كيف يقوم تحدٍّ إخباريّ بتعليم أصحاب المشاريع كيفية تطوير أفكارهم

بواسطة Jessica Weiss
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

على الرغم من أن الوقت متأخّر جداً للدخول في التحدّي الافتتاحي للابتكارات الأفريقية الإخبارية، إلاّ أنه يمكن للمبدعين الإعلاميين الطموحين من كافة دول العالم تعلّم الكثير من هذه المسابقة.

فبعد أن عمل المتسابقون على تعزيز وصقل مقترحاتهم ضمن عملية تحكيم مكّثفة مدّتها أربعة أشهر، 40 قد نجحوا بالوصول إلى النهائيات من ضمن 500 مشارك. سيتلّقى الرابحون تمويلًا يتراوح قدره ما بين US$12,000 وUS$100,000 بالإضافة إلى المساعدة التقنية.

تهدف هذه المسابقة التي تديرها المبادرة الإعلامية الأفريقية إلى الدفع قدماً بالأفكار الرقمية من أجل تحسين طريقة جمع الأخبار ونشرها في أفريقيا.

مع اقتراب موعد انتهاء المسابقة، قامت شبكة الصحفيين الدوليين بالحديث مع جاستين آرنستين، وهو استراتيجي في الشؤون الإعلامية ويعمل مع AMI كجزء من زمالته مع مؤسسة نايت للصحافة العالمية. شرح آرنستين كيف أن المسابقة قد دفعت المشاركين إلى صقل وتحسين أفكار مشاريعهم، وكذلك أعطتهم أفكاراً عن كيفية تحسين المشاركة المدنية في أفريقيا.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل يمكنك أن تخبرنا وبشكل عام عن المتسابقين الـ 40 الذين وصلوا إلى النهائيات؟

جاستين آرنستين يصل عدد المتسابقين النهائيين إلى 100 شخص تقريباً ومعهم 40 مشروعاً من أكثر من 20 دولة. تتنوع أفكار المشاريع بين التكنولوجيا والجغرافيا، ولدينا مشاريع تحاول صقل نوعية المراسلة الإعلامية وإعطاءها بعداً أعمق، إلى مشاريع تحاول إعطاء عامة الناس طرقاً جديدة للكشف والتحرّك ضد الصحافة السيئة. لدينا أيضاً مشاريع تحاول التحسين من النظم التي تستخدمها غرف الأخبار لإنتاج أخبارها، أو مشاريع تمدّ الصحفيين بالأدوات الحديثة التي من شأنها مساعدتهم على جلب الأنباء من الأماكن الخطرة أو الأماكن الصعب الدخول إليها، أو المشاريع التي تخلق مصدراً جديداً للربح في المجال الإعلامي كذلك. بالإضافة إلى ذلك كلّه، لدينا تطبيقات من قبل المنظمات المدنية ومراقبي المجتمع الذين يريدون مساعدة وسائل الإعلام للدخول إلى الحكومات والمجتمعات. جميعهم يستخدمون التكنولوجيا أو التقنيات التي يمكن إعادة استخدامها. مما يعني أنهم إن نجحوا في ذلك فلن يكونوا المستفيدين الوحيدين، فأي شخص آخر يمكنه إعادة استخدام الحلول الرابحة. وتجدر الإشارة إلى أن جميع المشاركين الذين وصلوا إلى النهائيات يحاولون حلّ مشكلة فعلية عالمية تواجه غرف الأخبار الأفريقية.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تطوّرت المشاريع من خلال إعادة صياغة الأفكار في هذه الأشهر السابقة؟

جاستين آرنستين هذا التطوّر السريع في الأفكار هو من أهم الأمور التي تميّز التحدّي الافتتاحي للابتكارات الأفريقية الإخبارية "ANIC" عن باقي معظم المسابقات الصحفية. تحاول ANIC بشكل دائم مع المؤسسات الإعلامية أن تستخدم نهج التكرار أو الإعادة السريعة للتسريع في القيام بالعمليات التجريبية في غرف الأخبار. نحن بالتالي وضعنا هيكلية متعمّدة في ANIC لتشجيع المشاركين على الاختبار باستمرار ومراجعة وتعزيز مقترحاتهم. لقد تمّ وضع مبدأ المراجعة المستمرّة منذ البداية. على سبيل المثال، نحن نشجّع الطلبات على استقدام المتابعين والدعوة للتعليقات العامة أو المقترحات على اقتراحاتهم. فضّلنا الاستغناء عن ولائم الفائزين المعتادة، وبدلاً من ذلك جلب جميع المرشحين الـ 40 إلى"TechCamp" أو المعسكر الإلكتروني لمدة أربعة أيام مكثفة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، حيث عرض المتبارون أفكارهم مراراً وتكراراً على بعضهم البعض في لقاءات "الدفاع وصقل الفكرة". لقد ساعدت هذه الطريقة على تحويل المجموعة إلى مجتمع متماسك من المبتكرين. فقد حصلوا كذلك على وقت إضافي مع خبراء إلكترونيين إضافيين كنا قد استعنا بهم من الولايات المتحدة الأميركية وأميركا الجنوبية وأوروبا، كذلك أمضوا الوقت مع موجّهي الأعمال على مستوى عالمي.

لقد قام تقريباً جميع المشتركين بتعديل اقتراحاتهم بشكلٍ بسيط، أو تغيير جذري، أو بإعادة تصميم كما فعل مشتركان اثنان بسبب تأثرهم بباقي المشتركين. لقد وجد العديد منهم الكثير من التآزر بين أفكارهم، وكوّنوا الصداقات والشراكات التي من شأنها أن تدوم بعد انتهاء ANIC. إن المشروع المكثف ذي المنحى التطويري يعني أن الجميع سينطلق وهو فائز. حتى الذين لم يحصلوا على المنحة المادية سيكسبون مهارات جديدة، وشبكات علاقات جديدة، وشراكات جديدة، بالإضافة إلى ذلك سيحصلون على اقتراحات مصقولة فعلياً ويمكنها أن تثير من اهتمام مموّلين آخرين.

**شبكة الصحفيين الدوليين: هل استخدام تقنية عرض أفكار المتسابقين المتتالية في وقت محدّد (أو ما يعرف بنسق "speed geeking") كان فعّالاً في المعسكر الإلكتروني؟

جاستين آرنستين نعم أعتقد أنه شكّل نجاحاً حقيقياً. لقد اتبعنا نظام الالتقاء الذي يحث المشاركين على الالتقاء مع عدد كبير من الأشخاص، تُعرف هذه التقنية بـ "speed-dating". في الليلة الأولى طلبنا من الجميع تحضير تفسير قصير مدّته ثلاث دقائق حول مشاريعهم، فيشرحون ما هي، وما هو المختلف في مشاريعهم، ولماذا يمكن أن تشكّل فرقاً. وهذا ما يُعرف في وادي سيليكون عاصمة صناعة المشاريع باقتراح المصعد أو "elevator pitch". ثم قمنا بتقسيم الفريق إلى نصفين ووضعنا مقدّمين على كلّ طاولة منفصلة، وقسّمنا باقي الجمع في فرق صغيرة. تتنقّل الفرق بين طاولة وأخرى، ويستمعون لمقترَح المشاريع الذي مدّته ثلاث دقائق بحيث يُسمح بطرح الأسئلة لمدة دقيقتين قبل قرع الجرس الذي ينذر الفرق بالانتقال إلى الطاولة التالية. كانت العروض صعبة في المرتين الأولى والثانية، إلاّ أن هذا السياق السريع المتبع والأسئلة التي تتضمن تحدّياً للمتسابقين قد دفعتهم ليكونوا سريعي الاستجابة في عرض أفكارهم. في المرة العاشرة التي عرض فيها المتسابقون أفكارهم، بدأت الأفكار في التبلور أكثر واللمعان. عندما انتهى القسم الأول من المتسابقين من تقديم عروضهم، بدّلوا الأماكن مع القسم الثاني الذي جاءه الدور لتقديم عروضه. كانت النتيجة أن الجميع تعرّف على كافة الجموع الحاضرة وعلى كافة المشاريع بحلول صباح اليوم التالي، وهذا فعلاً نادر الحدوث في حفلات الاستقبال العادية. لقد استخدمنا نسقاً مشابهاً في المعسكر الإلكتروني. أي أن المعسكر تمحور حول فكرة المشاركة، وطرح الأسئلة، وتشارك الأفكار على أساس فردي بين كافة الحضور، حتى أن الأشخاص الخجولين قد شاركوا في ذلك.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل تملك هذه المشاريع القدرة على التأثير في المجتمع الأفريقي؟

جاستين آرنستين نعتقد أن العديد من هذه المشاريع قد تساعد على إعادة تشكيل ليس فقط وسائل الإعلام الأفريقية ولكن المشاركة المدنية الموسّعة أيضاً. ما يقارب نصف المتسابقين النهائيين قد ضمّنوا التكنولوجيا أو الاستراتيجيات لتحسين اتصال وسائل الإعلام مع المجتمع. يتضمن ذلك التحقق الفعاّل من صحّة الحقائق التي تعرَض على الوسائل الإعلامية، وطرق أكثر بساطة تُمنَح للأشخاص لهيكلة "الأجندات" الإعلامية والأسئلة، بالإضافة إلى طرق آمنة أكثر للأشخاص الذين يريدون الإبلاغ عن أمور معينة دون وضع أمنهم الشخصي في خطر.

لربما كان أكثر المواضيع أهمية والموجود بكثرة في العديد من المشاريع هو التركيز على الطرق العملية التي تساعد على انفتاح الحكومة والإعلام والشركات، وذلك من خلال استخدام الأدوات "الخاصة بالشفافية" للبيانات المفتوحة "open data". هذا ليس بالأمر المميّز في أفريقيا، إلاّ أنه من الجيد رؤية أفريقيا في مقدّمة هذا الحراك "المفتوح".

في النهاية إن المجتمع يستفيد من أي عمل قد يحسّن من نوعية التقارير الإعلامية، ومن مدى استجابة وسائل الإعلام للأشخاص العاديين. تدير المبادرة الإعلامية الأفريقية هذه المسابقة بدعم من شبكة أميديار، وجوجل، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومؤسسة جون إس وجيمس آل نايت، بالإضافة إلى آخرين. سوف تعلن AMI عن الفائزين في وقت لاحق من هذا الشهر.

قراءات ذات صلة بالموضوع: لماذا حان الوقت للابتكارات الإعلامية في أفريقيا أربع نصائح للمبتكرين الإعلاميين الطموحين

فيديو متعلّق بالموضوع: كيف يهدف المبتكرون إلى تجاوز وسائل الإعلام الإفريقية

الصورة تحت رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة توماس هاوك.