سؤال وجواب مع فائز بجائزة بوليتزر المصوّر الإخباري ديفيد هام كينيرلي

بواسطة Jessica Weiss
Oct 30, 2018 في الصحافة متعددة الوسائط

قام المصوّر ديفيد هام كينيرلي بتصوير ثمانية حروب، وكل رئيس أميركي مرّ على البلاد منذ عام 1969، إلاّ أن أولى المهام التي توصّل للقيام بها لم تكن متعلّقة بالكاميرا لا بل بقراءة تاريخ الأشخاص.

"كافة الصحفيين الجيّدين يعرفون هذه القصة"، بحسب قول كينيرلي، الذي فاز بجائزة بوليتزر عن فئة التصوير عام 1972. إن القيام بما يُطلب منك في موضوع معيّن يعني "أن الأشخاص سيكونون أكثر ميلاً لإدخالك في تفاصيل حياتهم، لكي تتمكّن من أداء عملك."

لقد قام كينيرلي بإقناع كل رئيس جمهورية (ابتداءً من الرئيس نيكسون) بدخول حياتهم، والتقاط الصور التي تنوّعت بين تصوير "البورتري" الهادىء لعائلة أوباما أو بورتري حيوي لرونلد ريغن. لقد تبرّع كينيرلي بمجموعة كاملة من الصور الرئاسية لمزاد الصور السنوي الذي يقيمه المركز الدولي للصحفيين.

ظهرت صور كينيرلي على الأقل 35 مرّة على أغلفة مجلات تايم ولايف "Life". تحدّث كينيرلي مع شبكة الصحفيين الدوليين عن مسيرته المهنية، والتصوير الإخباري في العصر الرقمي، وكيف يبقى مُلهماً في عمله.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل يمكنك أن تطلعنا على مسيرة حياتك العملية كمصوّر؟

ديفيد هام كينيرلي: لقد جذّرت الصحافة المكتوبة هذه الخلفية الإخبارية التي أملك. إلاّ أنه في هذه الأيام تحوّل دخلي من 95 بالمئة من جرّاء العمل الصحفي إلى 95 بالمئة من الأعمال التجارية. ما أراه جيّدًا في ذلك هو أنني ما زلت ألتقط النوع ذاته من الصور. قصدت هذه السنة الهند وهاييتي من أجل توثيق نشاطات أكبر زبائني وهو بنك أميركا، الذي قام بريع ما يسمّى بـ "الأصوات المفعمة بالحيوية" والتي هي مؤسسة غير ربحية تقوم بالتعامل مع مشكلة نقص الإرشاد، بهدف مساندة النساء المبادِرات في الدول النامية على إنجاز مشاريعهن التجارية.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل يمكنك أن تخبرنا عن مختارات الصور التي قمت بالتبرّع بها لمزاد المركز الدولي للصحفيين؟ ما الذي تمثله هذه الصور في مسيرتك المهنية كمصوّر؟

ديفيد هام كينيرلي: كان هدفي من وراء هذه المختارات أن أُظهر اللحظات الجدّية كما اللحظات الأقل جدّية وتلك التي تحمل خفّة معينة. فإذا كنتَ تطلب الملف الرئاسي الذي يحتوي على الصور المثالية، فهذا هو وبامتياز.

شبكة الصحفيين الدوليين: لقد كنت صريحاً في قولك عن زوال الصحافة المكتوبة. ما هو برأيك أكثر ما يهدّد التصوير والتصوير الصحفي في المشهد العام؟

ديفيد هام كينيرلي: أنا أفهم بالكامل ما يتطّلب الإعلام الرقمي من عمليّة، إلاّ أنني قلق من فكرة أن هذه الوسائل الإعلامية لا تستخدم العدد الكافي من المصوّرين والكتّاب أو الصحفيين. فهم يقومون بانتقاء الصور والمقالات من أماكن أو مصادر مختلفة. بالتالي فإن عدد الصحفيين والمصوّرين الذين يكسبون عيشهم من العمل الصحفي أو القادرين على توفير حالة معيشية جيّدة يتقلّص تدريجياً.

من ناحية أخرى، من الأعمال العرضية الأساسية هو تحرير الصور. عندما كنت أعمل في المجال الصحفي لمجلتي تايم ونيوزويك كنت أعلم أنه لطالما هناك محرّر صور محترف في المكتب، وكنت أثق بقدرتهم على اختيار أفضل الصور التي قمت بالتقاطها، وهذا ليس بالمهمّة السهلة. مقارنة مع يومنا هذا، الكثير من هذه المهام أصبحت من مسؤولية المصوّرين الذين ليسوا بالضرورة أفضل المحرّرين، وذلك من شأنه أن يقلّل من أعمالهم المصوّرة.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل تعدّ نفسك صحفياً أم مصوّراً؟

ديفيد هام كينيرلي: الاثنان معاً. كافة المصوّرين الجيّدين على دراية بما هو المقال أو القصة... على سبيل المثال، لقد طلبت مني مجلة تايم في السبعينيات أن أذهب لتصوير رئيس الوزراء الإسرائيلي أيام ذاك ميناحيم بيغن. من بين الأشياء الأخرى، كنت قد قمت بقراءة كتابه الثورة أو "The Revolt" بالإضافة إلى إجرائي بحثاً عنه وقراءة كافة المعلومات المتاحة حوله .عندما قابلته في المرة الأولى، كان لاطلاعي عنه منفعة في كسر الحاجز الجليدي بيننا. وكان سعيداً عندما لاحظ أنني استثمرت وقتي بالاطلاع عنه مسبقاً.

يُفسّر ذلك في إطار عملي على أنه قدرة على الوصول إلى الأشخاص بشكل أفضل وأسرع طبعاً. فإذا كان هناك استلطاف معين بينك وبين موضوع عملك، سيمنحك ذلك ليونةً أكبر من قبَلهم لكي تدخل حياتهم وتقوم بعملك. ليس هناك من عذر للجهل خاصةً مع وجود جوجل في هذه الأيام، ويجب أن تكونوا حريصين على ما تفعلونه والطريقة التي تفعلون بها ذلك. فذلك يحدِث كل الفرق في تغطيتكم للحدث.

الصورة: صورة بورتريت شخصي بواسطة آي فون لديفيد هام كينيرلي.