في ظلّ استمرار تفشّي فيروس "كورونا" حول العالم، يعرّض الصحفيون صحتّهم للخطر عبر تواجدهم في الخطوط الأمامية لنقل أبرز وأحدث المعلومات المتعلّقة بالفيروس. وقد تحدّث ثلاثة مراسلين اختبروا تغطية "كورونا" عمّا عايشوه خلال ويبينار نظّمه المركز الدولي للصحفيين، وقدّمه نائب رئيس المحتوى والمجتمع في المركز باتريك باتلر، وحذّر الصحفيون من إصابة زملائهم، ما سيؤثّر عليهم جسديًا وعاطفيًا.
وخلال مشاركته، اعتبر الصحفي الفيليبيني ومراسل شبكة GMA هوي سيفيرينو أنّ فيروس "كورونا" هو الأبرز بين الأمراض التي ضربت البشرية على مرّ التاريخ، لافتًا إلى أنّه قضى فترة في مستشفى فيليبيني، وتعاون مع ممرضة لتصوير فيلم وثائقي على كاميرا هاتفه حول وضع الممرضات والمرضى.
كذلك شارك في الويبينار المصوّر الصحفي الذي كان يقيم في باريس بيت كيهارت والمصوّرة الأميركية لولا غوميز، بعدما تعافيا من إصابتهما بفيروس "كورونا". وبرأي كيهارت: "يتعيّن على مسؤولي التحرير الإصغاء للصحفيين ومعرفة إذا كانوا مرتاحين خلال العمل، كذلك عليهم التأكد من أنّ الصحفيين يتصرفون بمسؤولية".
وفيما يلي، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين أبرز ما دار في المحادثة خلال الويبينار:
بالنسبة للمرض والشفاء
قالت المصوّرة الأميركية لولا غوميز: "كمصوّرة، لا يمكنني العمل من المنزل، إذ يتعيّن عليّ التواجد في الميدان لالتقاط الصور وإبراز ما يجري في مجتمعاتنا"، لافتةً إلى أنّها صوّرت تجربتها في المستشفى.
من جهته، اعتبر كيهارت الذي انتقل إلى كارولاينا الشمالية حيث يعيش مع أهله وصديقته التي تعمل كمصوّرة صحفية أيضًا، أنّ الجزء الأصعب من تجربته مع "كورونا" كان العزلة، ولفت إلى أنّ أكثر ما كان يخشاه هو أن ينقل العدوى إلى أحد المقربين منه.
بدوره، أوضح الصحفي سيفيرينو أنّ الأمر الذي كان يخشاه بعد إصابته، هو تعرّض عائلته للتمييز، موضحًا أنّ لديه صديقة طبيبة، وأخبرته أنّ من الناس الذين كان يرونها في أي مكان عام مرتديةً اللباس الأبيض الخاص بالأطباء، كانوا يحترمونها، أمّا الآن فهي تلاحظ كيف يبتعدون عنها، وتعتبر أنّ هناك تمييزًا قد بدأ.
الصحة النفسية
يعتبر الصحفي سيفيرينو أنّ على طاقم الرعاية الصحية أن يولي مزيدًا من الاهتمام بقضايا الصحة النفسية، لما لها من تأثير على سرعة شفاء المرضى.
السلامة خلال العمل
نصحت غوميز المراسلين باتباع إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وأن يكونوا أكثر حذرًا "لأنّ خطأ واحدًا قد يؤدي إلى الإصابة".
وتوجّه كيهارت للصحفيين بالقول إنّ عليهم اعتبار أنّهم معرّضون للإصابة واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية المناسبة.
وقال سيفيرينو إنّه من الصعب العمل في التصوير عن بعد، ويجب أن يكون الصحفيون قريبين من الميدان، الأمر الذي يتعارض مع التباعد الإجتماعي وترك مسافة بين الشخص والآخر.
نصائح للمراسلين
أشارت غوميز إلى أنّ كثيرين يلقون باللوم على وسائل الإعلام ويتهمونها بأنّها تثير الذعر في كل دولة، وقالت: "هذا الإعتقاد غير صحيح، نحن نقدم القصص ونعطي أرقامًا فقط، ونستطيع الحصول على كل هذه المعلومات ونقدمها للجمهور". وعن نصيحتها للصحفيين، أوضحت أنّه يمكنهم مشاركة الجمهور بتجارب المرضى والممرضات، فبحال لم يصدّق الناس ما ينقله الصحفيون، فإنّهم سيثقون بقصص الطاقم الطبي والعاملين في المستشفيات.
من جانبه، لفت كيهارت إلى أنّه يمكن للصحفيين اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإيجاد قصص جديدة، والتواصل مع من ينشرون تجارب مميزة.
وشدّد سيفيرينو على دور العلماء والأخصائيين في مجال الطب، لا سيما في تقديم المعلومات والحقائق، وهنا يلعب الصحفيون دورًا مهمًا في إبراز ما يقوله هؤلاء وتقليل نقل ما يقوله السياسيون، وإعطاء الأولوية للحقائق.
مسؤولية مدراء غرف الأخبار لضمان سلامة الموظفين
تقول غوميز: "إذا ذهب الصحفي إلى الحرب، فهو يحتاج إلى تدريب لمعرفة كيفية التغطية، كذلك الأمر بالنسبة لمن يريد تغطية كارثة طبيعية، فهو بحاجة إلى التدريب، والآن يتعيّن على غرف الأخبار في جميع أنحاء العالم الإنتباه إلى سلامة الصحفيين".
وأكد كيهارت أنّه على مسؤولي التحرير التأكد من أن "المصورين والصحفيين يدركون أهمية الإجراءات الوقائية وأنهم في وضعٍ آمن".
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Free To Use Sounds