كيف استخدم المزارعون الرسائل النصيّة لتغطية الأخبار في المناطق الريفية في أندونيسيا

بواسطة Jessica Weiss
Oct 30, 2018 في الصحافة الرقمية

عندما أقدمت إحدى الشركات في أندونيسيا إلى تحويل طريق قرويّة قابلة للسير إلى بركة من الطين، أبلغ المزارعون المحليّون عن الضرر الحاصل لإحدى المحطّات التلفزيونية المحلّية عن طريق إرسال الرسائل النّصيّة، واضطرت الشركة المعنية لإصلاح الطريق. حتى وقت قريب، لم يتمّ الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث لوسائل الإعلام. اضطر المزارعون في البلاد إلى إيقاف العمل في ممتلكاتهم وبشكل متكرر بسبب الانتهاكات المرتكبة من قبل مئات من الشركات الزراعية.

"على مدى الـ 10 سنوات الماضية، تمّ تشريد مجتمعات السكان الأصليين في أندونيسيا من أراضي أسلافهم في ظلّ إصدار الحكومة لتنازلات ضخمة بحق شركات زراعة شجر النخيل،" بحسب قول الصحفي البيئي ومدرّب الإعلام هاري سيرجادي لجاكرتا بوست. "تتلقى وسائل الإعلام السائدة عائدات ضخمة من الإعلانات التي تضعها هذه الشركات وهي بالتالي لا تستمع إلى نداءات وأصوات هذه المجتمعات المتضرّرة".

أدرك سيرجادي أن المزارعين يملكون أداة يمكن أن تغير ذلك: الهاتف المحمول. لقد علّمهم صحافة أساسية، بما في ذلك مهارات الملاحظة والمراقبة وجمع البيانات وطريقة كتابة الأخبار في الرسائل النّصيّة، وأسس التغطية الصحفية الأساسية، وكان ذلك جزء من زمالته في نايت للصحافة الدولية التّابعة للمركز الدولي للصحفيين.

الآن، وصل العدد إلى ما يقرب من 200 مزارع جميعهم من السّكان الأصليين في القرى النائية يقومون باستخدام الهواتف المحمولة للإبلاغ عن أحداث الاستيلاء على الأراضي، وقطع الأشجار غير القانوني وتطهير الأراضي غير المشروعة. يقومون بإرسال الرسائل النّصيّة مستخدمين وسيلة تواصل تحمل اسم RuaiSMS تعمل على الهواتف المحمولة وما يعرف بـ FrontlineSMS.

تأتي التقارير الخاصة بهم إلى محطة تلفزيون محلية، تحمل اسم RuaiTV، حيث يتم عرضها بشكل مجهول في الشريط الإخباري. لقد فاز سيرجادي عن تدريبه للمزارعين، وهو صحفي بيئي منذ فترة طويلة، فحظي بمبلغ 2500$ عن جائزة التواصل من أجل التغيير الاجتماعي لهذا العام من جامعة استراليا ولاية كوينزلاند. بحسب سيرجادي إن تقارير المزارعين تُغيّر من الوضع الراهن في المناطق الريفية في أندونيسيا.

عندما تمّ الإساءة لأحد ضبّاط الشرطة من قبل RuaiTV عبر نشر أحد الأخبار، أراد ضابط الشّرطة أن يعرف هوية المزارع الذي كتب الخبر عنه، فتوجّه إلى رئيس المحطّة جراء إحباطه لعدم كشف هوية المزارعين، وطلب اسم المزارع لكن رفض التلفزيون أن يفصح عن هوية أحد.

"أخيراً، ذهب ضابط الشرطة إلى القرية للتحدّث مع المزارعين، واتفقوا جميعاً على العمل معاً من أجل حل المشكلة،" بحسب قول سيرجادي.

جيسيكا وايس، عملت كمديرة تحرير سابقة في شبكة الصحفيين الدوليين وهي كاتبة مقيمة في بوينس آيرس.

يتمّ دعم المحتوى الخاص بالابتكار الإعلامي العالمي من قبل مؤسسة نايت جون أس. وجيمس أل، بالإضافة إلى اتصالها بمشاريع وشراكات مع المركز الدولي للصحفيين، وزملاء نايت للصحافة العالمية. يتمّ تحرير المحتوى من قبل جينيفر دورو.

الصورة تحت رخصة المشاع الإبداعي على فليكر، بواسطة CGIAR Climate.