تنتشر الأخبار بسرعة هائلة عبر التلفزيون، والراديو أو عبر الويب، إلا أنها تنتشر بسرعة أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعية. إن دورة أخبار تويتر هي الأسرع، والأكثر متابعة بالإضافة إلى كونها الأكثر ابتكاراً.
أكبر مثال على ذلك هي قضية أوباما الحالية في المحكمة العليا الأميركية التي عرفت بقضية إهتمام أوباما. عندما كانت وسائل الإعلام التقليدية لتوها تنشر القصة كخبر عاجل، في المقابل، كانت وسائل الإعلام الإجتماعية تضج بأخبار أن السي أن أن وفوكس نيوز نقلا أخبار مغلوطة. ّ إن الوسيلتين الإعلاميتين المذكورتين قد نقلتا أنه تم رفض القانون، فنتج عن ذلك إرسال تغريدات على الشكل التالي، "هذا تاريخي! سي أن أن، تسمح لجيل تويتر بمتابعة لحظة مشابهة لتلك عندما "ديوي هزم ترومان" ".
كان بلومبرغ والأسوشياتد بريس هم أول من قام بنقل الخبر عبر تويتر، الفرق بين التغريدة الأولى والثانية 24 ثانية.
هذه الغلطة التي إرتكبت تجسد شكل دائرة الأخبار على تويتر وسرعتها وتعقيدها بالإضافة إلى المخاطر التي تأتي معها، بالتالي في هذه المرحلة لا يمكننا سوى الإعتراف بالدور الموسع الذي تلعبه مواقع التواصل الإجتماعية في نشر الأخبار، خاصةً بعد تجربة الربيع العربي ) .
إلاّ أن الأوساط الإعلامية ما تزال تناقش أداء الإعلام الإجتماعي، وتضم هذه الأوساط قراء شبكة الصحفيين الدوليين بالإضافة إلى المستخدمين الذين يعتمدون على تويتر لاستقساء أثر أية أخبار جديدة.
لكن السؤال الذي يطرح هنا، هو متى ستأتي هذه المرحلة التي يعترف بتويتر كلاعباً أساسياً في الأخبار اليومية عوضاً عن التعامل معه كموضة أو بدعة وستزول؟
يعتقد ريم رايدر، محرر ونائب رئيس أميركن جورناليزم ريفيو أن هذا التحول قد حصل بالفعل. ويقول لشبكة الصحفيين الدوليين "هو لبدعة بالفعل،إلا أنها بدعة ناجحة، فلقد أصبح لتويتر قوة غريبة في كيفية نقل الأنباء والأحداث. إنه نظامٌ رائع للإنذار المبكر"، إلا أنه يجب علينا إستخدامه بحذر لأن هذا النظام جلب معه تحديات جديدة في دقة الخبر والتحقق من صحته.
فعند إستعمال تويتر بالطريقة الصحيحية سيكون ذلك " فعالاً جداً" بحسب رايدر، الذي يتابع قوله بأن الفيسبوك مشابه إلاّ أنه لا يُستعمل كثيراً للأخبار العاجلة، إلا أنه لا يظل أداة جيدة للصحفيين لإيجاد المعلومات. "يمكن لمعدلات النمو أن تنخفض في كلتا الحالتين، إلاّ أن الإثنين قد دخلا في عمق الثقافة الموجودة".
يقول غريغ لينش منتج المشاريع الخاصة وتطبيقات الأخبار في واشنتن بوست، ستبقى مواقع التواصل الإجتماعية هي المصدر الأساسي للأخبار عند المستخدمين طالما أنها جزء من الروتين اليومي للجمهور. "عندما تصبح هذه المواقع جزء أساسي في حياتنا سيتلاشى التمييز بين وسائل الإعلام الإجتماعية ووسائل الإعلام الأخرى".
هذه الحالة من التأقلم تجعلني أفهم أن الإعلام الإجتماعي هو آلية للتواصل اليومي ومن هنا يستمد قوته واستمراريته. نحن لا نتلقى الخبر فقط لا بل نشاركه بطريقة تعرض للآخرين هويتنا في العالم الرقمي.
يعدّ كل خبر نشاركه صورة أو مرآة لمبادئنا واهتماماتنا. بالتالي إن كان تويتر وفيسبوك هم بدع ستختفي مع الوقت، فمن الأكيد أن الأخبار التي تنشر معبرة عن هوية الناشر ستجد لها مأوى جديد.
شاركنا رأيك؟ الصورة: ملفات مورغي .