دليلك لاستخدام أداة Invid في التحقق من صحة الصور والفيديوهات

بواسطة Asma Qandil
Jun 28, 2024 في مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
صورة

في ظلّ التدفق المعلوماتي الذي يحيط بنا، أصبحنا بحاجة ماسة إلى استخدام أدوات التحقق من صحة الصور والفيديوهات في عملنا الصحفي اليومي، وخصوصًا في أوقات الأزمات والكوارث والحروب التي تعتبر بيئة خصبة لانتشار الشائعات والأخبار المُضللة والكاذبة، التي يتلقفها مستخدمو الشبكات الاجتماعية، لتنتشر كالنار في الهشيم مُحدثة أضرارًا وخيمة على حياتنا، وبالتالي ينبغي علينا تطبيق منهجية واضحة في التحقق من المعلومات حتى لا نقع في فخ ترويج الأكاذيب.

وتمتلئ الأدلة الإرشادية بأدوات التحقق مثل: البحث العكسي عن الصور، وتحليل البيانات الوصفية في الصور، وتحليل مقاطع الفيديو، وتحديد الموقع الجغرافي، وفحص التفاصيل الدقيقة للصورة مثل مناطق الإضاءة والظلال، والتي تساعدنا في فهم السياق الزماني والمكاني لالتقاط الصورة.

وتعتبر أداة "Invid" من أهم الأدوات التي سهّلت على المستخدمين كشف جوانب التضليل في المحتوى المرئي، والتي سنُلقي عليها الضوء في هذا المقال لتعدُد المزايا التي تقدمها وخصوصًا بعدما أتاحت خدماتها باللغة العربية.

ويمكنك تنزيل أداة "Invid" كـPlugin في متصفح كروم، من خلال الضغط على هذا الرابط، وبعد تثبيتها، يمكنك فتح صندوق الأدوات لبداية عملك في التحقق من صحة الصور والفيديوهات.

وعندما تتصفح واجهة البرنامج الرئيسية لأداة "Invid"، تجدها مُقسمة إلى عدة تبويبات وهي: الأدوات، المساعد، الدورة التعليمية، العرض التوضيحي، وقاعة الدراسة.

صورة

وفي قسم الأدوات، نبدأ معكم في "تحليل الفيديو" وذلك من خلال وضع الرابط في المربع المُخصص لتحليل المعلومات السياقية لفيديوهات يوتيوب أو فيسبوك، ولكن لا يمكنك تحليل فيديو مأخوذ من موقع X، تويتر سابقًا، وذلك وفقًا للمعلومات التوضيحية الموجودة بالأداة.

وهناك ميزة أخرى، وهي "إطارات المفاتيح"، والتي تُتيح لك تجزئة مقطع فيديو يوتيوب أو فيسبوك إلى إطارات مفتاحية للبحث العكسي عن الصور، ويمكنك إما وضع الرابط المراد الاستعلام عنه في مربع مخصص لذلك، أو إدراج الفيديو الذي تود تحليله، والذي قد يكون بتنسيقات مختلفة مثل mp4، وavi، وwebm.

وهناك قسم "الصورة المصغرة" والذي يقوم باستخراج وإجراء بحث عكسي عن عناوين مقاطع فيديو يوتيوب، وذلك من خلال البحث في المواقع الآتية: Google Fact Check، وBing، وTineye، وGoogle lens، وBaidu، حيث يقوم المستخدم أو الصحفي بوضع URL للفيديو المطلوب التحقق منه في المربع المخصص لذلك، وبعدها ستظهر النتائج في الجزء الثاني من نفس التبويب.

وهناك قسم خاص لحقوق الفيديو، والذي يوفر معلومات حول الحقوق القانونية لمقطع فيديو منشور على يوتيوب أو تويتر، من خلال وضع الرابط في المربع المخصص لذلك.

وهناك قسم "البيانات الوصفية" والذي يستخرج البيانات الوصفية للصور ومقاطع الفيديو وذلك من خلال وضع رابط الصورة أو الفيديو، أو إدراجهما من ملف موجود على جهاز الكمبيوتر الذي تعمل عليه إلى مربع مخصص لذلك في الأداة، ولكن يشترط لإتمام هذه العملية أن تكون الصور المُراد الاستعلام عنها بتنسيق JPG/JPEG، ومقاطع الفيديو بتنسيق إما MP4 أو M4V.

صورة

وهناك أدوات مُخصصة للتحقق من الصور مثل: "تحليل الصور"، وهي أداة توفر معلومات سياقية لصور منشورة إما على تويتر أو فيسبوك، وذلك من خلال وضع رابط الصورة في مربع البحث.

وهناك أداة أخرى مُخصصة لإجراء بحث متقدم على تويتر، ويشترط أن تكون متصلاً بمنصة X لاستخدام هذه الميزة، حيث يتعين عليك إدخال البيانات المطلوبة في خانة معايير البحث، وهي: الكلمة الرئيسية أو الهاشتاج، وكتابة اسم حساب تويتر، ووضع اللغة، واسم المدينة، وكتابة التاريخ بتوقيت بلدك المحلي أو بتوقيت غرينتش.

وتتفرد أداة "Invid" عن غيرها من أدوات التحقق، في أنها تُتيح ميزة الاستفادة من الأدوات المتقدمة للصحفيين، ومدققي المعلومات، والباحثين، وذلك من خلال قيامك بملء استمارة بها بياناتك الشخصية، وإيميل عملك، والدور الذي تقوم به في مؤسستك، وبعدما يتم الموافقة على التسجيل الخاص بك، ستتمكن من طلب رمز الوصول لاستخدام الأدوات المتقدمة. 

وإذا أردت تعلُم كيفية استخدام الأدوات التي تُتيحها Invid، فبإمكانك الذهاب إلى قسم "الدورة التعليمية" لكي تتعلم كيفية التحقق من سياق الفيديو، وكيفية القيام بالبحث العكسي لصور يوتيوب المصغرة، وغيرها من الفيديوهات التي ستصقل مهاراتك في عملية التحقق.

في هذا السياق، تقول جويس حنا، صحفية ومدققة معلومات بوكالة "فرانس برس": "تعتبر Invid من الأدوات المهمة للصحفيين ومدققي الأخبار، والتي تساعدهم في التحقق من صحة المحتوى الرقمي، لأنها عبارة عن حزمة من الأدوات المجمعة في مكان واحد". وأشارت جويس إلى أنّ أداة Invid توفر الوقت والجهد لأنها تساعدنا في تجزئة الفيديو، مما يغنينا عن القيام بهذه العملية يدويًا، وتُقدّم لنا أيضًا أفضل الصور التي سنُخضعها لعملية التحقق، كما نحصل على نتائج البحث العكسي للصور المُراد التحقق منها من أربعة محركات بحث في عملية واحدة نقوم بها.

وهناك الكثير من التحديات التي يواجهها مدققو المعلومات في عملهم وخصوصًا مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما تحدثت عنه جويس قائلةً: "نستعين في عملنا بالمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي وخصوصًا مع التطورات التكنولوجية المتسارعة التي صعبت مهمة اكتشاف فبركة المحتوى المرئي الذي يتم توليده بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكننا نأمل في اكتشاف أدوات جديدة تساعدنا في كشف الزيف في الصور والفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي".

وتختتم جويس حديثها معنا قائلةً: "ينبغي علينا توخي الحذر أثناء قيامنا بعملية التدقيق، وأن يأخذ الصحفي في اعتباره السياق الزمني والمكاني للمحتوى المرئي، وأن يُقدم لجمهور المستخدمين الخطوات التي قام بها، والأدوات التي استخدمها في عملية التحقق، وأن يرفق الروابط الخاصة بالصور والفيديوهات المفبركة التي أخذها من المواقع الإلكترونية أو صفحات السوشيال ميديا، وبالتالي نتمكن من نشر ثقافة التحقق في مجتمعاتنا".

الصورة الرئيسية المنشورة في الموضوع مأخوذة من أداة "Invid".

الصورة رقم (2)، و(3) مولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال Bing Copilot.