الأحيان عرض الأخبار العاجلة، وعموماً بصورة يسهل على المتابعين هضم الخبر بسهولة. الفيسبوك (التي اشترت إينستاجرام) وتويتر غيرت تطبيقات الجوال الخاصة بهم لتوفير ميزات مشابهة لإنستاجرام، الذي تباهى بوصول عدد مستخدميه إلى أكثر من 300 مليون مستخدم نشط في العام 2014. التطبيقات البصرية الخاصة بعرض التقارير والقصص الإخبارية مثل ستيلر، وستور هاوس وجامسناب قامت بتوفير بديل للحزم الأخبارية التقليدية، ويمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع هذه الحزم التقليدية، لتبقي طوال اليوم المستمعين والمشاهدين والمستخدمين في انخراط معها.
تحوُّل في دور المراسل
أي شخص مسلح بواحد من الهواتف الذكية والمرتبطة بوسائل الاعلام الاجتماعية، هو الآن قادر على التقاط لحظة دراماتيكية ومشاركتها مع العالم، متجاوزاً وسائل الإعلام التقليدية. في حين يجادل البعض من أن الهواتف الذكية ساهمت في القضاء على الحاجة لصناع الأخبار التقليدية، إلا أن مؤسسات إخبارية مثل WTOP وغيرها من وكالات الأنباء المحترمة تقوم باحتضان التحديات واستغلال الفرص التي تتيحها صحافة المحمول. ساهم وجود الأدوات المحمولة بين أيادي الصحفيين في كثير من الأحيان بتقديم القصص فور الكشف عن آخر مستجداتها. صعوبة التراجع عن تقديم معلومات غير صحيحة يزيد من أهمية القيم الصحفية التقليدية، بما في ذلك الدقة والذوق العام والمنظور أو الزاوية والسياق والإنصاف.
منصات عرض الفيديو مثل بامبوزر ويوستريم UStream موجودة قبل بدء استخدام # iphonereporting في عام 2010. موجة جديدة من التطبيقات الأسهل للاستخدام، بما في ذلك تطبيق البيريسكوب والميركات التي تجذب الصحفيين والعامة. مع عدد قليل من اللمسات وخلال خمس ثوان، يمكن لمستخدم الهاتف الذكي إرسال الفيديو المباشر إلى العديد من الشبكات الاجتماعية. في حالات الاخبار العاجلة، فإن فيديو الهاتف الذكي هو في كثير من الأحيان يقوم بعرض الفيلم على الهواء مباشرةً، في حين أن سيارات الأقمار الصناعية التقليدية وطواقم الأخبار تكون في طريقها الى مكان الحادث.
الهواتف التي تعمل بواسطة الاقمار الصناعية جعلت من الممكن لفيديو مراسل أو صانع الأخبار إلى إجراء بث للفيديو من مواقع بعيدة دون الحاجة لشاحنة الأقمار الصناعية. الآن، وبواسطة تطبيقات الفيديو والدردشة الصوتية التي تعمل من خلال الإنترنت، بما في ذلك سكايب وفيس تايم الخاصة بأبل فقد صار بالإمكان التواصل باتجاهين عبر الهواتف والأجهزة اللوحية. في المناطق النائية تكون نوعية الفيديو أو الصوت غالبا أدنى من تلك التي تبثها الشبكات المحترفة، ولكن في البيئة الإخبارية الرقمية حيث التنافس يكون بشكل متزايد، فإن وكالات الأنباء غالبا ما تختار عرض المحتوى الخام لعرض هذه الأخبار العاجلة.
الحاجة المتزايدة لرواية القصص الصحفية
على الرغم من التحذيرات التي ترى أن مهنة الصحافة تميل للانقراض، إلا أنني مقتنع وبشدة وأستطيع خوض نقاشات طويلة حول هذا الأمر، بأن الحاجة لصحفيين مدربين هو من أهم ما نحتاجه الآن وأكثر من أي وقت مضى. مع الكثير من "الضجيج" على الانترنت ومع استمرار النماذج التجارية بالتغيُر، إلا أني أعتقد أنه سيكون هناك دائماً حاجة لتقارير دقيقة وأخلاقية وتتميز بالإبداع في سردها للأحداث.
صحافة الهاتف المحمول على قيد الحياة وبصحة جيدة، وأنا متشوق لنرى ما ستجلبه السنوات الخمس المقبلة.
على مدى السنوات ال 18 الماضية، كان نيل Augenstein المراسل الحائز على الجوائز والذي يعمل مع إذاعة WTOP-FM، وwtop.com، في واشنطن العاصمة. انه أول مراسل إذاعي يقوم بعمل كل تقاريره بواسطة جهاز آي فون. موقعه على الانترنت هو iphonereporting.com. ويمكنك أن تتبع نيل على تويتر، عبر @AugensteinWTOP.
هذا المقال ظهر بدايةً على PBS MediaShift وتم إعادة نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد أخذ الإذن.
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة momentsforzen.