كيف تستخدم تقنية الصوت عبر الهاتف المحمول للحصول على الأنباء

بواسطة Ben Colmery
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

تتمتّع تقنية الصوت بإمكانات عالية لمشاركة المواطنين في صناعة الخبر.

هذه كانت الفكرة من الاجتماع الذي أُطلق عليه تسمية ارفع مستوى الصوت: جذب الانتباه ورفع صوت صحافة المواطن الخاصّة بالهواتف المحمولة. لقد قام بتنظيم هذا الحدث في الشهر الحالي المركز الدولي للصحفيين "ICFJ" في مؤسسة روكيفيلر مركز بيلاجيو في إيطاليا. لقد جمعنا عددًا كبيرًا من الصحفيين الذين ينتمون إلى مجالات مختلفة، وخبراء في التكنولوجيا، ومبادرين، ورجال أعمال إعلاميين من جميع أنحاء العالم وذلك للنظر إلى أفضل النماذج في استخدام تقنية الصوت التي تهدف إلى إشراك المواطنين في صناعة الخبر من جهة، ولتحديد التحسينات التي يجب إدخالها على التقنية من جهة أخرى.

لقد أتت الفكرة من قبل أحد الزملاء في مؤسسة نايت للصحافة العالمية مشروع شهوبهرنشو شودهاري، "CGNet" سوارا في الهند. لقد بيّن "CGNet" سوارا كيف يمكن للهواتف المحمولة أن تمكّن الأشخاص الذين يقطنون في أماكن بعيدة عن مركز التجمّعات السكّانية من مشاركة قصصهم واهتماماتهم والتي عادةً ما تغيب عن تقارير وسائل الإعلام التقليدية. يستخدم سوارا تقنية المجيب الصوتي التفاعلي "IVR"، لكي يتمكّن الناس من طلب رقم معين، والنقر على الرقم 1 لتسلّم التقارير، أو على الرقم 2 للاستماع إلى هذه التقارير، مما يتيح توزيع الخبر في اتجاهين. من ثمّ يقوم المشرفون والمدققون بالتحقق من التقارير الصوتية التي يمكن أن تصل إلى وسائل الإعلام التقليدية والمسؤولين من خلال موقع إلكتروني.

إن تقنية الصوت تغيّر المعادلة المطروحة لهؤلاء الأشخاص المعزولين: فهي تعتمد على الكلام المحكي، مما لا يتطلّب من الأشخاص القدرة على القراءة أو الكتابة من أجل إصدار المحتوى. وهذا أمر ضروري جداً خاصةً في بلد كالهند، حيث أن المؤسسات الإعلامية لا تبث الأخبار باللغات المحكية التي تتواصل بها القبائل مع بعضها البعض، ولا بلغات المناطق الريفية المختلفة. إن الّلغة بطبيعتها مستقلّة وحرّة وهي عكس النصّ المكتوب. من ناحية أخرى فإن معظم الأشخاص في العالم يملكون هاتفاً محمولاً، والذي يفتح المجال أمام أي شخص جديد للمساهمة في بناء المحتوى.

إن تقنية الصوت للهاتف المحمول هي الطريقة الأفضل لتفعيل دور الأفراد المعزولين عن الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام التقليدية. فعلى الرغم من كافة الإمكانيات التي تتيحها هذه التقنية، إلاّ أنها تحتوي على بعض العقبات التقنية التي تحول دون استخدامها من قبل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بالقدر المطلوب.

لقد استطعنا جمع 24 شخصاً من ضمنهم روّاد في تقنية الصوت عبر الهاتف المحمول ومواطنون مشاركون، وذلك بهدف معرفة كيفية نقل هذه المشاركات الصوتيّة عبر الهاتف المحمول إلى المرحلة التالية. لقد أتى الحاضرون من مختلف الخلفيات والمناطق، ومن بينهم حضرَ سعود حيدر، مدير مشاريع الإعلام الاجتماعي والويب في الجزيرة في قطر. كذلك حَضر سيوك سيان بيك-دورجي، المدير التنفيذي لمركز بهوتان للإعلام والديموقراطية، وعمر سيف رئيس مجلس بانجاب في تقنيات المعلومات في باكستان، وإيزابيلا موا محرّرة ومنسّقة لمدوّنة صحيفة فولها دي ساو باولو، مورال.

وحدّدت المجموعة تطوّرات ثلاثة من شأنها المساعدة على استغلال الإمكانات الكاملة لتقنية الصوت عبر الهاتف المحمول لإشراك المواطنين، وهي:

المنصات التي تسمح بالمحادثة ما بين بعضها البعض وتمنح سهولة في الاستخدام

هناك عدد من التطبيقات الصوتية المتاحة للاستخدام في الوقت الحالي، على سبيل المثال Freedom Fone و سوارا، إلاّ أنهم لا يتمتّعون بسهولة التطبيق أو الاستخدام (فالعديد منهم مبني على لينكس) للمستخدِمين الذين لا يهوون التكنولوجيا. كذلك فإن التطبيقات الصوتية وأقرانها غير المتاحة بتقنية الصوت ذات الوحدات الوظيفية لا يُسمح لهم بالتحدّث مع بعضهم البعض. هذا شيء عادي إن كنت تريد استخدام الصوت فقط أو الرسالة النصيّة القصيرة، ولكن ماذا يمكنك أن تفعل إن كانت محطة الراديو الخاصة بك ترغب باستخدام الصوت، والرسالة النصيّة القصيرة، والخرائط، ووسائل الإعلام الاجتماعية في تركيبة قابلة للتشغيل المتبادل؟ يكون الحلّ في تخصيص المنصّات الموجودة أساساً لتلبي احتياجات المستخدمين، لا بخلق منصات جديدة.

بيانات وتحليلات الصوت

ماذا لو أردت تنظيم التقارير الصوتية في فئات بحسب الموضوع؟ أو أردت الإشارة إلى مكان صدور هذا التقرير الصوتي على الخريطة؟ أو إذاعة التقرير بشكل تلقائي ونشره على تويتر؟ أو تحليل البيانات الديموغرافية أو البيانات بحسب الموضوع داخل التقارير الصوتية التي تمَّ جمعها؟ فكّر جيّداً بالقدرة الهائلة التي ستضيفها من خلال إدخال التحليلات، أي القدرة على تعقب الأشكال المتكرّرة في البيانات، بالإضافة إلى التأثير الذي يمكنك أن تُحدِثه في فهم والوصول للجموع تلك التي تعتمد بمعظمها على الصوت للحصول على الأخبار.

التعاون بين روّاد مستخدمي تقنية الصوت عبر الهواتف المحمولة

لقد عمل العديد من الأشخاص في هذه المجموعة مع بعضهم البعض من دون التعارف واللقاء وجهاً لوجه. قام هذا الاجتماع بتعريفهم على شبكات مؤلفة من أشخاص وهم على وشك الدخول لمجال تقنية الصوت عبر الهواتف المحمولة. لقد طوّرنا خطط عمل لمعالجة بعض التحدّيات التي تمّ تحديدها في هذا الاجتماع. وإننا نتطلّع لمشاركة المزيد حول ذلك عند مواجهة هذه التحدّيات. وهي تشمل فك الرمز لإضافة التحليلات على منصات المجيب الصوتي التفاعلي "IVR"، والصوت مع تحديد المكان على الخريطة "geolocating voice"، والرسائل النصية المسمّاة "FrontlineSMS"، بالإضافة إلى خلق أداة جديدة لإشراك المواطنين في مهام التحرير التي غالباً ما لا يملك الصحفيون الوقت للعمل عليها كالتأكد من الصور ونسخ التقارير لقاء أجر والتجارب في الصوت في البرازيل وبوتان ومالي. ابقوا معنا.

لقد كان أمراً مدهشاً انتقاء مجموعة من الروّاد والمبتكرين ومشاهدتهم وهم يصنعون أساسًا أوسع لإشراك أصوات جديدة في الساحة الإخبارية من خلال تقنية الصوت عبر الهواتف المحمولة. هدفنا التالي هو توسيع هذه الشبكة ومساعدة الآخرين الذين ينتمون إلى هذا النظام الطبيعي للأخبار على تبني تقنيات الصوت هذه لإشراك الآخرين الذين هم متروكون على هامش الأخبار.

الصورة من زمالة نايت للصحافة العالمية.