وقع أكثر من 200 رسام كاريكاتير من أكثر من 20 دولة وثيقة وقدّمها الرسام الفرنسي كزافييه جروس لمسؤولي اليونيسكو خلال انعقاد المؤتمر العالمي لحرية الصحافة في 3 أيار/مايو في أديس أبابا، طالبوا فيها بالإعتراف بأن الرسوم الكاريكاتيرية هي حق أساسي وجوهري.
وفيما أوضحت الوثيقة المؤلفة من صفحتين القيمة الجوهرية والفريدة للرسوم الكاريكاتيرية لا سيما في المجتمع، أشارت إلى أنّ الفن يتعرض بشكل متزايد لخطر الرقابة على مستوى العالم، ويجب الإعتراف به كحق منفصل، إلى جانب الحق في حرية التعبير المنصوص عليها في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وحدّدت الوثيقة أمثلة عن رسامي الكاريكاتير الذين يخضعون للحصار من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم أسيم تريفيدي في الهند الذي اتُهم بالتحريض على الفتنة في عام 2012، والأحكام الجزائية التي صدرت في رواندا عام 2018 والتي تمنع الرسوم المهينة بحق المسؤولين الحكوميين.
وقد أكد البيان أنّ "حرية الرسم هي حق أساسي"، ودعا الدول الأعضاء إلى "فتح مجالات للمناقشة والتفكير في هذا الحق"، مقترحًا أن تحدد اليونيسكو يومًا دوليًا لرسم الكاريكاتير، وسعى الرسامون في طلبهم النهائي من المديرية العامة لليونيسكو إلى "نقل هذا الإعلان إلى المجتمع الدولي في المؤتمر العام القادم لليونيسكو".
ويقول الرسام الفرنسي كزافييه جروس: "إذا نظرت اليونيسكو في هذا الموضوع وحولته إلى قرار رسمي، يمكن أن يحقق علامة فارقة على المستوى الدولي حتى يتم احترام رسامي الكاريكاتير في جميع البلدان ويتقبل الناس فكرة الفكاهة والسخرية، مضيفًا: "هناك أمر خاص حول الرسوم الكاريكاتيرية للصحافة وحتى الآن، لم يتم فهمه جيدًا، نريد التأكيد على أنه يمكننا الاستهزاء والسخرية". وقد حظيت هذه الوثيقة بدعم من منظمة الرسوم الكاريكاتيرية من أجل السلام، وهي منظمة دولية لرسامي الكاريكاتير تأسست عام 2006 تحت رعاية الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان.
من جانبها، قالت نادية خياري وهي رسامة كاريكاتير تونسية بدأت بالعمل خلال ثورة 2011، وهي من الموقعين على الإعلان: "يجب على الناس إدراك أن عملنا مهم للديمقراطية، عندما لا يكون رسام الكاريكاتير قادرًا على العمل في بلده، يكون ذلك بسبب وجود مشكلة. نحن نساهم في حرية التعبير والديمقراطية".
وقد عبّر بعض رسامي الكاريكاتير في المؤتمر عن التحديات التي يواجهونها وطرق التعامل معها. وقالت خياري: "إن أفضل شيء يمكنك فعله عندما تواجه مشاكل كرسام كاريكاتيري هو الاتصال بالجمعيات التي تدافع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير"، مشيرة إلى أن رسامي كاريكاتير الإفتتاحيات يمكنهم استشارة منظمة "رسوم كاريكاتيرية من أجل السلام"، والتي هي عضو فيها، حيث تراقب التهديدات وتساعد على رفع الوعي العام العالمي حول رسامي الكاريكاتير الذين تعرضوا لهجمات. وقال عضو آخر في المنظمة إنهم بصدد إعداد كتيب لرسامي الكاريكاتير المهددين، من المتوقع أن يصدر في أواخر العام 2019.
توازيًا، قال رسام كاريكاتير ماليزي إسمه زولكيفي أنور هاك، المعروف بـ"زونار" والذي تم القبض عليه خمس مرات بسبب عمله: "عدو الرسوم الكاريكاتيرية ليس فقط القانون، بل الرقابة"، مضيفًا: "نصيحتي لرسامي الكاريكاتير الذين يواجهون تهديدات بسبب عملهم ألا يتوقفوا، لأنّ من يعارضهم يريد التوصل الى هذا الهدف، إستمروا في استخدام الرسوم لقول الحقيقة".
وقال أحد الموقعين، براندان رينولدز وهو رسام كاريكاتير من جنوب أفريقيا لصنداي تايمز: "من مصلحتنا حماية رسامي الكاريكاتير من خلال اعتبارهم فئة خاصة، فهذا سيكون مهمًا في السنوات القادمة".
من جهتها، قررت صحيفة نيويورك تايمز في شهر حزيران/ يونيو، التوقف عن عرض الرسوم الكاريكاتيرية في نسختها الدولية، وأنهت التعاقد مع رسام كاريكاتير كندي بعد رسم مثير للجدل.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام من الامم المتحدة.