تسعى مؤسسات ومنظمات حقوقية إلى ترسيخ معايير حماية حقوق النساء في مختلف مناحي الحياة. وبما أنّ الإعلام يعتبر من أهم المدخلات لنشر القيم عمومًا وحقوق المرأة خصوصًا، تركز هذه المنظمات الحقوقية على تعزيز قدرات الصحفيين والمؤسسات الإعلامية للاهتمام أكثر بقضايا المرأة، ولنشر معايير التغطية الإعلامية لقضايا النساء.
في هذا السياق، أصدرت منظمة "شبكات من أجل التغيير" و"منظمة شركاء للتعبئة حول الحقوق"، "دليل التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء" الذي تسعى من خلاله إلى التنبيه بأهمية تغطية الصحفيين لموضوع العنف الممارس ضد النساء، ولمساعدة الصحفيين في تناول هذا الموضوع بطريقة حساسة وعميقة. كما يتناول الدليل المعايير الأخلاقية والممارسات الفضلى والمصطلحات المناسبة وكيفية إجراء المقابلات المعتبرة لحالة المرأة ومعاناتها، كما يقدم معلومات لتحسين فهم الصحفيين للعنف الممارس ضد النساء، ويوفر أدلة وروابط مفيدة تساعد الصحفيين والمحررين في الحصول على مصادر موثوقة.
ومن أجل تعريف رواد موقع شبكة الصحفيين الدوليين بهذا الدليل، تمّ إعداد هذه المقالة التعاونية التي تشمل حوارًا مع فريق عمل الدليل، وملخصًا شاملًا له.
فيما يلي الحوار الذي أجرته شبكة الصحفيين الدوليين مع فريق عمل "دليل التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء" والذي تعرفنا من خلاله على سياق إصدار الدليل والأثر الذي يحققه في خدمة قضايا النساء، كما تعرفنا أكثر على الطرق التي تمكّن الصحفيين من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الاستفادة وتطبيق المعلومات التي يوفرها الدليل.
س: لماذا اخترتم إصدار دليل حول التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء؟
ج: من خلال عملنا مع الجمعيات العاملة مع النساء ضحايا العنف، لاحظنا مجموعة من النواقص في التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء بحيث عبّرت سيدات عن تذمرهن من كيفية اعتماد قصصهن من قبل الإعلام وأنهن يفضلن عدم الانفتاح على وسائل الإعلام لأسباب كثيرة من بينها أنّ طريقة نشر قصصهن تمت بطريقة لم يتم احترام فيها خصوصيتهن ولم تتم حتى استشارتهن بما يمكن وما لا يمكن نشره، بحيث تمّ التعرف عليهن سريعًا في محيطهن وهو ما انعكس عليهن وكان مصدرًا جديدًا للعنف ضدهن.
أيضًا عبّرت الجمعيات عن أنّ كيفية تعاون الصحفيين/ات مع النساء يقتصر على اتصالات موسمية إما من قبيل الأيام الأممية لمناهضة العنف الممارس ضد النساء أو عند بروز حدث ما أو قصة تكون محط أنظار جميع الصحفيين. كما أكدت أنّ تعاون الصحفيين/ات مع النساء غالبًا ما يقتصر على طلب تصريحات ضحايا العنف ونظرًا لسرية ملفات النساء لا تتمكن من الاستجابة لطلبات الصحفيين مما يحد علاقة التعاون.
على أثر هذه الملاحظات اليومية أجرينا مجموعة من استطلاعات الرأي استهدفت الصحفيين/ات والنساء ضحايا العنف والجمعيات العاملة معهن أيضًا من أجل فهم أكثر الإكراهات والمعيقات التي تؤثر سلبًا على عمل الصحفيين/ات في تغطيتهم/هن للعنف الممارس ضد النساء ومسّت هذه الاستطلاعات 3 جوانب:
التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء والعلاقات الرئيسية للصحفيين/ات.
التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء والقوالب النمطية والصور والمصطلحات.
التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء والتحديات المؤسسية في وسائل الإعلام.
س: ما هو الأثر المتوقع لهذا الدليل على خدمة قضايا النساء؟
ج: نظرًا لكون العنف الممارس ضد النساء هو موضوع ليس سهلًا، ومن أجل التعامل معه بالشكل المطلوب أدرجنا بالدليل مجموعة من المضامين نأمل بأن تساهم في تجويد التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء من خلال: اعتماد الصحفيين/ات لغة دقيقة متمحورة حول المساواة بين الجنسين مع تفادي تهوين العنف الذي تتعرض له النساء والابتعاد عن لغة إثارة العواطف أو تلك التي تتضمن تبريرات للمعتدين من خلال المادة الإعلامية مع التعامل مع هذا النوع من العنف على أنه حدث كل يوم وليس واقعة منعزلة يتم التطرق إليها موسميًا.
أيضًا يسعى الدليل إلى توفير المراجع والمعلومات والمعطيات الأساسية التي قد تسهل عمل الصحفي أو الصحفية حتى تكون المادة الإعلامية شاملة ودقيقة غير قائمة على التنميطات الجنسانية والمجتمعية.
نأمل أيضًا أن يساهم الدليل في تقوية العمل المشترك ما بين مختلف الفاعلين والمعنيين بمناهضة العنف الممارس ضد النساء وخاصة ما بين الصحفيين/ات والجمعيات النسائية العاملة على قضايا العنف والنساء ضحايا العنف أنفسهن من خلال تزويد العاملين بالمجال الإعلامي بمجموعة المعطيات لفهم ديناميكيات العنف القائم على النوع الاجتماعي وتقديم نماذج للممارسات الصحفية المثلى.
س: بما أن الدليل يستهدف بصفة أساسية النساء المغربيات، فكيف يمكن للصحفيين من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الاستفادة وتطبيق المعلومات التي يوفرها "دليل التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء" في بلدانهم، وهل يمكن أن تصدروا دليلًا يستهدف مختلف دول المنطقة؟ج: رغم أنّ الدليل يتطرق لتجويد التغطية الإعلامية للعنف الممارس ضد النساء بالمغرب إلا أنّ صياغته تمت بشكل أكثر انفتاحًا بحيث يمكن لأي صحفي أو صحفية في أي بلد كان أن يعتمده من قبيل محور "ماذا يمكن للصحفيين والصحفيات فعله" فهو محور يسلط الضوء على الصور النمطية المتواجدة في مختلف المجتمعات ومدى تأثيرها سلبًا على النساء وكيف يمكن تجاوزها، ويتطرق أيضًا للأفكار المغلوطة والأساطير الرائجة حول العنف الممارس ضد النساء في مختلف المجتمعات وبالتالي سيكون من السهل على أي صحفي/ة أن يعتمد هذا الدليل في انتظار صدور دلائل خاصة بكل بلد بحيث سيتم العمل على تحديث المحور الخاص بدور المصالح العمومية وسلسلة الخدمات المتاحة للنساء والقوانين المرتبطة بالعنف الممارس ضد النساء.
في الجزء الثاني من المقال نقدم لكم ملخصًا شاملًا لما وردَ في الدليل الذي صدرَ بثلاث لغات: العربية، الفرنسية والإنجليزية.
يحث الدليل على الاعتراف بأن النساء ضحايا العنف هن "ذوات حقوق" ويضمن أن يكون صوتهن مسموعًا ويمكنهن لعب دور فعال طوال مراحل التغطية الإعلامية، بحيث يقدم الدليل بعض الحقائق والأرقام المهمة حول العنف الممارس ضد النساء، ويشير إلى أنّ حوالي ثلث النساء في العالم قد تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي، وأنّ العنف يرتكبه شريك المرأة في معظم الحالات، كما يشير إلى أن نحو 38% من جرائم قتل النساء يكون الجاني فيها هو الشريك.
قبل الشروع في هذا الدليل، يجب أن نعلم أن مصطلح "العنف الممارس ضد النساء" هو الأكثر قربًا للمفهوم الذي سيتم التعامل معه في هذا الدليل، على الرغم من استخدام مصطلح "العنف القائم على النوع" بشكل متبادل في بعض الأحيان، بحيث تمّ تعريف العنف الممارس ضد النساء، على أنه أي فعل أو امتناع أو سلوك، سواء كان منفردًا أو متكررًا، واعتُبر العنف القائم على النوع الممارس ضد النساء أنه تعبير يستخدم لتوضيح، بشكل أكثر دقة، الأسباب الجنسانية للعنف وآثاره.
كما يدعو هذا الدليل الصحفيين إلى تحري الدقة في استخدام المصطلحات مثل "الضحية" و"الناجية"، وذلك حسب الوضع وكذلك تلبية لرغبات النساء اللواتي تعرضن للعنف ويفضلن استخدام مصطلح معين عن الآخر.
كما أشار الى ضرورة فهم مختلف أشكال العنف وقدم مصطلحات عدة مع تعريفها، كالعنف المنزلي، العنف الممارس ضد النساء من طرف شريك حميم، العنف الاقتصادي، العنف النفسي، العنف الجنسي، التحرش الجنسي في ميدان العمل، العنف الممارس ضد النساء بواسطة التكنولوجيا، المس بصحة وحقوق النساء الجنسية والإنجابية والإكراه. لينتقل بعدها الى تسليط الضوء كذلك على العنف الممارس ضد الرجال.
ماذا يمكن للصحفيين والصحفيات فعله؟
يتحدث هذا الجزء عن التحديات التي يواجهها الصحفيون/ات في تغطية العنف الممارس ضد النساء، حيث ينصب التركيز في التقارير الإعلامية على الحادثة فقط من دون الخوض في تحليل الأسباب والتأثير، وغالباً ما تستخدم لغة تلقي اللوم على الضحية. ويشير هذا الجزء إلى دور الصحفيين في نشر الوعي بأهمية التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء، وضرورة التأثير في الرأي العام والسياسات الحكومية، بالإضافة إلى ضرورة الإلمام بالقوانين والالتزامات الحكومية.
ينصح بعدم تعزيز الصور النمطية والأساطير الشائعة حول العنف الممارس ضد النساء، وتجنب استخدامها في وسائل الإعلام لتجنب تعميق سوء الفهم في هذه القضية. وتؤثر هذه الصور النمطية على منظور الناس للعنف ضد النساء وقد تؤدي إلى استنتاجات خاطئة حول الأفراد، لهذا يجب الحذر من استخدام هذه الصور النمطية في اللغة والمصادر والقصص المستخدمة في الإعلام والتقارير، وتجنب التأثير السلبي لها على منظور الجمهور. وتشمل بعض الأمثلة على الصور النمطية أن الرجال مثلًا هم أرباب الأسر، هذه صورة نمطية عن الأدوار التي ينبغي أن يلعبها الرجال بما معناه أنّهم يتمتعون بالسلطة المطلقة في العلاقات الشخصية والأسرية وأنّ النساء يخضعن لهم وهذا مفهوم خاطئ.
الأفكار المغلوطة والأساطير حول العنف الممارس ضد النساء
تشير الأساطير إلى الأفكار المغلوطة والمعتقدات الخاطئة التي يتم تداولها بشكل واسع في المجتمع، وقد تشمل أن العنف يؤثر فقط على بعض الفئات من النساء، وأن العنف المنزلي يحدث فقط في الأسر ذات الدخل المنخفض أو المستوى التعليمي الضعيف أو بين الأقليات، ولكن الحقيقة هي أن العنف ضد النساء لا يحدث فقط في فئات محددة، وإنما يؤثر على النساء من جميع الخلفيات والطبقات الاجتماعية والاقتصادية.
ويحدث العنف في جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، وقد تحتاج النساء ذوات الدخل المنخفض أو المستوى التعليمي الضعيف إلى اللجوء إلى المصالح العمومية أو الجمعيات للحصول على المساعدة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ العنف المنزلي ليس حادثًا عرضيًا ومعزولًا، وإنما يمثل نمطًا من السلوك الذي يزداد سوءًا ويصبح أكثر تواترًا مع مرور الوقت.
وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإنّ العنف الجنسي لا يحدث دائمًا خارج المنزل ولا يتم ارتكابه فقط من قبل أشخاص غرباء، بل يمكن أن يكون الشخص المعتدي معروفًا للنساء المتضررات منه.
كيفية العثور على أفكار للمواضيع الإعلامية
يعاني الإعلام من تحديات في اختيار المواضيع المناسبة لتغطية العنف ضد النساء في المغرب، حيث تركز معظم التقارير على حالات محددة ونادرًا ما تعامل العنف كظاهرة اجتماعية. يمكن العثور على أفكار للمواضيع عن طريق التحدث إلى الضحايا والمنظمات غير الحكومية والبحث عن كلمات رئيسية، ومراقبة التقارير الصادرة عن المنظمات والحملات، ومراجعة التعليقات على القصص المتعلقة بالعنف. يجب أن تركز التقارير على مساهمتها في تحسين الوعي الاجتماعي والتغيير الإيجابي في المجتمع.
أنواع التقارير الصحفية حول العنف الممارس ضد النساء
تشمل التقارير الصحفية حول العنف ضد النساء تغطية حوادث الاغتصاب والإجراءات القانونية والتغييرات في القوانين والتقارير الصادرة عن المنظمات. يتميز التحقيق الطويل والأفلام الوثائقية بتغطية معمقة وأبحاث مكثفة ومقابلات مختلفة لتقديم مستويات وزوايا مختلفة. يتطلب عرض هذه الأنواع من المواضيع على رؤساء التحرير أو المنتجين الحصول على الموارد اللازمة للعمل عليها. وقد قدم الدليل أمثلة لكيف قام بعض الصحفيين بتغطية هذه المواضيع، يمكنكم الاطلاع عليها بشكل مفصل في الدليل.
العثور على مصادر موثوقةيعرض هذا القسم أهمية العثور على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقصص الحساسة كالعنف ضد النساء. ويوضح هذا الجزء من الدليل أنّ المصادر الموثوقة تشمل تقارير الشرطة والمنظمات غير الحكومية وضحايا العنف. كما يشدد على أهمية الحصول على المعلومات من المصادر الأولية، ويحث على تجنب اللجوء إلى المصادر من الدرجة الثانية والثالثة. ويشير كذلك إلى وجود تقارير دورية تصدرها بعض الجهات الرسمية في المغرب تتضمن إحصاءات رسمية عن العنف ضد النساء. ويشدد على ضرورة فحص البيانات المتاحة في هذه التقارير لتحديد الاتجاهات المتعلقة بالعنف ضد النساء.
فهم سلوك الضحية/الناجية
يتفاعل الضحايا بشكل مختلف مع العنف والصدمة، ومن المهم أن يتم التعامل مع الناجيات وفقًا لتفاعلهن الفردي. اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة صحية عقلية يمكن أن يعاني منها الأشخاص الذين عاشوا أو شهدوا حدثاً صادماً، ويجب أن يكون الصحفيون على دراية بهذا المفهوم لتجنب تأثيره على المقابلة. تشمل الأعراض الذكريات المتكررة للحدث، وتجنب الأشخاص والأماكن المرتبطة بالحدث، والتغيرات السلبية في التفكير والمزاج وفرط التيقظ أو التفاعل، وعدم القدرة على تذكر التفاصيل الهامة المتعلقة بالحدث الصادم، والتلميح باللوم على النفس.
إجراء مقابلات مع الناجيات من العنف الممارس ضد النساء
توجه للمنظمات غير الحكومية للحصول على مقابلات مع الناجيات من العنف الممارس ضد النساء بدلاً من السلطات المحلية أو المسؤولين المحليين، وبناء علاقة مع الناجية لكسب ثقتها قبل إجراء المقابلة. واعرض على الناجية التحدث عن نفسها وخلفيتها في نطاق غير رسمي أولاً، والتعامل معها بكرامة واحترام. يهدف هذا الجزء من الدليل إلى مساعدة الصحفيين في إجراء مقابلات مع الناجيات من العنف الممارس ضد النساء بعناية ومهارة.
الحصول على الموافقة المستنيرة
الموافقة المستنيرة تعني الحصول على موافقة الشخص المقابل بحرية وبدون ضغط، مع فهمه للعواقب الكاملة لإجراء المقابلة. يجب على الصحفيين تزويد الضحية/الناجية بمعلومات شاملة عن العملية والتأكد من فهمها لهذه المعلومات، ومناقشة الخيارات المتاحة مثل عدم الكشف عن هويتها. يجب أن يشرح الصحفي/الصحفية المعلومات التي يريد الحصول عليها، وسبب أهميتها، وأن يحصل على موافقة الضحية/الناجية قبل استخدام أي صور أو مقاطع فيديو أو إظهار هويتها.
كما أشار الدليل إلى أنّ الأسئلة البسيطة تكون الأفضل عكس طرح أسئلة طويلة ومعقدة وشدد على أهمية اختيار المصطلحات المناسبة، وحذر من استخدام مصطلحات يمكن أن تكون مؤذية مثل "العلاقة الجنسية" والتي تحمل ضمنيًا معنى الموافقة على الممارسة، إذ من الأفضل استعمال صياغة أخرى مثل "الاعتداء الجنسي" أو "الاغتصاب".
يمكنكم الاطلاع على الدليل لقراءة المزيد عن كيفية إجراء مقابلات مع الناجيات من العنف الممارس ضد النساء وعن أهمية الكلمات المستعملة.
ما مقدار التفاصيل التي يجب إدراجها؟
يعاني الصحفيون من مشكلة التركيز على تفاصيل الضحية/الناجية بدلاً من تفاصيل المعتدي وسلوكه، وهذا يؤدي إلى إلقاء اللوم على الضحية وتقديم صورة نمطية لها. يجب على الصحفيين التركيز على تفاصيل العنف والمعتدي واستجابة المصالح العمومية لتجنب إيجاد شعور زائف بالأمان لدى القراء.
المحتوى المرئي
تحتاج كل قصة إلى صور جيدة. يعد العثور على صور لحوادث العنف الممارس ضد النساء أكثر صعوبة بسبب حساسية هذه القضية ولكون الضحايا/الناجيات غالبًا ما يطلبن عدم الكشف عن هويتهن.
ما نوع المحتوى المرئي الذي يجب تجنبه؟
يجب تجنب استخدام صور أو مقاطع فيديو للضحايا أو الجاني أو أطفالهما في المحتوى المرئي. يجب تجنب كشف هوية الضحية وإذا كان من الضروري عرض صورهم في الإعلام، فيجب أن تكون غير واضحة. كما يجب تجنب استخدام الصور النمطية للمرأة المعنفة لأنها تعطي انطباعاً خاطئاً بأن العنف المنزلي يؤثر فقط على أنواع معينة من النساء. يجب الحذر عند مشاركة مقاطع فيديو وصور عنيفة، وعدم نشرها إذا كان ذلك سيعرض الضحية للخطر أو الإحراج. ويجب التحقق من صحة المحتوى المرئي وتقييم الموافقة والمخاطر عند عرض مقاطع الفيديو والصور في الإعلام.
10 نصائح للصحفيين العاملين على تقارير مرتبطة بالعنف الممارس ضد النساء
- لا تقدموا مواضيع عن العنف الممارس ضد النساء فقط عندما يرتكب العنف.
- تقديم معلومات حول السياق الاجتماعي أو الدوافع الكامنة وراء العنف.
- أنجزوا تحقيقات عن أشكال أخرى من العنف الممارس ضد النساء.
- متابعة الحالة حتى النهاية.
- استخدموا لغة دقيقة.
- قوموا بتضمين معلومات الاتصال الخاصة بالمصالح المعنية.
- قوموا بتضمين رابط للتقارير الأصلية.
- التحقيق في الإجابة المؤسسية للعنف ضد النساء.
- لا تستخدموا صور مشاهد عامة.
- ممارسة صحافة الحلول.
يتمثل الدور الرئيسي للمحررين والمحررات في اتخاذ القرارات النهائية بشأن ما يتم نشره وبثه وشكله النهائي، بما في ذلك العناوين الرئيسية والمقدمة وحجم القصة ومكان بث المقطع على الهواء. ويتمثل دورهم الأهم في اختيار كيفية التعامل مع العنف الممارس ضد النساء في منابرهم الإعلامية، ويمكن للخط التحريري أن يؤثر على الطريقة التي يتم بها عرض أدوار الجنسين ويمكنه أن يعزز الصور النمطية.
ويسهم اعتماد سياسة تحريرية تراعي الفوارق بين الجنسين في زيادة الوعي وتثقيف العموم بالحاجة للكشف عن العنف الممارس ضد النساء والقضاء عليه. كما يحتاج المحررون إلى دعم الصحفيين الذين يعملون على قصص العنف ضد النساء، خاصة عندما تنشأ مشاكل أثناء تغطيتهم لمثل هذا الموضوع الحساس والمعقد.
ومن الجيد أن يقوم المحررون بدورٍ فاعل في حل المشاكل التي تواجه الصحفيين، كما يجب على الصحفيين تجنب العناوين والروايات المثيرة، وتقديم الموضوع على أنه قضية مجتمعية تستحق التحليل والإبلاغ الاستقصائي. وعلاوة على ذلك، يجب أن يتم تخصيص مساحة أكبر لتغطية هذه المسألة، بدءًا من تحديد المقالات المتعلقة بالموضوع على الصفحة الرئيسية وحتى تخصيص صفحة كاملة لهذا الغرض. ويجب أيضًا دعم التخصص في المحتوى، حيث يجب تكليف الصحفيين الذين لديهم الخبرة في تغطية هذا الموضوع بتقديم هذا النوع من التقارير.
فهم طريقة عمل المصالح العمومية والقوانين
يجب على الصحفي الذي يغطي العنف ضد النساء أن يتعرف على طريقة عمل المصالح العمومية والقوانين المتعلقة بالعنف ضد النساء، وأن يكون على دراية بالخدمات المتاحة للضحايا. يمكن للصحفيين المسلحين بهذه المعرفة التواصل بشكل أكثر كفاءة مع مقدمي الخدمات والحصول على المعلومات بشكل أفضل، كما يمكنهم تقييم الأثر الإيجابي أو السلبي للخدمات التي تقدم للضحايا وتغطية ذلك بشكل أفضل.
الصورة المستخدمة لغلاف الدليل تم نشرها بعد موافقة الجهات المشرفة على إصدار الدليل.