صحفية هذا الشهر: جالينا أوستابوفيتس

بواسطة ميا زيب
Apr 7, 2023 في صحفي هذا الشهر
جالينا أوستابوفيتس

قبل سبعة عشر عامًا، دخلت جالينا أوستابوفيتس إلى مكتب تحرير إحدى الصحف الإقليمية في مدينة ريفنا في غرب أوكرانيا، وأفصحت عن رغبتها في العمل مع الفريق، وكانت حينذاك طالبة جامعية في السنة الثانية ولا تمتلك أي خبرة في الصحافة.

ووافق المحرر بأن تعمل وكلّفها بسلسلة من المهام، إلا أن أوستابوفيتس استسلمت جراء شعورها بالإرهاق من العمل، وقررت أنّ مهنة الصحافة لا تصلح لها.

ولكن بعد شهرين، عادت إلى نفس المكتب التحريري، وفي جعبتها هذه المرة فكرة لمقالة عن المواصلات العامة، والتي أصبحت أول عمل يُنشر لها. وبعد مرور نحو عقدين من الزمان ما تزال أوستابوفيتس تقدم التغطيات الصحفية وتقدمها الآن عن الحرب في بلادها.

تُعد أوستابوفيتس واحدة من ملايين الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب عندما شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وكانت أوستابوفيتس تقدم في عملها تقارير عن السياسة، ولكن تحولت إلى تغطية الحرب وآثارها على الشعب الأوكراني، واليوم تصف نفسها بأنها "صحفية معنية بشؤون الحياة والحرب"، وتكتب لصالح Novyny Live، وتُعد فيديوهات للنشر على يوتيوب.

وبهذه الطريقة تحارب أوستابوفيتس من أجل أوكرانيا، وذلك عن طريق تقديم التغطيات الصحفية والكتابة ونشر الوعي بشأن حرب روسيا على وطنها.

تحدثت مع أوستابوفيتس عن تجربتها كصحفية في أوكرانيا، وكيف أثر الغزو الروسي على مشوارها المهني، ونصيحتها للمراسلين الآخرين الذين يغطون الحرب.

ما هي نصيحتكِ للصحفيين الذين يغطون حرب روسيا على أوكرانيا بعد عام من بدء الغزو الشامل؟

لا يقتصر عمل الصحفي في أوكرانيا على خمسة من أصل سبعة أيام في الأسبوع، وليس مجرد ثماني إلى تسع ساعات في اليوم، فغالبًا سيضطر الصحفي للعمل وقتًا إضافيًا وبدون الحصول على أيام للعطلة، ومن المهم ألا يخجل الصحفي من الحصول على أيام للعطلة، وأن يذهب في إجازات ويأخذ بعض الوقت لنفسه، وأن يمارس الرياضة والركض وأن يذهب إلى المطعم، وأن يمنح نفسه بوجه عام فرصة للاسترخاء من دون الشعور بتأنيب الضمير.

إنّ التعلم عملية صعبة، ولكن مهمة للغاية، ولا يوجد طريقة للاستمرار بدونه الآن.

 

Galyna Ostapovets surveys destruction from the war
                               جالينا أوستابوفيتس تستطلع الدمار الذي خلفته الحرب.     

 

كيف تغيرت تغطيتكِ الصحفية في العام الماضي؟

منذ 24 فبراير/شباط 2022، تدور جميع مقالاتي عن الحرب وعواقبها ومآسيها الإنسانية، وعدد هذه المآسي في أوكرانيا لا يصدق، لدرجة أنّ حتى كاتب السيناريو الأكثر ذكاءً في العالم لن يبتكر شيئًا من هذا القبيل.

فعلى سبيل المثال، كتبت عن وفاة شقيقين عاشا معًا نصف عام من الحرب في باخموت – النقطة الأكثر سخونة في الحرب في أوكرانيا – وتوفيا جراء غارة بطائرة بدون طيار في الأراضي المحررة في منطقة خيرسون.

بالإضافة إلى قصة وفاة سيدة في الستين من العمر في منطقة كييف عند قبر زوجها، وحدثت تلك الواقعة خلال هجوم صاروخي آخر على أوكرانيا في الخريف الماضي، وجاءت السيدة أثناء الغارة الجوية لرؤية زوجها الراحل وتوفيت عند قبره جراء شظايا الصواريخ. إنّ هناك المئات - إن لم يكن الآلاف - من هذه القصص.

كيف غيرت الحرب فكرتكِ عن نفسكِ كصحفية؟

كنت قبل الحرب أكثر انخراطًا في تغطية الأجندة السياسية في أوكرانيا، كما سافرت أيضًا إلى دونباس حيث كانت روسيا في حالة حرب منذ عام 2014.

ولكن العمل في خضم الحرب والعيش في خضم حرب يختلفان تمامًا، فعندما تكون الحرب في وطنك يكون الأمر مخيفًا للغاية، وربما هذا الفهم هو الذي غير فكرتي عن نفسي كصحفية، ومن الصعب عليّ الإجابة عن سؤال كيف ذلك بالضبط، فأنا ما زلت أعيش في الحرب وانتصار أوكرانيا.

ومن وجهة نظري، أرى أنه ينبغي على الصحفي الآن أن يكون قادرًا على القيام بكثير من الأمور وأن يعرف الكثير من الأشياء، وأدرك أن الجهل يقتل حرفيًا، إذ يمكنك أن تموت إذا كنت لا تعرف كيف تتصرف أثناء القصف، ويمكنك أن تنزف حتى الموت إذا أصبت بجرح ولا تعرف كيف تعالج نفسك.

كما أنني أشارك في العديد من التدريبات والتمارين المختلفة في الصحافة العسكرية والطب التكتيكي.

كيف ساعدتكِ شبكة الصحفيين الدوليين في مشواركِ المهني؟

تُعد شبكة الصحفيين الدوليين موردًا جيدًا للصحفيين من جميع أنحاء العالم، وأعرفها منذ عامين الآن، ولكن أصبحت قارئة منتظمة لها منذ حوالي عام، في نهاية فبراير/شباط 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وكنت أبحث عن فرص تطوير جديدة وبدأت التعاون معها.

وتتناول مقالاتي المنشورة على شبكة الصحفيين الدوليين بشكل أساسي عمل الصحفيين الأوكرانيين في أوكرانيا الآن وأثناء الحرب. وتُعد هذه التجربة مثيرة للاهتمام، وآمل أن تكون أيضًا مفيدة للزملاء من الدول الأخرى.

كما ساعدتني الشبكة أيضًا في المشاركة في الدورة التدريبية المقدمة من المنظمة الألمانية غير الحكومية IDEM، وعنوانها "الصحافة في أوقات الصراع – المسؤولية والأمن والحماية الجسدية والنفسية والرقمية". وكانت جميع المعرفة التي تلقيتها هناك فيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا مفيدة للغاية.


الصورة بواسطة أوليغ بيريفيرزيف.