في عام 1991 قام أحد شهود العيان بتصوير سبعة من رجال الشرطة بكاميرا فيديو أثناء اعتداءهم العنيف على رودني كينغ في منطقة لوس أنجلوس. لم يكن أحد يدرك في ذلك الوقت أن المادّة التي يوثقّها المواطن العادي يمكن أن تشكل ظاهرة جديدة في عالم الأخبار.
في حين أن فيديو التعهيد الجماعي (Crowd sourced video) أصبح أكثر شيوعاً، فهناك من يستفيد من قدرة هذه الوسيلة للوصول للناس من جهة وهو كذلك يتعامل مع صعوباتها ومعضلاتها في نفس الوقت. بحسب تقرير صدر مؤخراً عن (CIMA) مركز المناصرة الصحفية العالمية.
" إن كانت إنطلاقة وانتشار الفيديوهات قد أطلقت معها فرصاً جديدة، وازدياداً في نسب المساءلة، إلاّ أنها زادت من التحديات التي يخوضها الصحفيين من جهة أخرى"، هكذا كتبت جاين ساسسيين، كاتبة هذا التقرير. (يمكنكم قراءة التقرير كاملاً بنسخته بي دي أف، هنا).
إن الهواتف المحمولة ذات كاميرا الفيديو قد سلّطت على أمور مهمّة كان يمكن التغاضي عنها. بحسب التقريرفإن في أكثر اللحظات الساخنة والدقيقة من الربيع العربي،
قد تمّ رفع 100,000 فيديو على يوتيوب فقط من مصر، و 23 فيديو نالوا أكثر شعبية فتم الإتطلاع عليهم بشكل سريع برقم يقدّر ب 5.5 مليون مرّة.
"الدول التي عانى إعلامها التقليدي من تقييد للحريات والقمع، صدر عنها فيديوهات قاسية جداً بحسب قول جورج عازار، وهو مصور لبناني-أميركي يعمل حالياً على إنتاج الأفلام الوثائقية على قناة الجزيرة، ويمكنكم رؤية ذلك في التقرير.
إلاّ أن وكالات الأنباء التي أعادت نشر هذه الفيديوهات أو إستخدمتها كأساس لبناء موادً إعلامية أكثر عمقاً وتوسعاً، غالباً لا تعلم مدى مصداقية هذا الفيديو أو ذاك. إن التقرير يركز على إمكانية كون هذه الفيديوهات مشغولة بطريقة معينة لمساعدة سيناريو سياسي معين على آخر، لذلك هناك بعض وكالات الأنباء تكرس موارد ضخمة للتحقق من الفيديوهات الصادرة عن المواطنين.
على سبيل المثال البي بي سي التي وضعت أكثر من 20 موظفاً لخدمة مراقبة المحور الأساسي المستخدم لولادة المحتوى. أمر آخر يجب الإنتباه له هو سلامة الأشخاص التي تصور الفيديو، حتى أن المّارة الذين يظهرون في الفيديو هم عرضة لنتائج كارثية. لقد أطلقت الغارديين مشروع الكاميرا المُظلِمة وذلك في آذار/ مارس الماضي وهي أداة قد طُورت لتفادي هذا النوع من المشاكل. وهي شبيهة بالنسخة السابقة التي طورت خصيصاً لكاميرات التصوير الفوتوغرافي، التي بامكانها أن تضلل الوجوه من خلال الإضاءة الخافتة بالإضافة إلى إمكانية مسح الخلفية لمحو آثار المكان، الوقت ونوع التلفون المحمول.
إن ظاهرة فيديو المواطن تكبر بشكلٍ ضخم جداً، خاصةً في الدول النامية، حيث زادت أعداد المشتركين الحاملين لخطوط الهواتف ثلاثة أضعاف في الست سنوات الماضية حيث وصلت إلى 4.5 مليار مستخدم بحسب التقرير. نسبة المستخدمين في هذه الدول وصلت إلى 79 بالمئة.
"وهذه النسب ستزداد تدريجياً خاصةً أننا ندخل في عصر الفيديو، وهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون أوقاتاً عصيبة سيشعرون بأنهم طواقين لإصدار الفيديوهات من غير التفكير بالعواقب"، وذلك بحسب قول سام غريغوري، مدير برامج الشهود في التقرير المذكور. " أمّا في الشق الذي يختصّ بالأخبار، فذلك يحتاج إلى المزيد من النقاش."
يمكنك قراءة التقرير كاملاً بنسخته (pdf) عبر النقر هنا.
الصورة من Americanvirus تحت رخصة المشاع الإبداعي CC.