كيف يمكن للصحفيين تجنب التلاعب بهم من قبل الذين ينشرون معلومات مضللة؟

بواسطة Patrick Butler
Oct 30, 2018 في مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة

تقول جوان دونوفان إنه من أجل محاربة انتشار الإعلام المضلل في المؤسسات الإعلامية، يحتاج الصحفيون وحلفاؤهم إلى فهم تكتيكات المتصيدين الذين يروجون لهذه الأكاذيب عن قصد، والتي تقود المشروع حول التلاعب الإعلامي في البيانات والمجتمع.

وأضافت أنّ احتمال نشر المعلومات المضللة عن عمد هو أمر حقيقي على وجه الخصوص عند الأخبار العاجلة، وفصل الحقيقة عن الأكاذيب أمر صعب للغاية بالنسبة للصحفيين الذين يحاولون الحصول على سبق صحفي تحت ضغط المهلة النهائية.

من جانبها، أوضحت جينيفير بريستون، نائبة رئيس قسم الصحافة في مؤسسة جون إس وجيمس ونايت. خلال جلسة حول "الثقة أدوات لتحسين تدفق المعلومات الدقيقة" في الندوة الدولية حول صحافة الإنترنت التي أقيمت في أوستن، تكساس، في 13 أبريل/نيسان: "هذه حركة عدائية تحاول زعزعة استقرار مؤسسة الصحافة بأكملها".

وقد توصلت أبحاث دونوفان  إلى أربعة أساليب "قرصنة المصدر" يستخدمها المتصيدون لخداع وسائل الإعلام لنشر معلومات كاذبة.

1. تصوير الرواية: يحاول المتصيدون "إغراء الصحفيين ليخبروا قصة سهلة"، وهي في الغالب قصة تلقى صدى لدى أشخاص لديهم معتقدات عنصرية أو جنسية أو معادية للمهاجرين مثلاً. في الوقت الذي تصل فيه القصة إلى وسائل الإعلام، لا يعرف الصحفيون المصدر الخبيث. واستشهدت دونوفان بشائعة غير صحيحة مفادها أن نيكولاس كروز ، مطلق النار في مدرسة باركلاند الثانوية، كان عضوًا في ميليشيا متعصبة للعرق الأبيض، في غضون ساعات من التعرف عليه على أنه مطلق النار، بدأت الشائعات في "الحفرة المعروفة باسم 4chan" وهو موقع مشهور بعلامة alt-right. من هناك، انتشرت على وسائل الإعلام الرئيسية قبل فضحها، على حد قولها.

2. تمويه التزوير كتسريب: يقوم المتصيدون بتعميم وثائق واقعية لنشر معلومات مضللة عن أعدائهم وقد ذكرت دونوفان مثلين: زعم مستند مزيف على تويتر أن النائب الأميركي ماكسين ووترز طلب تبرعًا بقيمة مليون دولار أمريكي من أحد البنوك، ووعد بإحضار آلاف الأميركيين من اللاجئين الذين سيصبحون عملاء للبنك. حاولت ووترز وغيره تطهير المستند المزيف من وسائل التواصل الإجتماعي، لكنه يستمر في العودة. وزعمت وثيقة مزيفة أخرى أن المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون كان لديه حساب مصرفي سري في منطقة الكاريبي.

3. إرسال رسائل غير مرغوب فيها: في هذا التكتيك، يقوم المتصيدون بتنسيق مشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة وضع خوارزميات الأخبار العاجلة، واستهداف صحفيين محددين برسائل خاصة. بعد العديد من عمليات إطلاق النار الجماعية الأخيرة، على سبيل المثال، دفع المتصيدون بإسم سام هايد كمرتكب للجريمة، وفي بعض الأحيان دفعوا وسائل الإعلام لإذاعة هذا الإسم، (وهو في الواقع ممثل كوميدي). بعد إطلاق النار على كنيسة في تكساس العام الماضي، عرّف عضو في الكونغرس عن ولاية تكساس بشكل خاطئ هايد على أنه مطلق النار خلال مقابلة مباشرة على شبكة سي إن إن. لقد حدث هذا عدة مرات أن "سام هايد هو مطلق النار" أصبح الأمر "عادة".
4. الكلمة الأساس: هذا التكتيك ينطوي على تسجيل حسابات وسائل التواصل الإجتماعي لتقليد أو انتحال صفة المنتسبين مع حركات متقدمة. وقالت دونوفان إن حساب " Blacktivist بلاك تيفيست" على وسائل التواصل الإجتماعي أصبح واحدا من أكثر الحسابات متابعة من قبل الناس ومعرف عنه  بـ"حياة ذوي البشرة السمراء". لكنه حساب مزيف، وقد ارتبط بالروس الذين حاولوا إثارة التوترات العرقية خلال انتخابات عام 2016. كما تم إنشاء صفحة أخرى على فايسبوك من قبل رجل أسترالي أبيض باع قمصانًا عن حياة ذوي البشرة السمراء، كمخطط لجني المال. قد يكون من الصعب للغاية على الناس على وسائل التواصل الاجتماعي معرفة ما إذا كانت هذه المجموعات قانونية أم لا.

وقالت دونوفان إن أحد أهداف المتصيد هو ببساطة التمكن من الوصول إلى مؤسسات إعلامية ذات سمعة حسنة لإلتقاط هذه القصص المزيفة. وقالت: "إنهم يأخذون هذه القصص ويجمعونها ويطلقون عليها إسم جوائز".

وحثت دونوفان الصحفيين ليس فقط على التعرف على هذه التقنيات، ولكن أيضا للتجمع معا "لإنشاء شبكة لفحص هذه المعلومات".

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة على Unsplash بواسطة شارل ديليفيو.