كيف كشف خمسة من صحفيي البيانات فساداً في الكونجرس المكسيكي

بواسطة James Breiner
Oct 30, 2018 في استدامة وسائل الإعلام
الحقيقة تؤلم، خصوصاً عندما ترد الحقيقة في إيصالات من الحانات والفنادق والمنتجعات وتجار السيارات الفاخرة.
أمضت مجموعة من خمسة صحفيين مكسيكيين شباب العام الماضي تقريباً في غربلة الآلاف من تقارير نفقات أعضاء مجلس الشيوخ المكسيكي والنواب (الكونجرس) لمعرفة كيف يستخدمون أموال دافعي الضرائب.

من ضمن السبق الصحفي الذي قاموا به:

  • اشترى أعضاء مجلس الشيوخ 10 دراجات نارية من ماركة هارلي ديفيدسون بتكلفة قدرها 2.12 مليون بيزو مكسيكي، أو حوالي 130.000 US$، من أجل خدمة ناخبيهم بشكل أفضل.
  • أنفق أعضاء مجلس الشيوخ 43.800 بيزو على 210 زجاجة نبيذ، أو 2700 US$ في فترة أربعة أشهر.
    
  • اشترى أحد أعضاء مجلس الشيوخ سيارة يوكون دينالي سي يو في بمبلغ 890.000 بيزو، أو 60.000 US$، لاستخدام وكالة غامضة هدفها هو "القيام بدراسات لمساعدة الكونجرس على اتخاذ قرارات." ورفض السيناتور الرد على طلبات عديدة للتعليق.
هؤلاء الصحفيون، بقيادة إزراييل بينيا (33 عاما) كانوا يقومون بعملهم الاستقصائي في أوقات فراغهم، من أجل لا شيء. لذلك فوجئوا بأن تقاريرهم جذبت اهتماما كافياً لدرجة أنه قبل عام بدأت محطات تلفزيون ووسائل إعلام مطبوعة كبرى –من ضمنها صحيفة إل يونيفيرسال- تدفع لهم مقابل هذا المحتوى.
كان الصحفيون يقدمون نوعاً من الصحافة الاستقصائية لا يقدمه أحد آخر. عادة، ما يقضي الصحفيون السياسيون في المكسيك وقتهم في تغطية تصريحات واتهامات الطبقة السياسية. ولا يقومون بأبحاث أساسية باستخدام وثائق عامة.
ولكن الصحفيين في كوين كومبرو دوت كوم (الذين اشتروه حرفياً) يصفون أنفسهم بأنهم "منصة صحافة بيانات للكشف عن استخدام المال في كونجرس المكسيك. "
السلامة أولاً
في الوقت الحالي، يتحول كوين كومبرو لمنصة جديدة ونموذج تجاري جديد. ووفقاً للمادة 19 لمنظمة دعم الصحافة، تعرض عدد من المواقع الإخبارية الرقمية المستقلة لهجمات لحرمانهم من الخدمة بعد نشر معلومات شككت في رواية الحكومة عن اختفاء 43 طالباً جامعياً.
لذلك استخدم بينيا وفريقه مساعدة منظمة غير حكومية، إينجين رووم، لاستضافة عملهم على منصة أكثر أمناً. كما أرادوا حماية أنفسهم شخصياً. في النصف الأول من عام 2015، تعرض 66 صحفياً لاعتداءات جسدية، وفقا للمادة 19.
قام بينيا، وهو مواطن من جوادالاخارا بتغطية القضايا المتعلقة بالشرطة والسلامة العامة لعدة سنوات لصحيفة ميورال هناك. وانتقل إلى مكسيكو سيتي في عام 2009 لدراسة الماجستير في الصحافة والشؤون العامة في مركز البحوث الاقتصادية والإرشاد (CIDE).
وكان يغطي نفقاته من خلال العمل كمحرر في إتسترا، وهو موقع على الإنترنت، كما كان يقوم بالعمل كصحفي مستقل. أما الآن فدخله يأتي في المقام الأول من إدارة الجانب التقني لمواقع عدد من وسائل الإعلام الرقمية.

وسائل الإعلام في الأزمة المالية

من الجيد أن بينيا لديه مصدر دخل آخر، لأن وسائل الإعلام التي كانت تدفع لكوين كومبرو في وقت سابق في عام 2015 توقفت في معظمها. وهم يواجهون أزمة مالية ذات شقين. الحكومة فقدت عائدات بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، فأصبح هناك إعلانات أقل في وسائل الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، إن تعاظم قوة الدولار أدت لزيادة تكاليف المؤسسات الإعلامية.

لدى كوين كومبرو الآن عميل واحد من وسائل الإعلام يدفع لها، وهو مجموعة قومية من تلفزيون وراديو وإنترنت اسمها كابيتل ميديا. ويقول بينيا إن الاتفاق مع هذه المجموعة يوفر راتب لمراسل ويغطي بعض نفقات البنية التحتية.
يعمل بينيا وفريقه مع إينجين رووم لتطوير منتجات للإنترنت أكثر من مجرد مقالات مكتوبة لكن رسومات جرافيك وخرائط يمكن تحديثها في الوقت الحقيقي. كما يحاولون أيضا إقامة نظام يساعد فيه أفراد من الجمهور في نسخ البيانات من تقارير المصروفات في صورة ملفات بي دي إف إلى قواعد بيانات إلكترونية. في الوقت الحالي، تتم هذه العملية يدوياً من قبل أعضاء الفريق الخمسة.

جمهور صغير مهتم

بينما تعد الزيارات لموقع كوين كومبرو على الإنترنت قليلة بمعظم المقاييس -حوالي 2100 مشاهدة للصفحات و1500 زائر شهرياً- فمتوسط ​​وقت الزيارة الواحدة هو 7 دقائق، أي حوالي ضعف ما تحصل عليه معظم المواقع الإخبارية. وعادةً ما تحصل مقالاتهم على إعجاب الآلاف في فيس بوك، ولكن هذه لا تتحول دائماً إلى روابط.
بدأ الناس في الانتباه إلى كوين كومبرو، وخاصة في الكونجرس المكسيكي. وهذا يعني أن الصحفيين حرموا من الوصول بوتيرة أعلى إلى الوثائق التي من المفترض أن تكون علنية. وزادت المماطلة بعد مقال عن سيارات الدفع الرباعي الفاخرة. أكد بينيا لي أنه وفريقه لن يتوقفوا، فهم يجدون طريقهم برغم الحواجز. وهذا هو ما يفعله الصحفيون.

نشر هذا المقال للمرة الأولى على موقع برينر، رواد الأعمال في الأخبار، وينشر هنا بتصريح.

عمل جوان مانيول كازانوفا الحاصل على زمالة نايت كمستشار للمشروع.

رخصة المشاع الإبداعي للصورة الرئيسة على فليكر من خلال إينياس دي ترويا.