صحافة جديدة.. إعلاميّون ينتقلون من التلفزيون إلى يوتيوب

بواسطة Софья Лопаева
Jun 29, 2020 في الصحافة متعددة الوسائط
يوتيوب

أصبح موقع "يوتيوب" متاحًا باللغة الروسية منذ العام 2007، ومثلما حصل في القنوات الموجودة بلغات أخرى، فقد امتلأت القنوات الروسية بمحتوى أنشأه المستخدمون، وغلبت عليه فيديوهات خاصة بالقطط والأغاني والنكات. لكنّ الأمور تبدّلت خلال السنوات الثلاث الماضية، مع انضمام صحفيين مشهورين إلى الموقع للوصول إلى جماهير جديدة، وهكذا تطوّرت "صحافة يوتيوب" من حيث الأنواع والأنماط والتمويل.

وعن هذا الأمر، علّق فياتشيسلاف فارفولومييف، المنتج الرقمي لقناة Redaktsiya على يوتيوب التي أطلقها الصحفي أليكسي بيفوفاروف في آذار/مارس 2019، مشيرًا إلى أنّ أحد الأميركيين الذين سألهم طاقم العمل سؤالاً خلال إعداد برنامج خاص للعرض على يوتيوب بقي يسأل "ماذا يعني أنكم تصورون قصصًا على يوتيوب؟ ماذا تقصدون بأن لديكم مليون مشترك؟".

وتحدّث فارفولومييف أنّه توقع نجاح القناة كمشروع صحفي، لكن الإنجازات فاقت التوقعات، فبعد عام واحد فقط على الإنطلاق، أعلن أليكسي بيفوفاروف عبر حسابه على "تويتر" عن الزر الذهبي على يوتيوب، الذي يتم تقديمه للقنوات التي يتسجّل لديها أكثر من مليون مشترك. وقد حظي صحفيون آخرون بمثل بهذا الزر مؤخرًا وهم يوري دود عبر قناته (vDud) وإرينا شيخمان (ماذا عن الحديث؟) وقناة زينيا سوبتشاك.

ومن أبرز أسباب لجوء الصحفيين الروس إلى يوتيوب، هو الافتقار إلى الحرية والفرصة لإنتاج صحافة عالية الجودة لا يمكن إنتاجها على القنوات العادية، كذلك فإنّ القواعد الأساسية التي تنطبق على الصحفيين المتواجدين على "يوتيوب" هي قواعد دولية واحدة لجميع المبدعين ومنشئي المحتوى المرئي. كما أنّ "يوتيوب" يتيح للصحفيين فرصة لتحقيق الدخل من مقاطع الفيديو التي تحظى بشعبية ومشاهدات.  

                  إقرأوا أيضًا: دراسة لـ"رويترز" حول أبرز اتجاهات الصحافة الرقمية

 وفي هذا السياق، أعرب مدير التحرير السابق والذي يعمل الآن نائبًا للرئيس التنفيذي في Sports.ru،  يوري دود الذي أصبح رائدًا في عالم الصحافة على يوتيوب من خلال قناة  (vDud)عن عدم قناعته باستمرارية التلفزيون في روسيا، معتبرًا أنّ الناس يريدون مشاهدة محتوى أكثر حرية وأقل قسوة من ذلك الذي يعرض على التلفزيون.

وأثبت دود أن هناك طلبًا كافيًا على المحتوى الصحفي بين جمهور يوتيوب في روسيا، حيث يشاهد الناس حوارات يجريها الصحفي الرياضي مع أشخاص معروفين وتستمرّ 90 دقيقة. والجدير ذكره أنّ دود انضمّ إلى يوتيوب عام 2017 لصقل مهاراته في إجراء المقابلات، وانتهى به الأمر ليصبح أحد المدونين والمحاورين الأكثر شهرة في روسيا.

من هم متابعو "يوتيوب"؟

يبحث مستخدمو "يوتيوب" حول العالم عن محتوى احترافي بشغف، كذلك فقد أصبحت مقاطع الفيديو أطول وأكثر تنوعًا وبجودة أعلى. ووفقًا لبيانات شركة Deloitte، يُعد يوتيوب أكثر المنصات الأساسية شعبية في روسيا لمشاهدة محتوى الفيديو.

من جهته، أوضح إيليا أوفشارينكو، الذي شارك في إنتاج فيديوهات لصالح قناة بارفينون بالتعاون مع ليونيد بارفينوف، أنّ مستخدمي ومشاهدي يوتيوب في الدول الغربية يتابعون فيديوهات ومحتويات صحفية مدفوعة على منصات مثل هولو ونيتفليكس وأمازون، مضيفًا أنّ الأمر ليس كذلك بالنسبة للقنوات التلفزيونية العادية. وخلص بحث أجرته شركة Deloitte إلى أنّ 11% من سكان روسيا يدفعون مقابل الحصول على محتوى مرئي أو فيديو، وزاد الإهتمام بالفيديوهات الجدية.

وأشار أوفشارينكو إلى انطلاق مشاريع ناضجة، وباتت القنوات الناجحة على يوتيوب فرصة مميزة للمعلنين ليروّجوا للعقارات والسيارات والمنتجات الفاخرة، مضيفًا أنّ 25% من جمهوره عبر قناته على "يوتيوب" يبلغون من العمر ما بين 35 و40 عامًا، وغالبًا ما يبحث المعلنون عن هذه الفئة العمرية.  

 ما هي الأنواع الصحفية الأكثر تناسبًا مع يوتيوب؟

بعد عرض دود برنامجه الرياضي على "يوتيوب"، كرّت سبحة هذا النوع من المقابلات على الموقع، وأطلق مقدّمون محترفون مشاريع مماثلة مثل إرينا شيخمان (ماذا عن الحديث؟) وقناة زينيا سوبتشاك وقناة Notquitepozner  لنيكولاي سولودنيكوف الذي يعتبر أنّ يوتيوب هزم التلفزيون.

                         إقرأوا أيضًا: طرق وإرشادات لتصوير وتسجيل مقابلات عن بُعد

وتتباين البرامج التي تعرض على "يوتيوب" وتلك التي يتم إعدادها على التلفزيون، حيث يشعر المقدّم بأنّه سجين لشكل محدّد ونوع من البرامج الخاصة بالتلفزيون، أمّا على يوتيوب فيبقى الصحفي حرًا في اختيار طريقة روايته للقصة، وبانتقاء المحتوى للجمهور الذي يتابعه. على سبيل المثال، يقدّم ليونيد بارفينوف برنامجين الأول مونة فيديو والثاني سلسلة وثائقية، أمّا إرينا شيخمان، يوري دود وأليكسي بيفوفاروف فيقدّمون إضافةً إلى برامجهم أفلامًا وثائقيًا على يوتيوب.

كما أنّ بيفوفاروف الذي أطلق قناة Redaktsiya كان يتنقّل مع الضيف ويتحدثان طوال الطريق، وفيما بعد ابتعدت القناة عن إجراء المقابلات الشخصية، وأصبحت اليوم كل حلقة مخصصة لموضوع أو مشكلة معينة، وتمتدّ القصص لمدة ساعة، كما تعرض القناة ملخصًا إخباريًا أسبوعيًا، وبالفعل نجحت التجربة على يوتيوب، والتي تقوم بها زينيا سوبتشاك التي تعرض ملخصًا أسبوعيًا، وكذلك يفعل رئيس تحرير مجلة Esquire سيرجي ميناييف على قناته.

والجدير ذكره أنّ يوتيوب بدأ يحظى بدعم أكثر من التلفزيون نظرًا للفرص المتنوعة التي يتيحها لإنتاج محتوى بحرية نسبية. ومن المتوقع أن يحظى باهتمام أكثر خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة، مع ضمّه  برامج الحوارية ومسلسلات قصيرة وبرامج ترفيهية.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة سزابو فيكتور.